قراءة تانية حماية المستهلك .. وخفض الاستهلاك السر قدور أتابع مثل كثيرين غيري الجهود المقدرة التي تقوم بها جمعية حماية المستهلك لمواجهة المشاكل والصعوبات التي تواجه الاسرة في مجال الاستهلاك وارى ان هذه الجهود يمكن ان تتكامل مع النظر ايضا الى انماط الاستهلاك التي طرأت على مجتمعنا خاصة الاستهلاك الغذائي وكيف تغيرت عادتنا وسلوكنا في هذا الجانب حتى اصبح الجزء الاكبر من ميزانية الاسرة يذهب للإنفاق على الطعام بدون النظر الى الفائدة الصحية والقيمة الغذائية. لقد تغيرت عاداتنا للاستهلاك في السنوات الاخيرة بصورة كبيرة وواضحة واختفت ( الصينية ) السودانية او كادت لتحل محلها المائدة وتقاليدها التي تنتقل الينا عبر الفضاء وخلال معظم الاعمال والمسلسلات الدرامية. وقد تبدلت هذه العادات حتى في مناسباتنا الاجتماعية واذكر هنا حديث فضيلة العالم الشيخ عصام احمد البشير عندما قال ان عادات الطعام في بيوت العزاء وقد كان من قبل يأتي من الجيران ، قد تحولت هذه العادات الى ذبائح وولائم تشبه ولائم الافراح وأضيف لقول فضيلة الشيخ عصام ان ولائم الافراح تحولت الى اطباق مغلفة توضع امام الضيوف ونصفها لا يقترب منه احد ولا أدري لماذا لا نكتفي بالحلويات والشربات مثل معظم المجتمعات الاخرى ، وإذا كان ذلك يحدث في المناسبات الاجتماعية فإن الاستهلاك المنزلي اصبح في حاجة الى الضبط والمراجعة للوصول الى الكيفية الغذائية السليمة لا الى الكمية التفاخرية التي يذهب نصفها الى اكياس النظافة. وإذا كان رب الاسرة هو وزير ماليتها فإن ربة الاسرة هي وزير الاقتصاد وعليها إدارة هذا الاقتصاد بخفض ميزانية الشراء .. لأن السوق عرض وطلب وتقليل الطلب هو احد وسائل المعالجة وقد جربنا هذا عندما اتخذ قرار التوقف عن استهلاك اللحوم وهكذا يمكن وضع الخطط الاسرية لتقليل الاستهلاك في العديد من السلع ولا شك ان هناك اطرافاً عديدة عليها مسئوليات لتحقيق هذا الهدف وفي مقدمتها اتحاد المرأة والجمعيات النسوية العديدة وكل وسائل الاعلام وكذلك الاطباء أهل التخصص لمخاطبة الناس وإرشادهم الى الانماط الغذائية السليمة وذلك من خلال وسائل الاعلام والمنابر المختلفة. ان خفض الاستهلاك هو احد العوامل الاساسية لحماية المستهلك الذي تسعى له الجمعية ولابد من تحيتها وتحية من يديرونها ويدعمونها وعلى رأسهم الدكتور الفنان نصر الدين شلقامي وكل أخوته. الراي العام