{ عادي جداً أن يكون للسلعة الواحدة - المنتجة من ذات المصنع - سعران أو ثلاثة أو أكثر، في عدد من البقالات، باختلاف جشع تجارها.. ويمكننا أن نعتبر هذا الأمر (ماركة مسجلة) لبلادنا بين الأمم، ليُقال: (السودان ناسه طيبين وجوُّه ساخن وفيه كتّاحة وأسعاره مختلفة)!! لكن الجديد (لنج) في أسواقنا أن البقالة الواحدة صار لها أكثر من سعر لذات الصنف!! { قبل أيّام دلفت إلى بقالة مجاورة لمنزلي صباحاً وسألتُ عن سعر طبق البيض، فقال لي التاجر (21) جنيهاً.. حملته إلى المنزل وتوجّهت إلى العمل.. ليفاجئني هاتف بأنَّ أحد الصغار (لحّق طبق البيض أمّات طه)..!! فعدت من العمل ليلاً ومررت بذات البقالة وحملت طبقاً آخر فحاسبني التاجر ب (23) جنيهاً..!! { سألت (التاجر الطمَّاع) بسخريَّة: (دا سعر الليل وللا شنو)؟! فقال محتجّاً: (ليه)؟! فقلت له: (أنا اشترت من دكانك دا الصباح ب (21).. وكميّة الأطباق كانت كتيرة.. يعني ما ممكن يكون انتهى وجبتَ بيض جديد بسعر زايد.. على العموم هاك - وأرجعت له طبق البيض - وأديني قروشي)!! فضحك (الطمّاع) ببلاهة وكأني قلت له (نكتة)!! وقال بلا مبالاة: (خلاص.. شيل بي (21).. ما تزعل)!! فرددتُ في سرِّي: (يشيلك الله ويريِّح منّك ومن أمثالك الناس)!! { مؤسف والله أن تنحدر أخلاقنا إلى هذا الحد.. ويصير الربح السريع بأي وسيلة هو غاية أغلب التجار.. ويصير الاستغلال والاحتيال على المواطن (فهلوة وفلاحة)..!! { لعنة الله على سياسة التحرير.. فهي المعلم الأوّل للجشع.. ولا أدري - والله - كيف (تطلق) الدولة السوق في بلد فقير، و(تقيِّد) دخل المواطنين..!! فتجد أكثر من شخص عامل في الأسرة (يلهث).. وكل مرتباتهم لا تسمن ولا تغني من جوع.. مع أن الوضع الطبيعي أن ربّ الأسرة (فقط) هو الذي يعمل.. وينصرف الأبناء إلى دراستهم وتطوير ذواتهم.. وحتى عندما يعملون بعد التخرُّج يكون دخلهم (زيادة خير) ما دام عائلهم موجوداً وعاملاً.. { كلما تباعدت المسافة بين (المفروض) و(الواقع) في معاش المواطنين وصحّتهم وتعليمهم.. تباعدت المسافة بينهم وبين حكومتهم!! وأتحدَّى حزب (المؤتمر الوطني) أن يجري استطلاعاً شفّافاً في شوارع وأزقة الأحياء الشعبية في السودان - وهي الأساس - عن مدى رضاء المواطن عن سياسات الحكومة الاقتصاديّة.. ثم يأتينا بالنتيجة - في الصحف - لنشرها!! { إمّا أن تؤسس الدولة سياسة اقتصاديّة في صالح المواطن وتراجع سياسة التحرير والخصخصة.. أو تعترف بأنها (فاشلة) في أن توفّر لمواطنيها - من غير (الجماعة إياها) - حياة كريمة..!! { محطات { ننتظر من الدولة تصريحاً واضحاً بشأن موارد نقل البترول المتوقع استئناف ضخه بعد أيَّام.. كيف ستُوظف؟! وأرجو أن لا يحدثونا عن مشروعات و(عطاءات)!! المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين.. والأرض (المهملة) تنتظر من يفلحها.. فاسكبوا فيها مال البترول (الأسود).. تخرج لكم الذهب (الأخضر).. وبغير هذا فسياسة الدولة (عمياء) أو (متعامية)!! { ننتمنى أن تنفجر (براكين) في كل الوزارات - وليس في وزارة العمل وحدها - لنرى ما يخرج من (تحت الأرض)!! { كلما رأيت حال فرقنا الرياضية تحسرت على عهد (شدّاد) الذي أعقبه (الارتخاء)!!