يحكى أن تداولا كبيرا لمقطع فيديو قصير اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي يومي أمس وأمس الأول، والمقطع يقدم حوارا قصيرا أجراه مجموعة من الشباب السعودي مع راعي أغنام سوداني؛ أرادوا من خلاله اختبار أمانة الراعي ويقينه الإيماني، وفي ذات الوقت تقديم عظة للآخرين ممن يستبيحون الأموال العامة وينهبون حق الغير، باعتبار أن الراعي يأتي في مؤخرة السلم المجتمعي هناك، وفي بلدان أخرى كثيرة، ويكون بالطبع من غمار الناس وفقرائهم، لكن من الممكن أن توجد الحكمة لديه؛ مثلما أخرجها هؤلاء الشباب من فيه الراعي السوداني المحتفى به من قبل السودانيين داخل السودان وبالتأكيد خارجه في بلدان الاغتراب، حيث عد هؤلاء الفيديو دلالة جديدة تؤكد على ما عرف عنهم من أمانة وصدق وتجرد ومصداقية. قال الراوي: الراعي السوداني الذي ظهر في مقطع الفيديو، إلى جانب أنه قدم درسا حقيقا في الأمانة والإيمان ومخافة لله قبل كل شيء، باستخفافه بعرض وطلب الشباب بأن يشتروا منه إحدى الأغنام بمبلغ قد يبدو كبيرا مقارنة براتبه الضعيف وموقعه الاجتماعي بالنسبة إليهم، وتمسكه وقناعته ب (حاله) ما دام يأكل من عرق جبينه بالحلال، كذلك يقدم صورة أخرى لما تؤسسه القناعة والمبدئية من قوة في الشخصية وقدرة على التحدي، فالرجل كان ندا حقيقيا لهؤلاء الشباب رغم عربتهم الفارهة، وموقعه منهم ك(وافد) في مقابل مواطنين أصحاب، وظرفه الذي شك سيكون (سيئا) سواء في السودان أو المملكة. قال الراوي: في مقابل خبر الراعي الأمين القوي الذي تحول إلى (مفخرة) لكل السودانيين، انتشرت أخبار أخرى عن محاولة تهريب عدد كبير جدا من إناث الضأن – يمنع تصديرها لدواعٍ وطنية واقتصادية – إلى خارج البلاد بعد أن أجريت عليها واحدة من أكثر عمليات التزييف (شيطنة) في تاريخ التهريب السوداني، وذلك بتحويلها من إناث إلى ذكور بلصق أعضاء ذكورية مزيفة على أجسادها حتى تبدو وكأنها إناث، ولولا المصادفة لما تم اكتشافها أبدا ولمضت في طريقها صوب التصدير، وأفقدت البلاد مصدرا اقتصاديا مهما جدا. ختم الراوي؛ قال: المقارنة بين الراعي السوداني الأمين والمصدر السوداني الفاسد، توضح بجلاء الأسباب التي تقود مثل هذا الرجل (الراعي) إلى أن يهاجر ويتغرب ويمتهن مثل هذه المهن الشاقة، بينما آخر (المصدر) يعبث بثروات البلد ومقدراتها ويهدر القيم وكل شيء. استدرك الراوي؛ قال: تحالفات الشر أبعدت (الراعي) وجعلته في موقع الهامش بينما بوأت (المصدر) في القمة. أساطير صغيرة - صحيفة اليوم التالي