بعد الانتفاضة وفي تلك الايام كان الدقيق يوزع مع السكر بالبطاقة انتقدنا يومها سياسة توزيع الدقيق وقلنا ان المواطن السوداني لا يحتاج الى الدقيق كل اسبوع واستعمالات السوداني للدقيق معروفة وليس منها ضمنها صناعة الرغيف.. وان من يصرف الدقيق يبيعه او من البداية يعطي الحصة لاخر وهذا الاخر يشتري ليخزن ... المسؤول الذي تحدثنا معه، بدون ذكر الاسماء، قال ان الدقيق لا يخزن! قلنا له الى متى سيستمر الصرف بالبطاقة ونحن نعرف ان البعض يشتري هذه الحصص من المواطن الذي يكسب بضع ملاليم من عملية البيع ولا ينظر الى ما سيحدث غداً ولكن الدولة يجب ان تخطط والتخطيط هو الذي يهتم بالمستقبل. لم يهتم المسؤول لحديثنا... ومرت الايام وانعدم الدقيق.. وكسب هؤلاء من الدقيق المخزن... ومرت الايام وفسد الدقيق كما توقع المسؤول ولكن هل خسر الذين خزنوا الدقيق؟ الاجابة لا.. فقد تحول الدقيق الفاسد بطعمه وحشراته الى مصانع (الباسطة) او بعبارة اخرى الى صناعة الفطائر بأنواعها بعد اضافة مكسبات النكهة. ولم يخسر هؤلاء الذين اشتروا الدقيق وربما اثروا من هذه العملية التي تمت بطريقة غير مباشرة تحت سمع ومرأى ذلك المسؤول الذي نصحناه ولم يسمع النصح. ولان التاريخ يعيد نفسه وفي كل زمان يوجد نوع من البشر يتاجر بقوت المواطن ولا يهمه غير ما يحقق من ربح وقفنا قبل ايام في مقام الخبز والمخابز وتساءلنا عن الميزان الذي قيل انه يجب ان يوضع في واجهة كل مخبز... وتساءلنا عن نوع الدقيق المستعمل في صناعة الرغيف... واليوم نطالع كشفت مصادر ل«آخر لحظة» عن وجود تلاعب في توزيع حصة ولاية الخرطوم من الدقيق تقف وراءه بعض الشركات العاملة في المجال... ثم تواصل المصادر وتتحدث عن ازمة حادثة وتصفها بانها مفتعلة فقد جاء: وقالت ذات المصادر إن ندرة الدقيق المفتعلة سببها سوء التوزيع إلى جانب وجود سوق موازٍ لسلعة الدقيق! ونتساءل عن هذا السوق الموازي ومن احدثه؟ لقد تحدثنا عن غياب الرقابة واليوم نقرأ: وطالبت(والمقصود هنا المصادر) الحكومة بفرض رقابتها على الجهات الثلاث العاملة في هذا المجال وتكوين آلية لضبط توزيع الدقيق بولاية الخرطوم. اننا قلنا في مقال سابق وفي ذات هذا المكان: واليوم نطالع: كشفت ولاية الخرطوم عن تشكيل آلية مشتركة مع الجهات المختصة لتطوير صناعة الخبز وتحديد مواصفات ثابتة لتصنيعه فيما أعلنت عن اتخاذ إجراءات قانونية مشددة تجاه المخالفين لهذه المواصفات. وقال عادل ميرغني رئيس اتحاد المخابز في تصريح ل(smc) إن حكومة ولاية الخرطوم عقدت اجتماعاً ضم أصحاب المخابز ومطاحن الغلال والغرف الصناعية والتجارية تم من خلاله مناقشة تطوير صناعة الخبز والشروع في إدخال آليات حديثة لصناعته، فضلاً عن اتجاههم لعقد ملتقى يضم الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس وعدد من الجهات ذات الصلة بشأن تحديد مواصفات ثابتة لصناعة الخبز، مضيفاً أن صناعة الخبز التي تعمل بها عدد من المخابز تقليدية لا تتناسب مع حاجة المستهلك... لقد قلنا مراراً ان ما يصنع منه بعض الخبز لا يمكن ان نطلق عليه، ولا حتى مجازاً، اسم دقيق. والله من وراء القصد