تواصلت بفندق شيراتون الدوحة لليوم الثانى على التوالى اجتماعات المصالحة السودانية التشادية بعقد جلسة مغلقة ترأسها أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر بحضور الوفد الليبي وممثلي الحكومة وتشاد. وكشفت مصادر لصيقة بالمباحثات ان الجانب السوداني قدم أطروحاته كافة مسنودةً بالدلائل حول الخروقات التي قامت بها تشاد على الحدود وعدم التزامها بالاتفاقيات كافة التي تم توقيعها. وأكدت المصادر أن الوفدين السوداني والتشادي متفقان تماماً على الدور الحيادي الذي تقوم به قطر تجاه ملف العلاقات بين البلدين، وأكّد أن السودان قدم في جلسة مباحثات أمس الكثير من الأدلة التي تؤكد الدعم التشادي للمعارضة السودانية ممثلة في الحركات المسلحة وذلك عبر فتح المطارات وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري للحركات المسلحة. وقال آل محمود في تصريح للصحافيين إن الجلسة تناولت مشاغل وملاحظات ورؤية كل طرف للمواضيع المطروحة على طاولة النقاش، وردود ومرئيات كل منهما بشأن هذه القضايا. وقال: نسعى لبناء الثقة بين طرفي المصالحة. ورداً على سؤال عما اذا كان الوسطاء سيقدمون ضمانات أي اتفاق قال: مهمتنا تتمثل في وضع آليات تجعل أي اتفاق أو تفاهم يتم التوصل إليه قابلاً للتطبيق على أرض الواقع. وأوضح ان المهم ليس توقيع اتفاق وإنما وجود آلية فاعلة لمراقبة ما يتم الاتفاق حوله. وفي السياق قال د. التيجاني صالح فضيل وزير التعاون الدولي في تصريح صحفي إن اجتماع أمس كان مفيداً للطرفين من حيث إجلاء بعض الحقائق وتبادل المعلومات حول الوضع بين البلدين وعلى الحدود بينهما تمهيداً لبلورة رؤية مشتركة لتجاوز المشاكل التي تدور في الحدود. وبيّن ان الطرفين - السوداني والتشادي- سيواصلان لقاءاتهما لتبادل الافكار والمواقف التي يبديها كل منهما بما يمكّن في مرحلة لاحقة الخروج على الاقل برؤية واضحة لتجاوز المشاكل القائمة بين البلدين، ولفت فضيل الى ان التحدي الراهن يتمثل في كيفية تفعيل أي اتفاق يتم التوصل آلية بعد فشل الاتفاقات السابقة التي وقعها البلدان، معرباً عن اعتقاده ان تفعيل وتنشيط ما يتم التوصل إليه هو السبيل الوحيد الذي يساعد البلدين في الخروج من هذه الدائرة المغلقة.