{ كانت هذه النغمة الحلوة تقال عن كل شيء أنيق وجميل ومدهش. كانت الخرطوم عاصمة مثالية وسط أفريقيا، النظافة الهدوء، رشاقة المحلات التجارية وأناقة السابلة في شوارعها، سوق الخرطوم التراثي الأنيق، سوق الفواكه والخضروات واللحوم والطيور الداجنة وحتى ماسحي الاحذية في المحطة الوسطى كانت لهم صناديق خشبية صغيرة أنيقة، لا يتجولون في الشوارع ولا يدخلون دواوين الحكومة ولا يصدرون أصواتاً مربكة (بكشكوش غطاء زجاجات المياه الغازية) كانوا يجلسون في أركان قصية تحت الأشجار وفي زوايا الوزارات قرب شارع النيل. { لقد كان الشارع يفرض نفسه بنظافته وأناقته فينعكس هذا الانضباط على السلوك الشخصي ويترفع الشخص عن وضع الأذى أو القمامة في قارعة الطريق. { لماذا لا تعود النغمة الحلوة: «الخرطوم بالليل» لعاصمتنا الحبيبة؟ فنحن، أي الشعب السوداني، من تشرفنا بوضع بصمات تاريخية زاهية في العديد من العواصم العربية الخليجية في مجال التعليم والطب والإدارة والقضاء والعسكرية والرياضة. كان لنا في كل بلد بصمة ستظل محفورة في أذهان وقلوب أهل تلك البلدان، إنها إنجازات مشهودة لا يرجع الفضل فيها لشخوص بحد ذاتهم، ولكن للسودان العظيم الذي أنجب هؤلاء الشخوص. { وسيظل السودان بإذن الله منبعاً للعطاء والأمان والسلام والإخاء لكل البشرية. مدير بلدية دبي سابقاً