وها هي أنوار الصباح.. تسطع.. وها أنا أوقظكم.. وأوقظ معكم.. نهاراً.. في جلبة.. ودوي وهدير.. ونسأل السيد مسار.. عن قواعده.. وأين هي تلك الحشود.. نسأله عن مقر حزبه.. لنقارن بينه وبين صادق المهدي.. الذي.. تتراص حوله في كل صلاة جمعة الملايين.. ثم نسأله.. دعك من «أبيل ألير».. هل أنت شخصياً «مؤتمر وطني».. وهل أنت شخصياً.. «أخ مسلم»؟.. وطبعاً الإجابة هي.. أنك لست «مؤتمر وطني».. ولا «أخ مسلم».. «طيب».. لماذا.. أخلت لك حكومة المؤتمر الوطني.. دائرة الثورة.. ولماذا تتدافع صفوف الأخوان المسلمين.. «لترمي» لك أوراقها في «صندوقك» الذي لا نعرف له لوناً.. وإذا حالفك التوفيق.. وفزت في الانتخابات.. هل سوف «تصدق» في حلم يقظة.. أن هؤلاء هم جماهيرك.. جماهير حزب الأمة.. جناح مسار.. المنشطر من حزب الأمة القومي.. الأصلي.. الذي يعرف حجمه.. ونفوذه.. وخطره.. وأهميته.. أصدقاؤك الجدد.. معرفتهم «لجوع بطونهم».. ونصيحة لوجه الله.. لا نريد فيها جزاءً ولا شكوراً.. و«من هنا ولي قدام».. اذا طلبت منك إذاعة عالمية مثل لندن.. أو حتى «الجزيرة» أو أي محطة.. تخاطب.. وتنتشر في فضاء الدنيا.. اذا طلبت منك الحديث.. أن تعتذر.. وذلك خير من «كلام» يرثى لحالك فيه الناس.. إن لم أقل كلام «يضحك عليك الناس».. وإلا بالله عليك.. أليست نكتة أن تقول.. للعالم.. كله.. لماذا نؤجل الانتخابات.. عشان خاطر «ثلاثة أنفار فقط نقد والصادق ومبارك».. اعلم.. يا سيادة المرشح.. عن دائرة.. صنعت وما زالت تصنع الأحداث.. دائرة وطنية متحضرة.. كانت رأس رمح انتفاضة.. أكتوبر.. وأبريل.. أعلم أن من كنت تحدثهم في تلك الإذاعة.. يطلقون على حزبي الأمة والإتحادي الديمقراطي الحزبين الكبيرين المؤثرين.. ولا يعرفونك.. إلا كمستشار لرئيس الجمهورية.. وإن سألت.. حتى مسؤول شؤون السودان.. في الإذاعة البريطانية عن حزبك.. واسمه.. لن يجيب بغير لا أعلم.. ولم أسمع بهذا الحزب.. مطلقاً.. ونترك مسار ونذهب.. و«حكمة الله» في نفس الإذاعة.. وفي نفس اليوم.. نسمع الى «هبة الغباشي».. تلك المثقفة الفاهمة الصبورة.. الصبورة على كل الذين «يخرمجون».. ويقولون.. في لهوجة وفي خطابة ركيكة.. وفي جمل فطيرة.. وتعابير فقيرة.. نسمع حلقة حوارية.. كان فيها «هاني رسلان».. و«ماثيو» ممثل الحركة في المملكة المتحدة.. ومعهم للأسف.. ممثل للمؤتمر الوطني.. أقول للأسف..لأن المؤتمر الوطني.. رغم خلافنا المبدئي والصارم.. والحديدي معه.. إلا أنه وعندما يتحدث للعالم.. وعبر إذاعة دولية واسعة الانتشار مثل ال(B.B.C) أنه وفي هذه الحالة.. إنما يمثل السودان.. فيجب أن يكون المتحدث على قدر قامة وهامة السودان.. «يعني» كان يمكن أن يتحدث الأستاذ «كمال عبيد».. أو حتى «غندور».. ولكن أن يكون «فتحي شيلا».. هذا ما لا نقبله.. فقد أضحك الرجل علينا الدنيا.. والحلقة كانت عن الانتخابات واحتمال قيامها أو تأجيلها.. ويتدفق الحديث مرتباً من «هاني رسلان».. وصارماً قاطعاً من «ماثيو».. وتلتفت المذيعة الى «شيلا» الذي ترك كل شيء.. وخرج من كل «مولد» بتلك الحلقة بحمص مر المذاق.. فقد قال الرجل.. بل طفق الرجل يخطب.. عبر المايكرفون.. وهو يقول.. إن الرئيس معه كل الناس.. وإن «الصوفية» معه.. وإن «سوار الدهب» معه.. وهنا يفيض صبر المذيعة التي عرفت بطول البال.. ولكن لأن للصبر حدوداً.. ولأن الدهشة كانت حاضرة.. تتراقص.. فقد «انتهرت» المذيعة الأستاذ «شيلا» في غضب قائلة: سألناك عن التأجيل ومخاطره.. والقيام وإيجابياته.. ونحن لسنا في معرض من هو مع الرئيس ومن ضده.. وتتحول المذيعة الى «هاني رسلان» ويرسل الله لها طوق النجاة.. المتمثل في انتهاء زمن البرنامج ليحلها الله من ذاك المأزق.. وتلك الورطة. نقلاً عن الزميلة «آخر لحظة»