عندما عهد الوليد بن عبد الملك بالخلافة لسيدنا عمر عمربن عبد العزيز وتمت البيعة له والتي كانت فاجعة وصدمة كبري لسادة وساسة بنو أمية الذي ورثوا هذا الملك بعد أن أرضعوه دماءاً ودموعاً وقاتلوا من أجله أشراف آل بيت النبوة ولم يستقر لهم الأمر إلا بأيام أشبن النواصيا غضبوا جدا وقرروا التخلص من الخليفة الجديد حتي من قبل أن يسمع به الناس و تواثقوا علي قتله في الليلة الأولي لتوليه الخلافة حتي إذا ما أشرقت شمس الغد تكون قد أعادت الملك إليهم وأغلقت باب فتنة لا يحتملون عواقبها ولا يعرفون مآلاتها وما يترتب عليها من تبعات لكن أمين شئون الخلافة وكان يدعي (عون) أفسد مخططهم حيث عرف بمكرهم وأعد لهم مفاجأة حيث وضع حراسة مشددة علي بين أمير المؤمنين وهكذا كان سببا في تثبيت النظام الجديد. الذي رعي فيه الذئب بجوار الشاة فلم يؤذيها فعلم الرعاة أن رجلا صالحا تولي أمر الامة ذكرت هذا وفي النفس شئ من حتي علي أولئك الذين مهد الله لهم الطريق إلي الحكم ولكنهم لأ يعرفون أن للحكم رجال وأن للشعوب آمال فعكفوا علي تمكين أنفسهم مستخفين بالاخرين ومتجاهلين لطموحاتهم وتطلعاتهم وأشواقهم في إيجاد دولة مدنية يتمتع فيها الناس والاحزاب بكافة مشاهد الحرية . بل دخلوا في صراع مع مؤسسات الدولة التي بالطبع يهيمن عليها الحرس القديم للدولة المصرية والذي يؤمن بمدنية الدولة وبديمقراطية متوازنة لا تمكن الأخر بالانفراد بالحكم هذا إن مكنته من القيادة أصلا . ولو تفكر الإخوان في أمر خلافة الراشد سيدنا عمر بن عبد العزيز لفطنوا أن الملك بيد الله يوتيه من يشاء وينزعه من من يشاء وليس هنالك سببا أن تأتي دورة الحكم لسيدنا الراشد بن عبد العزيز في ظل نظام حكم وراثي لولا التدبير الإلاهي العظيم. وهكذا يفهم من السياق ان إنتصار وفوز الإخوان في الانتخابات من إكتساحهم لمجلسي الشعب والشوري ثم الفوز بمنصب رئيس الجمهورية ثم الإنتصار في معركة الدستور كل هذا بتدبير إلاهي لهذا عليهم بقبول العزل لأنه أيضا بتدبير إلاهي وإلا نكون قد كفرنا لان الملك بيد الله يؤتيه من يشاء . وبهذا الفهم يمكنهم القبول بخارطة الطريق وخوض الانتخابات القادمة وجزب الجيل الجديد الذي يؤمن بالدولة المدنية لا الدولة الدينية لأن أمر الحكم في الاسلام مدنيا . وقد قال رئيس وزراء الحكومة المؤقتة إن حكومتنا مدنية وليست دينية كما أنها ليست عسكرية . وهذا الذي يهمنا لأن أرض الكنانة غابت عن العالم العربي منذ توقيع إتفاقية السلام مع إسرائيل ( كامديفد ) وغابت عن إفريقيا وحتي عن السودان الذي تعده عمقها الإستراتيجي بل تغولت علي حدوده وتجاهلت وجوده وإستبعدته من ملفات حساسة ومهمة أثرت سلبا علي عمق العلاقة وإستراتيجيتها بحيث أصبح معظم أفراد الشعب السوداني يشعرون بالقبن والكراهية تجاه مصر. واليوم أرض الكنانة تعاني من إنقسام حاد حيث أن هنالك تحالف بين إرادة جماهيرية شعبية حرة متمثلة في التيارات اليسارية والعلمانية اللبرالية والمؤسسة العسكرية ضد تيارات الإسلام السياسي والذي يمثله الإخوان المسلمون وحزبهم الحرية والعدالة والسلفيين وبعض من القوى الوطنية داعمة لمشروع الشرعية فالمخرج من هذا هو قبول هذه التيارات الاسلامية بخارطة الطريق وتقديم تنازل حقنا لدماء المصرين الذين يساندون قضيتهم مع الضمانة الدولية علي إستلامهم للسلطة إن فازوا في الانتخابات القادمة والضمانة الداخلية بعدم الملاحقات القضائية المفبركة .وإطلاق سراح المعتقلين وإعادة قنواتهم للعمل . واليتذكروا ان هذا إمتحان لحظوظ النفس واليعترفوا بالأخطاء التي تسببت في ذلك. [email protected]