{ الاحتفاء بالجريمة في معرض الشارقة: ها هو معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين وضمن فعالياته استضاف عدداً من كبار كتاب رواية (الجريمة)، حيث عقدت ندوة بهذا الصدد شارك فيها الكاتب بيتر جايمس الذي وصلت مبيعات سلسلة رواياته أكثر من ثمانية ملايين نسخة، كما شاركت الكاتبة سونيتا جوبتا التي أوضحت أن رواياتها تحاول دائماً التطرق إلى تفاصيل كثيرة حول جريمة ما مستنبطة من أرض الواقع.. وحكت الكاتبة الإماراتية سعاد يوسف تجربتها مع الكتابة البوليسية حيث تستوحي فكرتها من جريمة حقيقية، أما الكاتب محمد جار الله تجئ نصوصه عن الجريمة من وحي خياله كلياً. ونطرح التساؤل: أين كتابنا من أدب الجريمة وصحفنا المختصة بذلك تمطرنا بوقائع لجرائم مختلفة من سرقة وقتل وتعاطي مخدرات؟! { نعيش إعلام الحوادث: إن الجريمة كظاهرة اجتماعية لازمت الإنسان منذ بدء الخليقة عند قابيل وهابيل، من ثم أنها كظاهرة أصبحت مفضلة في الصحافة المقروءة خصوصاً والأجهزة المرئية عموماً. هكذا أصبحت صحفنا السياسية تفرد صفحات للقضايا والحوادث، بل إن بعضها وفي حالات استثنائية تحتفي وتبرزها (مانشيت) رئيسي. فقد أصبح للجريمة والحوادث قراء لابد أن تجتذبهم الصحف وهم قطاع لا يستهان به وذلك لحسابات التوزيع والربح. نجد أن الجريمة في العالم لم يقتصر نشرها على الصحافة المقروءة بل زحفت إلى التلفزيون وخاصة في أمريكا، بل تخصصت فيها قنوات تقوم بنقل وقائع الجرائم من داخل قاعات المحاكم وتستخدم في ذلك عدداً من الخبراء والمحللين حتى تحول القضاة والمحامون إلى نجوم كنجوم الأفلام والمسلسلات. الملفت للانتباه لدينا أن الباعة الجائلين أو الذين (يفرشون) الصحف على الأرض ليست هناك أي نداءات يطلقونها على ما هو مثير في صحافتنا ترغيباً للقارئ أي أنها (بيع صامت)، بينما نجد هذا الترغيب لدي الباعة الجائلين في الشقيقة مصر، وبما أن المنافسة هناك قوية فإن بعض المؤسسات الصحفية أصبحت تصدر ملفات خاصة بالجريمة مجانية تعادل في عدد صفحاتها صفحات جريدة لدينا، بل إن هناك صحفاً قائمة بذاتها كثيرة متخصصة في الجريمة فقط وقد لجأ معظمها إلى رفع مبيعاتها إلى التخصص في قضايا (الآداب) و(نشر الصور الإباحية)، ومثل هذه الصحف موجودة أيضاً في عدد من بلداننا العربية. نحمد لصحافتنا السيارة الاجتماعية منها والسياسية أنها لم تلجأ إلى هذا النوع من التخصص في صفحاتها لأن قضايا الآداب والصور الإباحية تشوه صحافة الجريمة وتلصق بها تهمة الصحافة الصفراء. هل يمكن أن نقول الآن إننا نعيش إعلام الحوادث وليس ببعيد عنا ما يبثه الإعلام المرئي من حوادث تفجيرات واغتيالات وحروب؟! { جداد مسطول: وبصفحة الجريمة والحوادث ب(الأهرام اليوم) وقبل ثلاثة أيام طالعنا خبراً عن عثور شرطة مكافحة المخدرات على (5) رؤوس حشيش داخل قفص جداد! ترى لو (تخيل) الجداد بذاك القفص أن هذه الرؤوس الخمسة من الحشيش بأنها (قناديل ذرة) وقام بالتهامها حبة.. حبة.. فكيف يكون الحال؟ جداد مسطول آخر زمن؟!