بحسب صحيفة «الإنتباهة» أمس، أن وحشاً غريب الشكل روع سكان مدينة سنجة، حيث قام المخلوق بامتصاص دماء عدد من الخراف بالحي الجنوبي للمدينة عند الفجر، وكشف شهود عيان أنهم شاهدوا الوحش عند الثانية صباحاً يتجول حول منازلهم، وأكد مدير شرطة سنار اللواء د. عثمان محمد يونس أن الشرطة تمشط المنطقة للبحث عن الوحش المجهول. وقال مواطن للصحيفة إنه وأخوه شاهدا الوحش يتجول حول المنزل وفر هارباً عندما شعر بحركتهما. وقال إن الوحش بحجم الحمار الصغير إلا أن أذنيه قصيرتان وأثر أرجله على الأرض في شكل وحجم أثر قدم الإنسان ولديه مخالب مثل مخالب الكلب، وقال إن الوحش قام بامتصاص دماء خروفين من خرافهما عند منطقة الرقبة. وبما أن الصورة توضح مكان امتصاص الدماء من رقاب الخراف فسنسلم حتى إشعار آخر بوجود حيوان ما يقوم بمص دماء الحيوانات على طريقة مصاصي الدماء في أفلام الآكشن، وبالطبع فإن العثور عليه لن يكون صعباً، لكن هناك وحوشاً آدمية تمشي بين الناس تمتص عرقهم وجهدهم في كل يوم تطلع فيه الشمس، وأن أنيابهم تختلف في مقاساتها كما أن قدرتهم على الامتصاص تتباين من وحش إلى آخر، فمثلاً في كل عام يكشف لنا المراجع العام عدداً من هؤلاء الوحوش منهم من هبر بأنيابه البارزة خمشة صغيرة مليونية، والبعض الآخر من ماركة داركولا استطاع أن يمتص مبالغ مليونية. ترك بعضهم آثار الامتصاص، بينما هناك مبالغ لم يتم تحديد مصاصيها، في حين تمت الإشارة إلى قواعدهم التي انطلقوا منها في حملة المص الشرسة. كما أن هناك مصاصين يقومون بتجنيب المال العام ويتصرفون فيه، وقيل إن مخابئ المص التي يستخدمونها قد أُغلقت، في حين ظلت بعض المخابئ تستقبل عدداً من المصاصين بدليل أن المراجع العام يشير في كل مرة إلى بعض هؤلاء المجنبين المصاصين. كذلك من المصاصين السيوبر المضاربون في سلعة السكر خاصة في شهر رمضان المعظم، والمضاربون في بذرة الفول ولبن البدرة، والموردون للسلع المضروبة وقطع غيار السيارات المغشوشة، كما أن هناك أيضاً مصاصين بأنياب أربعة بوصة يمصون العملات الصعبة وينحرون الجنيه المسكين داخلياً وخارجياً. أيضاً من المصاصين مصدرون هبارون يبقون حصاد الصادر في خزائن الخارج بينما يترنح الجنيه في الداخل يبحث عن محاليل التغذية دون جدوى. ولا شك أن وحش سنجة مقدور عليه، فقد يقتله الجوع إذا ضيّق عليه الخناق، لكن كيف يمكن أن نحاصر مصاصي البشر الذين أنيابهم مخفية وآثار الدماء أحياناً يصعب تتبعها وإذا وُجدت دس المصاصون أنيابهم وربت البعض على أكتافهم، وكيف يمكن إثبات الدماء والمصاص لا يدخل الزرائب متلصصاً لكنه يدخلها بطول الناب وقوة الحافر وسرعة المص. أخيراً، يمكن تعويض ضحايا وحش سنجة.. لكن من يقدر أن يعوض ضحايا مصاصي المال العام بأفواهم النهمة وسرعة مصهم التي تفوق طلمبات آبار السايفون!!