السودان.. والعالم.. مشروع واحد.. .. وأبرز ما في الأمر هو أن المشروع يكتمل من هنا.. وأننا لا نشعر بشيء من هنا..!! .. وأيام غزو العراق تذهب الملاحظة إلى أن الأمر كله هو (تمدد إسرائيلي من فلسطين إلى العراق).. و... ومشروع تماسك العالم الشيعي يكتمل.. فالتمدُّد الشيعي الآن يذهب من إيران إلى العراق إلى البحرين إلى شرق السعودية إلى اليمن. وتفكيك العالم الإسلامي السني يكتمل.. والأسبوع الماضي (الأنبار) السنة في العراق يكملون تنظيمهم لقسمة العراق.. وفي الأيام ذاتها الأكراد في تركيا يعلنون (تقريبًا) دولتهم وأوجلان يعلق في خطابه أن الاتفاق يكتمل .. وانشقاق اليمن يكاد يكتمل.. ومصر تُهرس وسوريا تُهرس.. .. وأوربا يعلن متحدثها (وزير خارجية فرنسا) أن أوروبا لن تكرٍِّر خطأها في ليبيا حيث دعمت الثوار بالسلاح دون أن تفطن إلى أن من يقود المعركة هم الإسلاميون.. وأنهم ضد الإسلاميين في ثوار سوريا. .. وفي السودان يذهب الأمر إلى مثلها. (2) وأمريكا التي تدفع بالوطني بعيدًا عن الحكم تكتشف أن من يخلف الوطني هم مجموعات عبدالحي.. والشهيد مهند عثمان يوسف الذي قتل قرانفيل ومحمد عبد الكريم قائد الأصوليين في السودان ومجموعات غابة الدندر المسلحة. وأمريكا يجعلها الذعر تنطلق إلى الخلاوي لصناعة دولة إسلامية.. دون سلاح. في حلف يضم الخلاوي وقطاع الشمال والفجر الجديد.. ثم حكومة لا ترفض حريات سيداو والسودان بدوره يجري فيه شيء (3) واستعادة هجليج العام الماضي كانت تتم في مثل هذه الأيام.. وذكرى نصر هجليج تحتفل به الخرطوم وهي تحاكم أبرز قادة عملية هجليج.. .. والأستاذ الكرنكي يُطلق أمس صيحة ملتاعة عن (جيل المنسيين) ويسرد الأسماء الموجعة القديمة شهداء ما قبل الإنقاذ والذين نسيهم الناس .. وغريب أن الكرنكي حين يهبط رئيسًا لتحرير صحيفة الإنقاذ كان أول ما يقرأه من كتاباتنا هو استعادة قصة ليوسف صبري. .. وفي القصة رجل تصطدم به عربة وتظل تجرجره.. والرجل يصرخ والعربة تجرجره مندفعة والرجل مثل شريط سينمائي يستعيد قصة حياته كاملة.. بكل ما فيها ومن فيها.. والعربة تجرجره. والعربة تتوقف والشرطي يقيس المسافة التي ظلت العربة تجرجر فيها الرجل. وكانت المسافة نصف متر والقصة تقول إن (الظرف) الذي يقع فيه الحدث هو ما يصنع حجم الحدث وزمان الحدث ويصنع تعامل العقل مع الحدث. والحركة الإسلامية الآن تجرجرها عربة الأحداث وتجعلها تفكر بالأسلوب هذا. محاكمة المتهمين تجرى في العقل هذا. والتعامل مع السفير الأمريكي يجري تحت العربة هذه. و.... ألف حدث. (4) لكن الإنقاذ رغم هذا تعرف - وتخطِّط بالراحة .. ونجوم الكرنكي كانوا لامعين جداً لأنهم يطلون من سماء دون سحب بينما الإسلاميون الآن يخوضون (يوم حليمة) ويوم حليمة هو يوم من أيام العرب مع الفرس ارتفع فيه الغبار حتى رأى الناس النجوم منتصف النهار تحت الغبار نقول.. ونقول و(الودع) الذي نرميه يقول إن الدفاع عن المتهمين سوف يقدم مرافعة أو شيئًا يجعل الاتهام يتلفت. وإن قلنا أكثر من هذا قطعوا حلقومنا خصوصًا أن بعضهم (متحيل) ونقص الحكاية كلها بعد نهاية المحاكمة..