لا شك أن التعليم والصحة يمثلان جناحى طائر لتحقيق شعار «أمن بلا حدود» أى امن صحى وتعليمى واجتماعى وخدمى، ورغم اهمية التعليم الا ان حالة المدارس والبيئة التعليمية بصورة عامة بكل محليات ولاية جنوب دارفور أقل ما توصف به انها مأساوية، حيث أن حوالى «80%» من مدارس الولاية مشيدة بالمواد المحلية ويفترش تلاميذها وتلميذاتها الارض تحت تلك الفصول المشيدة بالقش خاصة مدارس المحليات والريف، وستدمع عين كل من شاهد تلاميذ تلك المدارس وهم يختبئون من البرد القارس داخل تلك «الكرانك» المفتوحة بجوانبها المختلفة، وبعض المدارس بمدينة نيالا التى تعد حاضرة الولاية مازالت مسورة بالشوك وبعضها للبنات اللائى يتوارين خجلا من المارة بالمدارس التى تقع بالقرب من الطرقات العامة. ولعل الزيارة التى قامت بها «الإنتباهة» برفقة جمعية الاغاثة والتنمية بالولاية لبعض مناطق المحلية كشفت حجم المأساة والمعاناة التى تواجه العملية التعليمية من تدهور للبيئة وانعدام الكتاب المدرسى ونقص المعلمين وعدم تدريبهم، وكل تلك المعاناة جسدتها مدارس مناطق حريزة وقندى وتعد أنموذجاً لكل المدارس بمحلية عد الفرسان، وظل مواطنو منطقة قندى يشكون من تلك المعاناة حتى فتح الله عليهم بركات المنظمات الخيرية التى أسهمت فى انشاء العديد من المدارس، وبالفعل وضع حجر الاساس لمدرسة قندى العريقة التى تم تغيير اسمها الى مدرسة التضامن الاسلامى تيمناً بصندوق التضامن الاسلامى الممول للمشروع بتكلفة بلغت «100» ألف دولار وتنفيذ جمعية الاغاثة والتنمية، وتلك الخطوة كانت محل تقدير اهل المنطقة البالغ عددهم «15» الف نسمة الذين اشار ممثلهم الى ان عمر مدرسة قندى تجاوز الثلاثين عاماً ولم توضع فيها طوبة واحدة سوى البنيان من القش الذى يتم تغييره نهاية كل عام دراسى، وقال رئيس اللجنة الشعبية للمنطقة عبد الله آدم احمد ان قندى التى تبعد «52» كيلومتراً من نيالا و «70» كيلومتراً من عدالفرسان يعانى اهلها غياب الخدمات كافة لاسيما التعليم. واضاف ان المدرسة التى تبنت تشييدها جمعية الاغاثة والتنمية تمثل أماً لعشر مدارس انشطرت عنها، واضاف قائلاً: لكنها ظلت بهذه الحالة التى ترونها أمامكم، مطالباً اهل الخير باعانتهم فى تأهيل معهد القرآن الكريم ودعم خدمات الصحة والمياه. ولعل جمعية الاغاثة لها جهود كانت محل تقدير أهل عد الفرسان من خلال المدارس التى شيدتها. وفى تقرير سابق تناولنا مأساة مدرسة ام كور التى كانت كل فصولها عبارة عن رواكيب وحتى مكتب المعلمين. وتنفس مواطنوها الصعداء عندما تبنت جمعية الاغاثة والتنمية تأسيسها بالمواد الثابتة فى اطار خطتها الرامية للانتقال بأنشطتها من مرحلة الاغاثة الى مرحلة التنمية، وبالفعل تم تشييد أربعة فصول ومكتب للمعلمين بتمويل من الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بدولة الكويت، لتعود الابتسامة ل «140» تلميذاً بعد أن كانوا يتكوون بحر الشمس وبرد الشتاء، وها هى الجمعية تواصل دعمها للتعليم لتعطى درساً لسلطات المحليات التى فشلت فى تشييد فصل واحد الا عبر الجهد الشعبى لكل المدارس التى قامت بالمواد الثابتة، وقال مدير الجمعية آدم محمد الاعيسر خلال مخاطبته حفل وضع حجر الاساس لمدرسة التضامن إن حال التعليم فى دارفور يرثى له، حيث الاطفال يفترشون الارض والفصول منهارة ومشيدة بالمواد المحلية، وتابع قائلاً: خير متحدث ودليل على ما ذهبت اليه هذه المدرسة التى مثلها المئات من المدارس التى تحتاج من اهل الخير والداعمين إلى مواصلة الجهد حتى ينعم الاطفال ببيئة تعليمية ممتازة، مشيداً بجهود الامانة العامة للجمعية وصندوق التضامن الاسلامى فى هذا المجال، وقال إن هنالك العديد من الخدمات فى مجالات الصحة والتعليم وحفر آبار المياه وبناء المساجد قدمتها الجمعية لإنسان الولاية بالتعاون مع بعض المؤسسات الخيرية والمحسنين من أبناء الامة الاسلامية مثل «صندوق التضامن الاسلامى، الهيئة الخيرية الاسلامية، مؤسسة مكةالمكرمة الخيرية وغيرهم». وعموما واقع الحال بمدرسة منطقة قندى يعد أنموذجاً لمئات المدارس بمحلية عد الفرسان التى تحتاج لوقفة كل محليات جنوب دارفور البالغة «21» محلية لإنقاذ حالة التعليم بالولاية التى تتزايد نسب الفاقد التربوى فيها بصورة كبيرة ومخيفة.