التدريب وإعادة التدريب عملية مستمرة لنجاح المنشآت سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو زراعية أو خدمية.. الخ. وكلما اهتمت المؤسسات في القطاعين العام والخاص بتدريب العاملين فيها لزيادة الكفاءة الإنتاجية ووظفت من ميزانياتها بنوداً للصرف على تدريب العاملين فيها؛ فإنها تجني ثمار التدريب في ضبط الجودة الشاملة وتحقيق الأهداف. وتهتم المنشآت الصناعية بالمنتج الجديد الذي يتطلب دخوله السوق التخطيط السليم والترويج والدعاية والإعلان وبعض المؤسسات التي تعتزم إنتاج منتج جديد؛ بوضع ميزانية تصل إلى 25% من ميزانية الشركة لمصروفات التدريب والدعاية والإعلان للمنتج الجديد. وقد اهتمت اللجنة العليا للانتخابات بتدريب كل الذين يعملون في الانتخابات، ويهدف التدريب إلى الفهم الكامل والتام لجميع إجراءات الاقتراع والعد والتأكد من التطبيق الصحيح حسب ما ورد في القانون والمرشد. وانتظمت عمليات التدريب كل ولايات السودان في شرح واضح كل الأعمال المطلوب تأديتها في نزاهة وأمانة وشفافية تامة ودور مميز، من واقع تدريب نظري وعملي لعمليات الاقتراع الشيء الذي قاد إلى الفهم والهضم السريع للمطلوب من المتدربين على اختلاف وظائفهم، ومسؤولية الرئيس وأعضاء لجنته في القيام بواجبهم وتسهيل مهمة الناخبين عند وصولهم لمركز الاقتراع وانتظامهم في صفوف ودخولهم إلى أن يصلوا الستارة ويقوموا بعملية التصويت ووضع البطاقة في الصندوق. إن هذه الانتخابات تتميز عن كل الانتخابات التي جرت في السودان من قبل فليس لها مثيل بدءاً من الانتخابات التي أجريت في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي برئاسة المستر سوكومارسن والتي سارت بنزاهتها الركبان وتقبلت الأحزاب نتائجها بصدر رحب. فما هو وجه التميز في هذه الانتخابات؟ 1/ الحجم البشري من الناخبين المسجلين وعددهم 16 مليون ناخب. 2/العدد الكبير للمرشحين لرئاسة الجمهورية 12مرشحاً في حين أنها في السابق كانت أحادية أو ثنائية ولربما أكثر من ذلك بقليل فلم تسعفني الذاكرة بأكثر من ذلك. 3/ العدد الكبير من المرشحين المستقلين الذين آثروا أن يخوضوا الانتخابات مستقلين عن الأحزاب التي كانوا ينتمون إليها. 4/ ترشيح المرأة لرئاسة الجمهورية في أول سابقة لها في الانتخابات. 5/ عدم ترشيح بعض رؤساء الأحزاب السياسية لرئاسة الجمهورية إذ جرى العرف السياسي في السودان وغيره على ترشيح رؤساء الأحزاب لهذا المنصب الرفيع. هذه بعض ملامح الانتخابات القادمة التي نأمل أن تتضافر كل الجهود لإنجاحها بعد أن أدى التدريب المكثف واجبه ولا بد من زيادة التدريب في ما تبقى من أيام حتى لا تتلف بطاقة اقتراع واحدة، كشعار مثله مثل شعار مزارعي القطن: حتى لاتسقط لوزة قطن واحدة. وعشاق الخضرة: (أوعك تقطع صفقة شجرة). وبالله التوفيق،،،