هل ستحاسب الأممالمتحدة المتورطين في نشر التقرير الصادر عن شرق السودان والذي جاء تحت عنوان «شرق السودان.. بركان على وشك الانفجار»؟ وهل ستشكل بالفعل لجنة محاسبة مركزية للتحري حول الأمر؟ وهل تتمتع الأممالمتحدة بمصداقية لدى الشعوب وتقوم بدور عادل مع الدول الأعضاء في الحقوق والواجبات؟.. من يتابع الأحوال الأمنية في الجهة الشرقية للسودان يمكنه الظن بأن التقرير المشار إليه والصادر عن وكالة الأنباء الإنسانية التابعة لمكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي يعتقد أن هناك جماعات مسلحة تمارس عمليات النهب وقطع الطريق داخل حدود الولاياتالشرقية، خاصة وأن التقرير الخطأ أشار إلى استمرار نزاع، حيث إن القرار يعتبر بداية غير سارة للأجواء التي تزامنت مع تشكيل الحكومة العريضة والتي تحدث عنها رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي في تصريحات له بالقول إن الشرق لم يشهد استقرارًا أو مشاركة في السلطة بكل أحزابه ومكوِّناته مثل ما يشهده الآن»، بينما أشار معتمد محلية دورديب بولاية البحر الأحمر مكي قلوباوي أدروب إلى عدم صحة ما نُشر في بعض وسائل الإعلام عن حدوث عملية نهب لإحدى العربات التجارية «حافلة هايس» محملة بأجهزة إلكترونية في الطريق القومي داخل حدود محليته قادمة من ولاية كسلا، وقلل المؤتمر الوطني من تحذيرات حزب الأمة القومي بشأن الأوضاع في شرق السودان ووصفها بأنها ترديد لما يُنشر في الصحافة الأمريكية، وقطعت مصادر أمنية ل«الإنتباهة» بعدم وجود نهب مسلح في الولاية، مؤكدة انسياب حركة المرور بصورة طبيعية بالطريق القومي بين ولايتي كسلا والبحر الأحمر، إلى ذلك تلقت حكومة ولاية كسلا اعتذارًا رسميًا من مكتب تنسيق الأممالمتحدة الإنمائي، وقال مفوض العون الإنساني بالولاية عثمان دفع الله إن مكتب تنسيق الأممالمتحدة سلم جهاز الأمن والمخابرات بكسلا اعتذارًا مكتوبًا قال فيه إن تقرير وكالة الأنباء الإنسانية التابعة لمكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بعنوان شرق السودان بركان على وشك الانفجار تصرف فردي لا يمثل المنظمة، مؤكدًا أنها ستحاسب المتورطين في نشر التقرير الكاذب وأنها ستكل لجنة محاسبة على مستوى مكتبها في كسلا، وتترقب وصول لجنة محاسبة مركزية من رئاسة المنظمة بالخرطوم، وأوضح نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية ملاسي أوهاج للمركز السوداني للخدمات الصحفية أن اعتذار مكتب المنظمة غير كافٍ وربما تعيد الولاية النظر في التعامل مع تلك المنظمات بالتنسيق مع الحكومة المركزية، كما استنكر مؤتمر البجا التقرير، موضحًا أنه منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة لم تطلق طلقة واحدة ولا يوجد لديه أي حشود أو قوات متفلتة في الحدود مع إريتريا، وقال عضو المكتب السياسي لمؤتمر البجا جعفر محمد محمد إن الحزب ملتزم مع الحكومة بتنفيذ اتفاقية سلام الشرق بكل بنودها وإنه سعى لاستكمالها عبر المشاركة السياسية معه، وأكد أن صندوق إعمار الشرق نفذ مشروعات كبيرة بمبلغ 200 مليون دولار، وعلى صعيد آخر دحض محمد دين محمد حسين رئيس المجلس التشريعي بولاية البحر الأحمر ما جاء في تقرير الأممالمتحدة وقال إنه أكاذيب يدحضها واقع التنمية الموجود في ولايات الشرق الثلاث ومهما يكن من أمر فيبدو أن جهاتٍ ما تسعى للفت الانتباه وبشكل سالب للأوضاع في شرق السودان.