في التنك يحكمها أناس مضطربون بشرى الفاضل [email protected] عندما ينتقد حكومة الإنقاذ أشخاص من القياديين اشتركوا فيها في السابق وانسحبوا أو وتم إقصاؤهم أولا لازالوا مشتركين فيها فإن هذا يكون بمثابة شهادة الشاهد من أهلها . ومهما كان غرض مثل هذا الشاهد أو دوافعه فهو يفصح عن جانب يجهله الشعب من أداء هذا النظام الأحادي الذي ظل جاثماً على صدر الوطن منذ الثلاثين من يونيو عام 1989م . وشهادة اليوم مما اشرنا إليه قام بها السيد كرم الله عباس والي القضارف الحالي حيث شن هجوماً عنيفاً على الحكومة ووصف سياساتها بالمضطربة. وقال (إن الدولة فقدت هيبتها وسلطتها وهي دولة يحكمها أناس مضطربون). وأرجع الوالي الاضطراب في سياسات الحكومة لعوامل كثيرة لم يشأ أن يعددها لكنه فيما يبدو يدري بتفاصيلها. و ليعلم سيادة الوالي أنه لدى كل فئة من فئات الشعب من العاملين تفاصيل بأكثر وأغنى مما لديه هو . الشعب السوداني في معظمه لم يجن ثمار الإنقاذ في الاستئثار بالوظائف العليا في الخدمة المدنية والشركات والاحتكارات إلى آخر السكباج مما لا يمكن وصفه بكلمة أدق من الفساد وهذه ثمار محرمة إلا لعضوية حزب الإنقاذ والدوائر المتحالفة معه . ولذا فهذا الشعب المتفرج على ما يجري يؤمن على كلام الوالي .ولا ينسى كرم الله أن يقول ( إذا كان هنالك ثورة سيقودها المزارعون المهمشون في القطاع المطري) وهكذا يضيف الوالي قطاعاً جديداً لقطاعات واسعة من الشعب السوداني تحدثها نفسها بقيادة الربيع السوداني.لابد أن أكتوبر وابريل هذه المرة ستكون أشبه بنقطتين في محيط البحر الواسع الذي ستفيض جماهيره في شوارع المدن والقرى السودانية مترامية الأطراف .