{ نحتفل غداً (الأحد) بالعيد ال (56) لاستقلال السودان من الاستعمار الإنجليزي، نحتفل به رغم ما في القلب من حسرة، وما في النفس من أسى على ضياع جزء عزيز وغال من الوطن يمثل نحو (ربع) مساحته وسكانه، بإعلان انفصال جنوب السودان عن شماله في التاسع من يوليو الماضي. { ولكننا نحتاج أن نحتفل، رغم الحزن المكبوت، والحياء المنحوت، نحتاج أن نحتفل لنحافظ على ما تبقى من أميال مربعة، وشعب شامخ، وتاريخ شموخ، ولكن قبل ذلك نحتاج أن نزور مقابر «البكري» بأم درمان العزيزة لنعتذر لروح الزعيم المُحرر السيد «إسماعيل الأزهري» عليه رحمة الله. فتقبل اعتذارنا سيدي، لقد أخطأ بعض أبنائك، وأحفادك في حقك وحق «المحجوب» وحق الوطن الكبير والشعب المعلم القدير. تقبل اعتذارنا سيدي، على أن نعاهدك أن يبقى ما تبقى من السودان واحداً موحداً بإذن الواحد الأحد. { كل عام وأنتم بخير، وجعل الله العام الجديد (2012) عام خير ونماء، وأمن ورخاء، وعزة ورفعة لهذا البلد الكريم. - 2 - { أسعدتني جداً الأنباء القادمة من «بورتسودان».. عروس البحر.. الحورية، فقد علمت أن الآلاف من أهل السودان من مختلف الولايات قد (كسروا) وحطوا في ولاية الوالي الهمام «محمد طاهر إيلا» لقضاء عطلة الاستقلال ورأس السنة الميلادية على ساحل البحر الأحمر، بصورة غير مسبوقة طيلة السنوات الماضية. وحدثني (أمس) أحد سكان «بورتسودان» أن سعر إيجار الشقة المفروشة ارتفع إلى ثلاثة أضعاف سعرها المعتاد!! كما أنه لا توجد حجوزات متوفرة على شركات الطيران ومعاناة في الحصول على تذاكر البصات السفرية. وبدأ أهل بورتسودان في شراء الأسرة والمراتب لاستقبال الأقارب والأصدقاء الذين يرغبون في الاستمتاع بالطقس الرهيب على ساحلنا الأحمر العجيب!! ورغم أن صديقنا الشاب «هيثم الجنرال» قد أكد لي أنه اشترى مع والدته نحو «عشرين مرتبة » جديدة، إلاُ أن (ربع) هذا العدد من (المراتب) كاف ليؤكد لي حجم التدافع على المدينة الساحرة والودودة !! { مبروك عليك أخي «إيلا» هذا الزحف السياحي العظيم، مبروك على أهلنا الصابرين في الشرق انتعاش أسواقهم وعائدات استثماراتهم، ونأمل أن يأتي العام القادم وقد اكتمل بناء عدد من الأبراج السكنية الشاهقة (جارٍ العمل بها) لمقابلة خدمات السياحة الداخلية والعابرة للحدود. { وهنيئاً لبنك السودان توفير عشرات آلاف الدولارات كانت في طريقها إلى الخارج في (رأس السنة) فتحولت (جنيهات) إلى «بورتسودان».. حتى ولو عشرة آلاف دولار فقط، لا مليون!! { و«إيلا» حديد..!! - 3 - { السذج المحسوبون على (السلطة) الذين يتآمرون (بليل) ضد صاحب هذا القلم، ثم يتوارون خوفاً.. وخجلاً، لا يعرفون أن قيمته، وقوة تأثيره لا ترتبط بمنصب (رئيس تحرير)، بل ترتبط بوزن هذا القلم، وبقائه نابضاً، ناطقاً بالحق، ومعبراً عن الناس، سواء في صحافة (محلية) أو (عالمية)، والأخيرة أخطر عليهم، لو يفقهون!! { أنا من صنع (الأهرام اليوم)، ولم تصنعني يا هؤلاء.. فمتى تعقلون؟!! { لست ساذجاً ولا معزولاً، لأصدق أن ما حدث مجرد (خلافات شركاء)!! لكنني كظمتُ غيظي، وكتمتُ غضبي.. وما زلتُ أكبح جماح نفسي.. أسمع.. وأراقب.. وأنتظر، وإن غداً لناظره قريب.