في يونيو الماضي دعت واشنطن لجهود دولية لوقف الحرب في السودان وذلك بتشكيل آلية دولية تضم مجموعة من الدول وهي الولاياتالمتحدة ومصر والسعودية والامارات، كان من المقرر أن تجتمع في يوليو الماضي لطرح (رؤيتها) لكن علق الاجتماع، إلى أن أصدرت يوم الجمعة الماضي 12سبتمبر بياناً يوضح رؤيتها بالفعل ، وقد آثار البيان ردود فعل متباينة بين مَن قبل تلك الرؤية ومَن رفضها، إذ وصلت ردود الفعل إلى حد وصفها (بالعنيفة) على خلفية لغة الاستعلاء الواضحة في البيان والتدخل الواضح في شؤون السودان الداخلية وهو أمر مرفوض بالتأكيد . لكن الأكثر وضوحا والذي اكتسب شعبية كبيرة وسط الشعب السوداني هو انتقاد وزارة الخارجية السودانية للبيان في عدة نقاط جوهرية، أهمها أن البيان تطرق لمستقبل الحكم في السودان وحدد كيف تتم العملية السياسية الانتقالية به، وهو أمر يخص السودان وحده دون تدخل أي جهة ، وهو قرار يتخذه السودانيون وحدهم دون وصاية من أحد. رغم أن البيان هو مجرد (رؤية) غير ملزمة وليس له آلية انفاذ ، ولا يمكن إجبار الشعب السوداني علي فعل شئ لا يريده ، لكن نسبة للثقل السياسي للدول المشاركة في الرباعية ، كان من المتوقع أن يخرج البيان بمخرجات أفضل من ذلك . في ذات الوقت قدمت الحكومة السودانية حزمة من المطالب لقبول الجهود الدولية وسعيها لإنهاء الحرب، أولها احترام سيادة السودان وشرعية مؤسساته الوطنية وأن الشعب السوداني هو صاحب القرار الأول والأخير. علي صعيد متصل تزامن بيان الرباعية مع إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات علي وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة دكتور جبريل ابراهيم ، وعلى كتيبة البراء ابن مالك ، وجاء متزامنا مع قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد تفويض العقوبات المفروضة علي إقليم دارفور ، وكذلك تمديد تفويض فريق خبراء الأممالمتحدة المعني بمتابعة هذة العقوبات. المدهش أن هذا البيان دعا إلى هدنة مدتها ثلاثة أشهر ، ودعا إلى (ايجاد ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية) ورحبت المليشيا بذلك !! لماذا (هدنة) و (ممرات إنسانية) الآن بعد الانتصارات الساحقة القوات المسلحة وتقدمها ؟؟ الجميع يعرف الإجابة .. هل لأن المليشيا المهزومة تريد وقت (هدنة) لالتقاط أنفاسها واستعادة قوتها ، و فتح ممرات آمنة لدخول الأسلحة والتشوين في شكل مساعدات للمليشيا المهزومة ؟؟ الأكثر إدهاشاً هو أن تدعو الإمارات ، عضو الرباعية، ل(السلام) وهي من يمول ويدعم المليشيا الإرهابية ، ويجلب لها المرتزقة من كل مكان لتستمر الحرب وتستمر المليشيا في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في حق السودانيين علي مرأى ومسمع العالم كله ويكتفي العالم بالشجب وإبداء القلق !!! عضوية الإمارات ضمن الرباعية يُفقد الآلية الرباعية الكثير من الحياد والجدية والصدق لأن الشعب السوداني لا يثق في هذه الدولة التي سعت لإبادته وقتله وتشريده واغتصاب حرائره ، وسعت لتمزيق وتقسيم بلادهم لصالح مخططاتها الخبيثة، وهي عند السودانيين (دولة عدوان) ، فكيف لها أن تقدم نفسها ك(وسيط) لتقديم حلول لإيقاف الحرب في السودان وهي أحد المساهمين والممولين للمليشيا لتستمر الحرب ، أي وقاحة هذة !! هل تعتقد الإمارات أن وجودها ضمن الآلية الرباعية يزيح عنها عار دعمها للمليشيا الإرهابية؟؟ أو يخفف عنها الأدلة الدامغة في تمويلها للمليشيا بالمال والسلاح والمرتزقة ؟؟ هل مشاركتها كوسيط (غير مؤتمن) يغسل يدها من دماء الشعب السوداني ؟؟ هل يبرئها من موت أطفال الفاشر جوعا ؟؟ وجود الإمارات ومشاركتها في أي منبر يخص السودان ، لن ينجح ولن يجد القبول من السودانيين، فالسيادة الوطنية خط أحمر ، ودماء السودانيين غالية. الحل الحقيقي لابد أن يأتي من داخل السودان ، أن يكون الحوار سوداني سوداني ، وأن يتم ذلك كله بعد تحقيق النصر الكامل وتطهير البلاد من دنس المليشيا الإرهابية. لا مانع أن تكون هناك جهود دولية لاحلال السلام في السودان ولكن بشرط أن تتوافق هذة الجهود مع رؤية الحكومة السودانية وأرادة الشعب السوداني ، حتي تحدث أثراً وتنتج ثمراً لاحلال السلام بالفعل . الأيام القادمة تحمل الكثير من الأحداث ، لاسيما وأننا على أعتاب اجتماعات الأممالمتحدة ، وعلي موعد بالمزيد من انتصارات القوات المسلحة وتقدمها حتي تحرر بلادنا بأكملها بإذن الله. د. إيناس محمد أحمد إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة