تراسيم مصطفى ادريس ..خيارات مدير سابق!! عبد الباقي الظافر [email protected] فى نشرة الأخبار الراتبة أذاع التلفزيون بياناً مهماً للأمة السودانية.. البيان أقال مدير جامعة الخرطوم مصطفى إدريس من منصبه.. كل المراقبين هرعوا إلى إرشيفهم الذي يحوي مقالات جرئية خطها يراع الأستاذ الجامعي مصطفى إدريس.. وانتقدت بشفافية حالنا المائل.. وجاءت تلك الرسائل من رجل معروف بولائه السياسي للحزب الحاكم.. ومنذ أن رأت هذه المناصحة النور.. كان الناس على يقين أن البروفيسور مصطفى سيفقد منصبه على أعجل ما تيسر. ولم يكن مصطفى إدريس أول ضحية.. سبق للشيخ حسن الترابي أن عاقب من خطوا مذكرة العشرة بإبعادهم من كافة المناصب الحزبية.. الشيخ استخدم المؤسسات ونفوذه الطاغ وحشد عشرة آلاف لهزيمة عشرة رجال رفضوا هيمنة شيخ واحد.. بل إن بعض المراقبين شاهدوا الأستاذ علي كرتي يجلس وحيداً في مقر الدفاع الشعبي بعيداً عن فعاليات ذاك المؤتمر الحاشد. ذات السيناريو واجه الأستاذ أمين بناني وزير الدولة بوزارة العدل.. بناني صرح في الصحف منتقداً أداء حزبه.. فطردته تعليمات عليا من حوش التنظيم السياسي تتعقبه عبارة قالها الشيخ علي عثمان \"حزبنا لا يسمح أن يرميه أبناؤه بالحجارة من الخارج.. وبعد هذا الحادث ارتد أمين بناني إلى الهوامش يبحث عن العدل المفقود. إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه ماذا ينبغي على الأستاذ مصطفى إدريس أن يفعل.. الخيارت تبدو أمامه مفتوحة.. بإمكانه أن يجلس في بيته وينكفئ على طلابه في كلية الطب.. ويقطع علاقته بالسياسة التي لم يجد فيها ومنها غير ظلم ذوي القربى.. هذا ما فعله تحديداً البروفيسور حسن مكي عندما اختار العزلة المكية.. واكتفى بإدارة الجامعة ومطالعة صحيفتين في كل صباح. وبإمكانه أن يمضي إلى الجهة المقابلة للقصر.. ويصبح عضواً أصيلاً في حزب الشيخ الترابي.. ولكن الشعبي اختار معارضة الضرار.. بات لا يرى في إخوة الأمس إلا كل السوء.. وذات الإحساس ينطلق من قلوب الذين بيدهم الأمر في الحزب الحاكم.. بعض قادة الحزب الوطني يكره الحزب الشعبي كراهية التحريم.. في مناخ الكراهية هذه يصعب على مصطفى إدريس أن يعمل.. كل رؤاه الإصلاحية ستفقد بريقها وصداها إن كان منشؤها المنشية. ولا أحسب أن من بين خيارات (البروف) أن يعتلي الجبل ويلحق بأمير المجاهدين سابقاً خليل إبراهيم في دارفور.. العنف ليس خياراً مثالياً لرجل ينشد الإصلاح وتلقى رؤاه رواجاً بين الناس. أفضل الخيارات للسيد إدريس وحزب المؤتمر أن يعود الرجل إلى صفوف الحزب الحاكم.. وأن يطرح رؤاه الإصلاحية مهما كانت حادة من داخل الحوش الوطنى.. الحزب الحاكم أصابه التكلس والجمود.. حقيقة اعترف بها الدكتور أمين حسن عمر الذي قال إن التغيير لا مناص منه.. وإن السودان ليس جزيرة معزولة عن الأحداث.. في مثل هذه الأحوال ستكون معارضة داخلية يقودها رجل بقدرات وتاريخ مصطفى إدريس أمر يفيد الحزب والوطن . مصطفى إدريس انتبه له الإمام المهدي وبدأ يعيد قراءة مقالاته.. فمتى ينتبه له إخوته في الحزب الحاكم.