مع الزبير في قصره..المقال الذى اغضب الطاهر جدا !! عبدالباقى الظافر [email protected] ذهبت أمس الأول إلى مدينة مدني برفقة الزميلين الأستاذ عثمان ميرغني والأستاذ أمام محمد إمام لإحياء ندوة في المدينة العريقة.. بعيد انقضاء المنشط أصر صديقي اللواء مهندس محمد الأمين الشريف مستشار التخطيط العمراني أن أقضي ما تبقى من ليلة معه.. كان في ذهني أنني سأمكث وقتا طيباً في (ميري) الجزيرة.. تبدد بعض حلمي والمستشار الشريف يبلغني أنّه والوالي و مستشار آخر يسكنون في القصر الولائي.. وجبة العشاء المخصصة للوالي ووزرائه كانت عدس وزبادي.. عندما استيقظت صباحاً لم يكن الماء كافياً للاستحمام في نُزل الوالي. والي الجزيرة لم يستقر بالمنزل الفخيم الذي كان يسكن فيه سلفه الفريق سرالختم.. وذلك لأنّ أسرته ما زالت تستقر في بيت حكومي بالخرطوم. قبل سنوات طويلة شاهدت الزبير بشير يستدعي المراقب المالي بجامعة الخرطوم وينثر بين يديه ما تبقى من نثرية دولارية علقت بجيبه كمدير للجامعة بعد إكماله زيارة رسمية لروسيا. كل هذه المشاهد كانت في ذهني ونحن نزور والي الجزيرة الذي اتهمته بعض صحافتنا بحماية الفساد.. ومضات أخرى تبشر باستقالته في (مانشيتات حمراء) .. وكل هذا اللهب لم ينطلق من صحف تجهر بمعارضتها للمؤتمر الوطني.. بل في أحسن التصنيفات صحف توالي الحزب الحاكم بالمودة وحسن المعشر. نثرت على منضدة الوالي واقعة اتهامه بالتستر على قضية فساد في جامعة الخرطوم.. شرح الزبير الأمر والذي كان عبارة عن تجاوزات إدارية لأحد الرجال المقربين منه.. وأكد أن الرجل موضوع المسألة قد دفع ثمن أخطائه كاملاً غير منقوص.. ثمّ استقال وترك الجامعة من خلفه. نتفق أو نختلف على أداء الزبير الإداري.. وحقيقة رغم تجوالي القصير في مدينة مدني إلا أنني لم أجد بصمات واضحة للوالي الزبير علي المدينة العريقة.. رؤيته في نهضة الولاية والتي شرحها لنا في عجالة لم تكن مقنعة لي.. بل شعرت بصراحة أنّ الوالي يستخدم آليات قديمة لمعالجة مشاكل مستعصية ومعقدة. ولكن الذي يجد اتفاقا من قطاعات واسعة من الذين يعرفون الزبير بشير أنّ السلطة لم تصبه بأدوائها ومصائبها.. وأنّ يديه لم تتلوّث بمال حرام.. ربما يجتهد في أمر ولا يحالفه التوفيق.. وأن لديه قدر من الشجاعة للاعتراف بالخطأ مهما كان عظيما. الذين ينقبون في قضايا الفساد غير المباشر غابت عن أعينهم حوادث ضخمة تمثل إشارات واضحة.. سكتوا عن ملفات الفساد التي قيدت ضد مجهول أو انتهت إلى استراحة محارب. في تقديري أن الوالي الزبير مواجه بحرب منظمة من خصومه.. وأغلب الظن أنّ النيران الكثيفة هذه تأتي من داخل الحوش الوطني.. وترمي هذه الحملة المزودة بمعلومات دقيقة لإبعاد الرجل من حكم الجزيرة.. واقعة التفكير في احتكار تجارة القطن.. والتي انتهت في مهدها باعتبارها فكرة غير رشيدة .. اهتدت بفعل فاعل طريقها إلى الصحافة.. وجعلتنا ننظر إلى الوالي باعتباره يسير عكس عجلة التاريخ.. ولما تبيّنا وجدنا أن الأمر لم يتعد التفكير. على الجميع توجيه النيران للقضايا وعدم إصابة الأفراد.