) عبدالماجد مردس الشنخابي [email protected] سنحت لي الفرصة خلال الشهر المنصرم أن أكون في مهمة عملية صحية إنسانية بولاية غرب دارفور ولأول مرة في حياتي ،وكنت أعرف دارفور فقط من كتب التاريخ والجغرافيا ومن بعض زملاء شقيقي الأكبر من أبناء دارفور الذي تربطه بهم علاقة ود وإخاء صادق إمتدت أواصرها لأسرتنا الكبيرة ،من خلال دراسته للمرحلة الثانوية في ستينيات القرن الماضي بفاشر السلطان وهم الآن أرقام كبيرة في ساحات الخدمة المدنية منهم الخبير الزراعي عبدالله يحي وأخصائي وقاية النباتات ا/ على محمدين والعسكرية منهم الفريق إبراهيم سليمان، واللواء التجاني آدم الطاهر وأقمار منيرة في سماء الحركة الثقافية السودانية ومنهم على سبيل المثال لاالحصر العملاق مكي سناده ، ولقد زاملت نفر كريم من أبناء دارفور في المرحلة الجامعية ،ومازالت تلك العلاقة مستمرة وأتاحت لي هذه الزيارة التعرف أكثر على مجتمع دارفور الفاضل ومسحت تلك الصورة التى رسمها الإعلام وبعض كتاب السياسة والمنظمات الإجنبية المشبوهة ذات الأجندة الخاصة ، نعم هنالك مظاهر حمل السلاح لبعض القوات النظامية السودانية وإستعدادها الدائم والذي تفرضة الضرورات الأمنية لحسم بعض المتفلتين ، والملفت لنظر تلك القوات الأممية (اليونميد ) التى تجوب شوارع مدينة الجنية بتلك الآليات المصفحة والأسلحة الحديثة ، وجنودها المختلفة ألوانهم وألسنتهم ودياناتهم في بلد رفض يوماً سلطانها بناء أي كنيسة ! ولم يصافح مستعمراً حتى لقي ربه راضياً مرضيا !! ووصف تلك القوات أحد المختلين عقليا(مجنون ) بالمدينة بعبارة إ نجليزية بليغة وصدق من قال خذوا الحكمة من أفواه المجانين (useless people for useless mission) أي رجال عديمي الفائدة لمهمة تافهه فهم كالألفى يحدد المهرجلين ويقدمهم للأستاذ إذا شاء عاقب أو سامح كما صديقي ووصفهم بالفتانين (ينقلون الكلام الذي يزيد البغض والكراهية بين الفرقاء) ويسعون للفتن ماظهر منها ومابطن ،ومما لاشك فية إذا صرفت تلك المبالغ الطائلة لبناء بعض المرافق الخدمية لكانت أجدى وأ نفع لمواطني الولاية والتى تساعد على إستقرار السكان ونماء تلك القرى والمدن ، وسألت بعض الإخوه عن مدى رضائهم عن تلك القوات ولم أسمع إشادة بها قط غير نعتها ببعض الكلمات التى تشير لعدم الرضى والترحاب بها فيقول لك هؤلائي جوعى رفعوا أسعار اللحوم والدواجن والمواد الغذائية ، ولقد حكى لي صديقي بأن أحد الجنود من تلك القوات قال له والله انتم السودانين ماعندكم موضوع (عندكم لحم وخير ذي دا بتشاكلوا مالكم ؟؟) ولقد أتاحت لي هذه الفرصة الدخول لمنازل كثيرة من مختلف الطبقات والمستويات في مدينة الجنينة ومدينة بيضة على الحدود السودانية التشادية التى وصلتها في رحلة دامت أكثر من ست ساعات عن طريق بري وعر فلم يعترض طريقنا قاطع طريق أو متمرد فالكل مشغول بزراعته وقطيعة ،فكنت عندما أطرق الباب وأعرف بنفسي بأنني من وزارة الصحة في مهمة تتعلق بالتفتيش المنزلي والبحث عن أماكن توالد باعوض الزعاجة المصرية الناقل لمرض الحمى الصفراء يآتيني الرد سمح لقدام (أي أدخل )بكل ترحاب والأصرار على تقديم واجب الضيافة ،والله الذي لاإله إلا هو لم يرفض كل من طرقنا بابه رجل أو إمرأه دخولنا بل يستمعوا لنا بكل وعي ويستجبوا لتوجيهاتنا ، عكس مانجده في الخرطوم وبعض الولايات الشمالية من تنكيل وملطشة الإنتظارعلى الأبواب ورش بالمياه من فوق البلكونات للمتطوعين والمتطوعات خلال انشطتنا الصحية المختلفة فيا اهلنا مايحدث في دارفور لايشبهنا ولايشبه خصال اهلها الطيبين الراكعين الساجدين الحامدين الشاكرين لله ،هيا هبوا للحل الناجع للعقد ورد الحقوق لأهلها ورفع الظلم عن المظلميين ، ويا ساسة ومتسيسين أرفعوا مكركم وطموحاتكم الشخصية التى تسعون لتحقيقها على جرحنا وآلامنا وجماجمنا وقيمنا، وخافون من يومً تسألن عن مافعلتم بنا وبحرثنا ونسلنا ، ولعودة إنشاء الله لدرافور في مواضيع أخرى نسأل الله السلم والسلام لوطننا الفضل