محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] لشد ما لفت نظري وانا اتابع حركة الشارع المصري الذي انتفض بقوة ..مقولتان لخصتا الامر في بلاغة واختصار .. فقد قال الدكتور ايمن نور واصفا حركة الشارع المصري بانها ( ثورة الجمال ) في اشارة الي نفاذ صبر الشعب الذي صبر علي أحماله كما تصبر الجمال..والمقولة الثانية .. لاحد نشطاء الحقوق المدنية حينما سألته الجزيرة عن تفسيره لاسباب هذه الهبة الكبيرة لقطاعات الشعب المصري رغم ادراكه للمخاطر التي تنتظره جراء الالة العسكرية والأمنية الضخمة التي ستدفع بها السلطا ت لمواجهة المظاهرات ..فقال ان السبب ببساطة شديدة..هو..( انكسار حاجز الخوف ) ولعل ذلك بالاضافة الي ما ذكره الرجلان يرد ايضا الي ان خوف الشعوب مهما زاد من غرور النظم التي تدعي انها القوة الحقيقية التي لا يجرؤ احد علي تحدي خطوطها المنيعة..فانه اي ذلك الخوف المؤقت سرعان ما يتحول الي مارد او سيل جارف يجعل قوة تلك النظم تتحول ما بين ليلة وضحاها الي كيان راجف يستجدي الشعوب في ذلة وضعف بان تعطيها فرصة لانها أخيرا قد فهمت ان الشعوب هي القوية وانها هي الضعيفة ..وقد تجلي ذلك في وقفة الخطاب الآخير لطاغية تونس الذي بدأ خائفا كالتلميذ الفاشل في مواجهة استاذه الذي يهم بمعاقبته علي خيبته..وهو الذي حاول الاسئساد تارة علي شعبه في بداية الثورة ..ثم تراجع الي مربع التنازلات الي ان هرب الي منحني الانزلاق النهائي في منافي المطاردة من قبل الشرطة الدولية .. وكالعادة وكما درجت الانظمة من خلال ابواقها الاعلامية خرج علينا بالمقابل منسق الشئون الاعلامية بالحزب الوطني الحاكم في مصر معلقا علي انطلاقة الشارع المصري بكلام مبتداه ملاينة وخبره اتهام ..اذ قال ان الحزب يتفهم مطالب الشباب.. بايجاد فرص العمل والعيش الكريم ..ولكنه يدرك ان هنالك عناصر مندسة تحرك الاتجاه نحو التخريب وخلق حالة من الفوضي .. وهي ذات الذرائع التي تبدأ بها الحكومات الظالمة دائما تبريرها لقمع احتجاجات الشعوب التي فاق صبرها صبر الجمال ولم يعد الخوف يتملهكا رغم كل التحصينات القوية والمدرعات وسيارات الاطفاء التي تضخ المياه في محاولة لاطفاء لهيب الشارع ..وصفوف رجال الشرطة المغلوب علي امرهم.. واليوم خرج أحفاد بلقيس في شوارع صنعاء وقد شهدنا مدا هادرا من جماهير المعارضة وصفه وزيرالداخلية بانه لا يتجاوز الألف ومئتين شخص ..فيما وصف المظاهرة التي اخرجها الحزب الحاكم بثلاثة الالاف ..وهو بالطبع وصف يغالط ما رايناه بأعيننا من خلال الفضائيات .اذ بدأ ان حجم مظاهرة المعارضة يفوق مسيرة الحزب باضعاف...ولكنه كان تعبيرا سلميا في كلتا ناحيتيه اذ اتخذت قوات الامن موقف المراقب للمسيرات دون ان تحدث مصادمات تعكر صفو الامن ..ولكن بالطبع فان التظاهر في حد ذاته يمثل رسالة قوية بان الخروج القادم قد يكون كبيرا وداويا ان لم تفهم القيادة الدائمة هناك فحوي الرسالة قبل فوات الآوان.. ونقول لجماعتنا الذين يتظاهرون بالنظر الي الأمر وكأنه لا يخصهم في شيء ولا يخشونه.. باعتبار ان الشعوب تنتفض فقط علي الشياطين من حكامها .. فيما هم الأصفياء المحميين بالملائكة.!!!.ان الواقع يقول غير ذلك .. فهم في الحقيقة يملؤهم الخوف من صمت الجبال الذي يفيض في النفوس كزلزال لابد ان تحركه خبرته الطويلة في معرفة الوقت المناسب.. ووقتها لن تجدي قوات.. ( شفع الدفاع الشعبي ) الذين استعرضهم الحاكم العسكري لولاية الخرطوم .ولن تنفع الطائرات الورقية التي تطير بدون طيار ولن يعود الأربعون الفا من القوات الصديقة من مسلمي الجنوب التي حاربت في الجهاد مع قوات الانقاذ كما قال الخليفة عمر بن البشير ..لانهم ببساطة اصبحوا مواطنيين جنوبيين لا شأن لهم بانقاذكم ان هي بقيت علي خيبتها ولو الي حين أو سحقت بأقدام الزحف القادم.. فيا من ترون جمال مصر التي عافت الصبر.. وكسرت حاجز الخوف من سوط الجمّال فالتفتت عليه برقبتها التي طالت جسده عضا في كل مدن أم الدنيا..وهاهي صنعاء تقرؤكم السلام وترسل لكم نظرات تغني عن الكلام.. متي ينطق صمتكم يا جبال الصمود..الذي فسره رعديدوا النظام بانه خوف من ( ضراعهم ) الذي يتوهمون قوته ..وما أدركوا انهم هم الأضعف رغم ان في يدهم السلاح.. وهم الخائفون ..رغما عن استعراض العضلات..لان قوة الظالم المزعومة هي نقطة ضعفه دائما.. وضعف المظلوم حتما هو سر قوته.. حينما يلتقي الجمعان في الميدان .. فهلا استيقظت يا حميدان ؟؟؟والله المستعان وهو من وراء القصد..