بشفافية حكومة شو حيدر المكاشفي كلما أطل السيد علي عثمان محمد طه نائب الرئيس أو نافع علي نافع مساعد الرئيس أو أي من كبار أهل الحكم، على صفحات الصحف أو شاشات الفضائيات وهم في زيارة لاحدى الأسر المختارة بعناية يتجاذبون مع أفرادها أطراف الحديث ويتبادلون الابتسامات ثم تختتم الزيارة بمنح رب تلك الاسرة أو ربتها \"الفيها النصيب\"، كلما تقاطع امامي هذا المنظر الذي قيل أنه يجيء في إطار ما يعرف ببرنامج الراعي والرعية مع مرأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أحد أيام رمضان وهو يتوسط أفراد أسرة ليست فقيرة فحسب بل مدقعة في كل شيء يتناول معهم افطارهم البائس ويسعى أثناء ذلك للتعرف على احوالهم واحتياجاتهم ثم معالجتها بشكل آني وفوري، وحقاً \"شن جاب لي جاب\"، فهل يمكن ان يكون ما يفعله \"شيخ\" علي وبقية اخوانه وما دأب على فعله رجب طيب اردوغان، فعلان متساويان ويجمعهما مسمى واحد هو \"برنامج بين الراعي والرعية\"، بالطبع لا فهناك فرق وفرق كبير جداً وجوهري، فما نشط فيه السيد علي عثمان والآخرين عندنا هنا في السودان هو اقرب لأن يكون برنامج تواصل اجتماعي وعلاقات عامة لبعض الأسر أو الشخصيات التي يتم اختيارها بعناية بغرض تكريمها او تكريم عائلها في زيارات مسائية تعقب الافطار وتتم في شكل زفة حيث يصطحب المسؤول الكبير معه جوقة من الاعلاميين والصحافيين والمصورين الذين ينقلون ما جرى بالصوت والصورة، وغالب هذه الاسر او الشخصيات المكرمة، سواء كانت اعلامية أو نقابية أو تربوية او خلافه يشتم في ان لها علاقة بالنظام بدرجة ما أو بأحد رجالاته أو من يختارون هؤلاء المكرمين، وهذا ما ينطبق بشكل اكبر على أسر الشهداء، بينما الذي يفعله رجب طيب أردوغان واعتاد عليه كل رمضان هو انه يذهب الى المناطق العشوائية والطرفية الفقيرة ويدخل دون سابق موعد احد بيوتها البائسة الكالحة على مقربة من موعد الافطار ويظل هناك الى أن يتناول مع هذه الاسرة طعام افطارها البائس ولا يخرج منها الا وقد أسعدها وحل مشاكلها ثم لا ينسى قبل أن يعود الى قلب العاصمة أن يعرج على بيتين آخرين او ثلاثة بحسب ما يسمح الزمن لذات الغرض التكافلي التراحمي النبيل.. نحن لا نقول ولا ينبغي لنا أن نقول لا تقيموا برامج التكريم هذه التي اعتدتم عليها، بل بالعكس فتكريم من يستحق لبذل متميز أو عطاء مشهود في أي مجال من المجالات أمر محمود وصنيع مشكور بل نظنه واجبا، ولكن في مثل هذا الشهر الفضيل شهر الفقراء الموجب للرحمة والعطف على المساكين والذي من حكم مشروعيته هو انه يجعلك تشعر بجوع الآخرين من الفقراء وما يعانونه من حرمان، كان الأولى به هؤلاء الفقراء والمعدمون والمحرومون في الاطراف والهوامش خاصة في هذا الشهر الذي اختصهم به من فرض الصوم وفي بقية الشهور متسع لأي تكريم.. وبعد فقد آثرنا أن نكون خفيفين على الجماعة في هذا الشهر الكريم فأوردنا فقط مثال أردوغان وتغاضينا تماماً عما كان يفعله السلف الصالح في هذا الخصوص، وكيف يفعلونه واللهم قد بلغت فاشهد.. الصحافة