لن نتطرق للتفاصيل المملة حول كيفية سفره ، والجهة التي دفعت تكاليفه بما في ذلك التثريات التي كانت هذه المرة باليورو . ولكنه علي أي حال مال عام كان يمكن أن يوفر أجهزة إضافية لمرضي الفشل الكلوي ، أو للذين يعانون من الأورام . وشملت التكاليف بخلاف الإقامة والإنبساط ، أتعاب المترجم الذي كان ( يحوم ) مع صاحبنا مثل ظله وهو في حقيقة الأمر مترجم غير عادي . ولأنه غير عادي فقد كان يدخل علي أي مسؤول هنالك ( دخلة ) الزبادي ، إذ تكفي مكالمة واحدة لفتح الأبواب الرسمية دون عناء . افتكر صاحبنا فلان أن المترجم ( الواصل ) لا سقف لطلباته فهمس له بترتيب موعد مع ( الريس ) لمناقشة أمر هام ومستعجل . وطبعا فالريس ليس هو ( ريس ) المركب التي تقطع النيل شرقا وغرباً في الشمالية والنيل الأزرق . ليس هو ( الكومندة ) في ميناء بورتسودان الذي يأتمر بأمره عمال( الكلة ) . وليس هو المخلوع نميري الذي غني له السدنة ذات صباح ( بي فكرك ووعيك يا ريس ** يا داب سودانا بقي كويس ) .. في بحر يومين اتصل المترجم بالياوران والتشريفات ، وقال لصاحبه لقد حلت علينا البركات . ذات صباح ممطر وبارد ، ركبا الليموزين بطول 20 متر علي حساب الميزانية المفتوحة ، بعد أن تهندما وتعطرا . وطافت بخيالهما الأحلام ( الجندرية ) والأغاني المخملية التي كان من ضمنها ( يا صوتها لما سري عبر الأثير معطرا ) . وكتب أحدهم علي ناصية اللوري في الثمانينات بخط جميل ( عبر الأسير ) ، فكتب ساخر تحتها بالطباشيرة ( عبر المعتقل ) . حالما وصلا للقصر المنيف ، فوجئا أن المقابلة مع السكرتير الخاص وليس المعلم بن المعلم . وبعد لوازم الضيافة وطق الحنك ، ملأ المترجم إنابة عن فلان الفورم الذي كان آخر سؤال فيه يقول ( ما هو الغرض من طلب مقابلة الريس ؟ ) حالما قرأ السكرتير الخاص ما كتبه المترجم علي لسان ( أخو فرتكان ) ، رفع حاجبيه من الدهشة ولسان حاله يقول ( لا يا شيخ .. كان أحسن المفاعل الإيراني ) . ثم تركهما وخرج من باب جانبي يفتح بالريموت كنترول ، وعاد بعد دقائق وطلب جوازاتهما ثم عاد مرة أخري بصحبة آخرين وحملهما إلي المطار بعد أن كتب علي كل جواز ( مغادرة البلاد خلال 48 ساعة ) . مطر الرشاش الرشِ وأخو فرتكااان جاتو كشة والأغنية مهداة للسدنة والسادنات الأحياء منهم والأموات. الميدان