د. عزت ميرغني [email protected] لم أدري بأن ما عناه ناس الانقاذ بعد توليهم مقاليد ادارة البلاد منذ كم وعشرين سنة بأن اعادة صياغة الانسان السوداني والتأصيل والهوية والشنو ما بعرفو تعني تحييد المواطنين من القضايا الوطنية وشغلهم بأمورهم الحياتية. فبعد هذه السنون التي أعقبت توليهم ادارة البلاد والعباد جعلوا هم المواطن الأكبر هو بيته فصار على درجة عالية من التركيز لمقابلة الصرف المتنامي على متطلبات بيته الصغير فصار المواطن مبدعا في جيب المصاريف وحاوي في اكمال الشهر دون خسائر كبيرة تذكر، يقوم على تسيير منصرفات منزل مؤجر به تسعة أفراد بمرتب يساوي قيمة ايجار ذلك المنزل.... فتغير الحال اذ بات الجميع أن ياكلو في خاترم بدلا من أكل سيد البيت ولم يعد هناك أي متسع للمشاركة في القضايا الوطنية.... يرتفع سكر البنزين يصطف المواطنين في الطلمبات ليشتروا بالسعر الجديد... يركبو ليهم الموية مع الكهرباء يطنطنوا في الشباك بتاع تحصيل الكهربا يوم يومين والحكاية تمشي عادي... وهكذا حتى أيقنت حكومتنا السنية بأن هذا المواطن لا خوف منه خالس خالس... أدفع ... يدفع ولا يقف ضد قراراتها الجائرة بالمرة وصاروا مرتاحين سبعة وعشرين قيراط لا تكاد منصرفاتهم وحوافزهم تقل الا وفكروا في محمد أحمد الغلبان ويجروا على جيبو.... رسوم هنايات وجبايات وترخيص وزكاة وهلم جرا.... لم تقتصر تلك الممارسات على مسألة المأكل والمشرب والأمور الحياتية فقط بل تعدت الى محيط البيت وتأثيره الأمني فصار عادي جدا أن يعتقل شخصا من ذلك البيت ويطلعوا زيتو ويفكوه فتنحر الذبائح ولا أحد يطالب بحقه وتعويض للفترة التي قضاها في المعتقل دون محاكمة ودون دراية فيم أعتقل وما هي التهمة التي بموجبها فقد وظيفته لغيابة تمانية شهور في المعتقل... أشهد الله بأن الجنايني الذي كان في منزل نسيبي ترك مهنة الجناينية وذلك بسبب اعتقاله مع الخفير وقت ان اعتقل نسيبي في أوائل عصر الانقاذ المتزمت وقضى ثلاثة أشهر خرج بعدها حالف أن لا يزور معارضا في منزله مرة أخري.... فسسكت الشعب والحكاية جابت ليها كتل كمان.... معارض يختفي في ظروف غامضة... واحد يدقوهو قدام بيتو ولمن اختو تطلع تدافع عنو يضربوها رصاص.... طلاب شالين أسلحة داخل الجامعات يضربون هذا ويسبون ذلك، طلاب معسكر خدمة وطنية يهربوا يعاملوا كالفارين من الخدمة العسكرية فيضربوا بالرصاص ويغرق منهم من يغرق ولا حد يحرك ساكنا.... وآخرتا طلاب معتصمون بسبب مشكلة مع الجامعة بسبب الرسوم... يقوموا يقتلوهم ويرمونهم بالترع... ياخ طيب كان تمشي تقتل أبواتهم الما دفعوا ليهم الرسوم بدل ما تدخل الناس في أمر كهذا.... فيغلي الشارع وتتحرك المظاهرات ويهتف الطلبة (مقتل طالب مقتل أمة) فيناصرهم (الشماسة) وهي الفئة الوحيدة التي ما زالت تعاضد الطلاب بعد أن انزوى اسياد الدكاكين داخل دكاكينهم والموظفين داخل أسوار مكاتبهم وتهرب الحافلات بركابها من وسط الخرطوم وركابها يتزمرون بأن هؤلاء الطلبة فتروهم كل يومين مظاهرات وتختفي المواصلات يعني يمشوا بيوتهم كيف ولا أحد من الركاب يرفع يده محييا تلك الجموع من المتظاهرين أو ينضم اليهم في احتجاجاتهم تلك... غايتو البركة في الشماسة والذين ظلوا المحرك الأساسي والمعاضد لتك التظاهرات وبالرغم من عدم معرفتهم في الغالب بموضوعها ولكنهم ناس (آكشن) سرعان ما ينضمون الي المظاهرات بل يهتفون معها حتى لو كان الهتاف خاطئا ولكنه معبرا.... تقتل طالب نقتل أمك....!!