عندما احتفلت المنظمة السودانية للحريات الصحفية يوم 4/ مايو/ 2014م باليوم العالمي للصحافة ناشد رئيسها الكاتب والمحلل السياسي المعروف زميلنا الأستاذ مكي المغربي الحكومة السماح لكل الصحافيين السودانيين الذين هاجروا بالعودة إلى حضن الوطن، منادياً بإجراء حوارات معهم بضمانات كافية لاستقرارهم في السودان، وممارسة العمل الصحفي من الداخل، كما دعا الأستاذ مكي المغربي إلى ضرورة حرية التعبير، باعتبارها حقاً من حقوق الإنسان، ومنادياً بمشاركة الصحافيين في وضع الدستور والقوانين الصحفية معتبراً الصحافيين ثروة معلوماتية « 1» ولا أبالغ إذا قلت إنها المرة الأولى التي أذكر أنني قرأت فيها دعوة صريحة كدعوة الأستاذ مكي للحكومة بشأن الصحافيين خارج الوطن، ولا يسعني في مطلع هذا المقال إلا أن أشكر الأستاذ مكي المغربي، ليس فقط على مطالبته الحكومة بالسماح لنا نحن الصحافيين السودانيين العاملين في صحف ووسائل الإعلام الأخرى في الدول التي نقيم بها بعودتنا إلى حضن الوطن للعمل الصحفي من الداخل، ولكن أشكره أيضاً على مطالبته بمشاركة كل الصحافيين السودانيين في الداخل والخارج في وضع الدستور والقوانين الصحفية، لأن الصحافيين كما قال «ثروة معلوماتية»، إلا أن دعوته للأسف لم تلق أذناً صاغية. ولقد ذكرتني دعوته تلك بمحاولة فاشلة قمت بها أيام الإثنين «7» والثلاثاء «8» والأربعاء «9» من شهر أبريل 2014م في الخرطوم، مما زاد قناعتي بأن دعوة الأستاذ مكي لم تجد بالفعل أذناً صاغية، مثلما لم أجد من يمنحني بضع دقائق من وقته لمقابلتي لشأن عام. فشلت في مقابلة ثلاثة تنفيذيين معنيين بشؤون صحافيي الخارج! سعيت للقاء ثلاثة مسؤولين أعرف أنهم بحكم مواقع مسؤولياتهم التنفيذية معنيون بشؤون الصحافة والصحافيين في الداخل وفي الخارج، وهم: 1 أمين جهار شؤون العاملين بالخارج أو نائبه. 2 نائب أمين المجلس القومي للصحافة والمطبوعات والنشر. 3 وزير الدولة للإعلام. في جهاز شؤون العاملين بالخارج ذهبت لمقابلة نائب الأمين العام السيد كرم الله على عبد الرحمن لأنني علمت أن الأمين العام الدكتور كرار التهامي قد غادر عمله في الجهاز، وفي مكتب الاستقبال طلبت مقابلة نائب الأمين العام، وعندما سئلت: لماذا قلت للسائل أنا صحافي مغترب وأريد أن أقابله لشأن يخص الصحافيين في السعودية قبل أن أعو د إلى السعودية، قال: اكتب اسمك وجوالك سلمته «بطاقتي» وبها رقم جوالي السوداني ورقم جوالي السعودي على أمل أن يتم الإتصال بي، واكتشفت أن من كان في مكتب الاستقبال مجرد «حارس أمني»! ذهبت إلى مكتب مدير إدارة الإعلام والتواصل في الجهاز الأستاذ فقيري حسن عثمان وعندما ذكرت له اسمي نهض لتحيتي قبل أن أنهي إليه رغبتي في مقابلة نائب الأمين لأن الأمين العام الجديد حاج ماجد سوار لم يباشر عمله بعد في الجهاز، اتصل الأستاذ فقيري بهاتف مكتبه بهاتف سكرتيرة كرم الله وسألها عما إذا كانت قد تسلمت بطاقتي فقالت تسلمت البطاقة وسلمتها لنائب الأمين العام ولكنه لم يقل شيئاً! كان ذلك يوم الإثنين 7/ إبريل/ 2014م، وفي اليوم التالي عدت إلى جهاز شؤون العاملين بالخارج، وفي مكتب مدير الإعلام والتواصل اتصل بسكرتيرة نائب الأمين العام يسألها عما إذا كان السيد كرم الله حدد موعدا للطيب شبشة، أجابت السكرتيرة بأنه لم يحدد أي موعد! فهمت أن السيد نائب الأمين العام ليس لديه وقت يضيعه مع واحد مثلي، فقررت عدم الاتصال بمكتبه مرة أخرى. ومن مقر الجهاز في الامتداد الجنوبي لشارع محمد نجيب ركبت «أمجاد» إلى مقر المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في شارع «عثمان دقنة» لأطلب مقابلة الأمين العام السيد العبيد المروح لأن رئيسها أستاذنا البروف على شمو في طور نقاهة، وقابلت السكرتيرة التي حولتني إلى مكتب المدير التنفيذي لمكتب نائب الأمين العام، وهو الأستاذ محمد سعيد الذي استقبلني بحفاوة بعد أن نطقت له باسمي، وطلبت منه مقابلة نائب الأمين العام، فقال لي إنه بعد أقل من ربع ساعة سيستقبل وفداً من الشرطة على إفطار عمل، وسوف أحدد لك موعداً في وقت مناسب، وسلمته بطاقتي، وكتب هو لي رقم جواله على وريقة صفراء «أحتفظ بها» وحتى اليوم التالي لم أتلق أي إشعار بموعد للقاء مع نائب الأمين العام، فتوجهت إلى وزارة الإعلام في شارع الجامعة لطلب موعد لمقابلة وزير الدولة للإعلام السيد ياسر يوسف، وكانت الساعة حوالى الثانية بعد الظهر عندما صعدت إلى الدور الثالث حيث مكتب الوزير، وهناك وجدت أحد مديري مكتبه الاثنين وإن لم تخني الذاكرة اسمه محمد عبد العزيز، عرفته بنفسي وبمهنتي وقلت له إنني أريد مقابلة الوزير لأمور تخص الصحافيين في السعودية، قال لي الوزير الآن في البرلمان، ومن غير المعروف هل سيعود للمكتب أم لا! تركت له رقم جوالي في السودان ورقمي في السعودية على أمل أن يحدد لي موعداً قبل أن أغادر السودان عائداً إلى الرياض يوم الخميس 10/ أبريل/ 2014م، ولكني للأسف لم أتلق أي اتصال من مكتب وزير الدولة للإعلام، تماماً كما حدث لي مع مكتب الأمين العام لجهاز العاملين بالخارج، ومكتب الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، وعدت إلى الرياض بدون «خفي حنين»! زال تعجبي بعد المحاولة الفاشلة لمقابلة ثلاثة مسؤولين هذه المحاولة الفاشلة لمقابلة ثلاثة مسؤولين تنفيذيين معنيين بشؤون الصحافة والصحافيين في الداخل وفي الخارج أزالت ما كنت أشعر به من تعجب لتجاهل الدعوة الصريحة التي أطلقها الأستاذ مكي المغربي بعد نحو شهر من محاولتي الفاشلة تلك والتي أراد بها لفت نظر المنفذين في الجهازين التنفيذي والتشريعي لأوضاع الصحافيين السودانيين في دول المهجر، ومدى الحاجة إلى خبراتهم من تجارب السنين التي عاشوها بعيدين بأجسامهم عن وطنهم ومواطنيهم، قريبين بقلوبهم ومشاعرهم من وطنهم ومن مواطنيهم، ليساهموا مع زملائهم في الداخل في خدمة رسالتهم الصحفية الشريفة، كما لم أعجب لتجاهل منظمي المؤتمر القومي لقضايا الإعلام دعوتنا في الخارج للمشاركة في فعالياته، زال تعجبي لسبب بسيط هو أنني وبمتابعتي لفعاليات الورش الثلاث الرئيسة للمؤتمر القومي لقضايا الإعلام لم أر وجها أعرفه من وجوه الصحافيين الكبار المخضرمين الموجودين في الداخل الذين يمثلون «خزائن» تجارب وخبرات ودروس مفيدة لجيل الصحافيين الشباب من الجنسين، وهى الدروس التي اكتسبوها من طول ممارستهم للعمل الصحفي، ولم أر كذلك أحداً من المخرجين وخبراء المونتاج الفني والخطاطين والمصححين والطبيعين! وأعرف من المحررين الكبار والمخرجين والخطاطين وفني المونتاج الموجودين داخل الوطن: فضل الله محمد، كمال حسن بخيت، علي يس أحمد، محمد صالح يعقوب، أحمد حسن محمد صالح، محمد سعيد محمد الحسن، عبدالله عبيد، ميرغني حسن علي، محجوب عبد الرحمن يوسف عمر، ومن المحررات الزميلة فايزة شوكت، وعبد الباسط شاطرابي، وهذه الأسماء هي التي حضرتني. ومن المخرجين: منير دقنة، جاهوري، أحمد رمضان، فتحي عبد الغني، ومحيي الدين الريح، ومن المخرجات الزميلة سعاد على حامد. ومن خبراء المونتاج الفني أذكر أشهرهم الزميل حمد النيل. كل هؤلاء، وأكثر منهم، ممن لم يحضرني ذكر أسمائهم، موجودون في العاصمة المثلثة، ولم يدعوا ليشاركوا في فعاليات المؤتمر القومي لقضايا الإعلام!