قبل فترة ليست بالبعيدة تفاجأ سكان حي القوز بجوالات الفحم ممتدة على أسفلت شارع الغابة، بعضهم أصابته الدهشة للكيفية التي «انقلب» بها اللوري الذي كان يحمل تلك الجوالات وغيرهم مرّ في طريقه دون حتى أن يسأل عن تفاصيل ذلك الحادث، وقبل حادث انقلاب اللوري شهد هذا الشارع العديد من حوادث المرور ولكن ارتفعت نسبة هذه الحوادث بعد افتتاح الطريق الفرعي الذي يودي إلى المنطقة الصناعية ويجاور السكة الحديدية للقطار، فمنذ إن بدأ هذا المسار في العمل أصبح أهلنا في القوز يتحاشون الذهاب للسوق لشراء أغراضهم اليومية فإن لم تكن صاحب لياقة عالية ومهارة كبيرة في الالتفات يمنة ويسرة فحتمًا سيكون مصيرك مستشفى الخرطوم إن لم تكن المشرحة الأقدار بيد الله وحتى إن كنت من أصحاب تلك المهارات التي ذكرناها فحياتك في خطر وأنت تحاول قطع الطريق للغرب أو العكس، وربما حادث عصر الجمعة المنصرم كان من أبشع حوادث المرور التي شاهدتها المنطقة مؤخرًا حيث راح ضحيته عامل في أحد المطاعم دون حتى أن تلمس قدماه أرضية الأسفلت فجاءه قدره وهو يقف في «الإنترلوك» الفاصل بين المسارين فتحول جسده إلى أشلاء مبعثرة أدمعت أعين كل من شاهده مما جعل أهل المنطقة يرفعون صوتهم مجددًا لإدارة المرور بوضع إشارة مرورية على هذا التقاطع، وقال بعضٌ من أهالي المنطقة إن هناك رجال مرور يحاولون تنظيم الحركة خاصة في الفترة الصباحية ولكن وجود هؤلاء لا يستمر طيلة اليوم مما يجعل الجميع يشعرون بالخطر على حياتهم. إن الطريق الفرعي الذي افتُتح قبل فترة ليست بالقصيرة كان يجب أن يصاحبه وضع إشارة مرورية لتنظيم حركة المرور خاصة وأنه يتقاطع مع طريق مرور سريع وإيجاد مثل هذه الإشارة يخفِّف الكثير من الحوادث المرورية التي شاهدتها المنطقة منذ إنشاء الطريق وحتى الآن. فالكثيرون رحلوا عن الدنيا بسبب هذا الطريق وغيرهم أقعد بسببه وخلافهم ...وخلافهم... وجميعهم كانوا ينادون بإشارة مرورية وغيرهم الآن ينادي بإشارة مرورية تنظم الفوضى المرورية في هذا التقاطع الذي أصبحت ميزته الدائمة «القوي يأكل الضعيف» في مرور السيارات فهل نرى عملاً لإدارة المرور بهذا التقاطع أم تستمر الفوضى لحصد المزيد من الأرواح؟