كل سنة وانتو جميعاً بخير وجعل الله كل أيامكم أعيادا ومتعكم بالصحة والعافية ونقول ليكم: رقصت شتيلات التمر والقمري غنى على الجريد والفرحة طافت كل بيت بمقدم العيد السعيد والناس تبارك بسرور يتصافوا من تاني وجديد إن شاء الله تاني العيد يعود بالصحة والخير والسلام والعافية والعمر المديد نتمني أن يأتي العيد من جديد ويلقانا في سلام وأمن واستقرار وبهذ المناسبة أهنئ كل أهلي الطيبين في كل بقاع المليون فأشكر كل الذين هاتفوني وأولئك الذين راسلوني واختار لكم منها الآتي: كل المنى .. وكل الأماني مدونة تعزف نغم بعيد سعيد يعود عليك صحة وهناء وأخرى تقول: كيف أهنيك وأنت الحروف الشاردة من كل اللغات وأنت الرحيق اللسة في خاطر الأزاهر أمنيات وأنت البريق الأنشدو الضوء أغنيات وأنت التطور .. والتحول والثبات وأخرى أيضاً: نهنئكم عشان نلقى الفرح فيكم عشان أعيادنا تتعطر وكت نسمع تهانيكم ورسالة أخرى كانت للخروف لأنه كان (غالياً) وكان (سيد الكلام) وجاءت حروفها كالآتي: تروح نسمة تودي اللهفة (للغاااااالين) وين إنتو .. وكيف الحال ومشتاقين نعم (الخروف) ضرب الرقم القياسي في الغلاء هذه الأضحية حتى جعل الجميع في حيرة من أمرهم ما بين الأضحية أو عدم الأضحية ورغم الغلاء ورغم التردد إلا أن معظم (أهلي) قد ذهبوا للأسواق وأماكن تجمع الخراف لينالوا شرف المساهمة في عيد الفداء وهم يتجولون بخاطرهم ويتذكرون المعاني الجميلة للفداء، من أجل هذا لم يترددوا رغم الغلاء فكان (الخروف) هو (الملك) الذي تربع على عرش جميع الأسر المسلمة وقد أعجبني جداً الشعار الذي وضعته فضائية (للدراما N) وهي تحتفل بمقدم العيد السعيد .. وضعت (خروفاً) في شاشتها وتستعرضه ما بين الفينة والأخرى وذلك عكس ما وضعته الفضائيات الأخرى كالتي تقول(كل عام وأنتم بخير) وأخرى (عساكم من عواده). فالسؤال الذي يفرض نفسه لماذا الارتفاع في أسعار الخراف وأسعار اللحوم ونحن الدولة ذات الثروة الحيوانية الهائلة وذات المراعي الطبيعية التي تتمدد على أرض المليون ميل مربع؟ .. فمراعينا قادرة على استيعاب أكبر قطيع ممكن .. والقطيع الذي يتجول بين مرعى وآخر .. اللحوم أسعارها في السماء قبيل العيد وصلت (26) جنيهاً (بالتمام والكمال).. فالذي يشاهد ويرى حركة المواشي في سوق المواشي وتلك التي تجوب المراعي في الولايات يتبادر إلى ذهنه بأن الكيلو (بالمجان) ولكن عندما تذهب للشراء فإن الأرقام التي تسمعها (تشيب الراس) .. تجعلك تتراجع للخلف وتقول (يارب أنا فين؟) وزير المالية علي محمود كان قد أكد أن الثروة الحيوانية واللحوم في السودان دا الشيء الوحيد (المافي زول إتكلم عنها) لأنو وعلى حد قوله متوفرة .. نعم فالوفرة كما هو معروف لدى الاقتصاديين تؤدي إلى انخفاض الأسعار فكلما ازداد العرض قلت الأسعار وذلك على عكس لحومنا ترتفع مع الوفرة للأسف الشديد وتترك وراءها مليون تساؤل. أيضاً نخشى وبشدة (كمان) بأن فتح باب الصادر لعدد من الدول وذلك حسب الخطة التي وضعتها وزارة الثروة الحيوانية لزيادة الصادرات.. اخشى أن تنعكس هذه الخطة على الأسعار وتزداد أسعار اللحوم بالأسواق المحلية (فنحن دائماً كده) نعالج (مشكلة) على حساب (مشكلة أخرى) .. نحمي الإنتاج ولكن لا نحمي المستهلك، إذاً من الذي يحمي المستهلك؟