قولوا حسنا الثلاثاء 24 مايو 2011 نيفاشا.. النهاية غير السعيدة الصراع الحالى حول أبيى هل هو صراع أرادات أم نتيجة لأزمة ثقة ظلت مستحكمة منذ أن بدأ تطبيق اتفاقية السلام عام 2005، أم هى شيطان التفاصيل فى تلك الأتفاقية والغموض الذى صاحب كثيرا من نصوصها أم تصحيحا لما حدث فى نيفاشا من أخطاء حول أبيى ثم القبول بلجنة الخبراء التى يتهمها البعض بالأنحياز وعدم الخبرة. أم القبول بتحويل المشكلة الى محكمة لاهاى، أم بسبب سبب استبعاد المسيرية من مباحثات نيفاشا، أم هو استدراج لحكومتى الشمال والجنوب قامت بها عناصر الحركة الشعبية المنحدرين من منطقة أبيى لهم أهداف معينة بتأجيج الصراع، أم هى محاولة من الحركة الشعبية وحكومتها للحصول على وضع تفاوضى أفضل فى المسائل المعلقة بين الشمال والجنوب قبل التاسع من يوليو القادم؟ أم هناك أجندة أخرى يراد تنفيذها لبقاء القوات الدولية ورفض طلب الحكومة السودانية بانتهاء وجودها بعد التاسع من يوليو؟ أم.. أم..؟! يقول الفصل الأول من مبادئ الأتفاق بشأن أبيى أنها جسر بين الشمال والجنوب يربط شعب السودان( يبدو أن طرفا نيفاشا كانوا يحلمون بوحدة السودان عند الأستفتاء). وعرفت المنطقة على أنها منطقة مشيخات دينكا نقوك التسعة التى حولت الى كردفان فى 1905 وتحتفظ المسيرية وغيرها من البدو الرحل بحقوقهم التقليدية برعى ماشيتهم والتحرك عبر منطقة أبيى.( من المعروف تاريخيا أن دينكا نقوك اختاروا بمحض ارادتهم البقاء فى تلك المنطقة هربا من تعديات النوير عليهم ولما وجدوه من حسن تعامل من اخوانهم المسيرية). ومنحت أبيى وضعا اداريا واعتبرت الأتفاقية أن سكان أبيى هم مواطنون لكل من غرب كردفان وبحر الغزال مع تمثيلهم فى الأجهزة التشريعية لكلا الولايتين وتدار بواسطة مجلس تنفيذى محلى ينتخبه سكان أبيى وقسمت عائدات البترول الى ستة أقسام خلال الفترة الأنتقالية أخذت منها محليات دينكا نقوك 2% ومحلية المسيرية 2%. مهما يكن من أمر فها هى أحداث أبيى تعكس خطأ\" واضحا فى المنهج والطريقة التى أديرت بها مباحثات نيفاشا فرغم أنها جاءت بالسلام لمدة ستة أعوام لكنها مثل اتفاقية أديس أبابا أعادت الحرب من جديد لسبب أساسى أنهما لم يكونا اتفاقية سلام شامل لكل قضايا السودان من ناحية، ومن ناحية أخرى أستفرد المفاوض الشمالى والجنوبى فى كلا الأتفاقيتين بالحل دون اشراك بقية القوى السياسية.. فى تقديرى لو كان قد تركت أمر أبيى للمسيرية والدينكا لوحدهم ليضعوا الحلول لمنطقتهم دون تدخل الساسة أثناء مباحثات نيفاشا لوضع الطرفان حلا يرضيهم مثلما ظلوا يفعلون لمئآت السنين تعايشوا بسلام وتصاهروا وحققوا مصالحهم بكل تراضى، ولكن سوسة السياسة وصراعاتها ومكايداتها التى لا تنتهى هى التى أوردتنا هذا المنعطف الخطير، فاليوم نحصد ما زرعنا. لقد كان من أكبر أخطاء نيفاشا ذلك المنهج التجزيئى لحل مشكلة الشمال والجنوب بدلا من الحل الشامل فأنتهينا الى انفصال بلد واحد فكانت مشكلة أبيى مثل مشكلة كشمير لا ندرى كيف ومتى تنتهى. لا يمكن لأحد أن يلوم الجيش السودانى بما فعله ازاء ذلك الأستفزاز الذى قامت به قوات الحركة الشعبية فمهمة الجيش الأولى هى الحفاظ على الأرض والأرواح ريثما يتم اتفاق مرضى للطرفين الذى نرجو أن يكون سريعا.