{ الدكتور الفنان أنس العاقب واحد من الذين أعطوا الفن والغناء طعمه العلمي وبُعده المؤسس على تراتيل الدرس والتأهيل مُذ كان موظفاً للعلاقات العامة وإلى أن أصبح أستاذاً للموسيقى والمغنى، يحمل «فلسفة الحقيقة» الدكتوراة فيهما معاً. { ومن المعروف أن الدكتور أنس العاقب حينما جاء إلى التلفزيون استطاع في أقل من عامين أن يجعل الشاشة ضاجة «بالمشاعل» التي كانت مطلوبة لسودان كان يقدم نفسه للعالم وقتها وفق رؤية وتصور ومشروع، ويقاتل صامداً في عدد من الجبهات داخلياً وخارجياً وكانت مشاعله مطلوبة، للدرجة التي جعلت منها سبباً للالتفات إلى الشاشة بصورة أدارت الرؤوس. { وحدثني تلميذي الفنان، صاحب الأنامل الذهبية، في المونتاج الدكتور عادل ضيف الله، أستاذ السيناريو والإخراج مع أنس العاقب في كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان، أثناء مشاركتنا في دورة تدريبية لإعلاميي صندوق رعاية الطلاب بأن شيخ علي عثمان نائب الرئيس حينما التقى أنس مرة، قال له بطريقته المعروفة: «إن أولاد حاج الماحي ظلوا يشنفون الآذان لعقود حتى أسسوا قواعد لسماع المديح، وجئت أنت بمشاعلك هكذا في طرفة عين لتقول للناس ها أنذا». { ومشهور أن الدكتور أنس العاقب بدأ حياته مطرباً موسيقياً وملحناً ومن أغنياته المشهورة التي تركت أثراً في سبعينات القرن الماضي أغنية « يا بلدينا الما طارينا» التي دفعت به إلى القمة لحناً وأداءً!! { واستمر أنس ملحناً أكثر منه مطرباً ويعرف عنه أنه من أقدر الناس على التطريب بالعزف على العود إلى درجة شديدة الأخذ. { ويوم التقينا مؤخراً، كان يستعد لتقديم محاضرته في دورة إعلاميي صندوق رعاية الطلاب، والتقينا بالأحضان كعادته، ولكنه أدهشني حينما قال لي إنه ينوي أن يعود إلى الغناء والعزف بالعود، ولكنه يريدني أن أكون حكماً شاهداً على أنه ما يزال أنس العاقب. { تصوروا أن الدكتور أنس العاقب، أستاذ الموسيقى بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان، يفعل هذا، وبعضهم توجعه كلمة حق صغيرة في هذا العمود..!! أيها الناس أرهفوا آذانكم ومشاعركم .. فأنس قادم.. قادم. ودمتم