رغم أن الحديث عما يسمي بالحكومات الولائية هو من قبيل التفاصيل الغير مجدية في نظام هو أساساَ كل تركيبته خطأ إلا أن مايسمي بالحكومات الولائية تلعب دوراَ اضافياَ في إضافة أعباء أكثر علي المواطن المثقل أساساَ بالجراحات التي تفاقمت عليه حتي أصبح ليس ثمة مكان لموضع فيه إلا وبه ضربة سيف أو طعنة رمح من هذا النظام البغيض ... وفوق هذه الجراحات فان مايسمي بالحكومات الولائية قد ساهمت وبشكل فظيع في تكريس الجهوية والقبلية وأصبحت مكاناَ لتزكية نيران التعصب القبلي والجهوي حتي في مناطق التعايش الراسخة مثل الجزيرة أصبحت نشاهد محاككات بين اهل الجزيرة و(المنقالة) .. ومفهوم أن الأنقاذ قد عملت وبجد لتزكية وتأجيج التعصب القبلي والجهوي حتي تجد البراح لتنفيذ مخططها الخبيث لتقسيم السودان وتمزيقه .. وقد نجحت في ذلك بامتياز نتيجة لغفلتنا .. وأيضاَ وبالأضافة للتعصب القبلي والجهوي أصبحت لولايات مكاناَ للمحاصصات السياسية من قبل الحكومة لترضية والهاء الأحزاب الكرتونية .. كما صارت مكاناَ لتوظيف كوادرهم النفعية عبر الوزارات الولائية والمجالس التشريعية والأدارات المختلفة والتنظيمات والمنظمات وكل ذلك من جيب محمد احمد الغلبان عبر الجبايات والضرائب والتاوات والتي وصلت حد أن يفرض في ولاية لجزيرة أتاوة علي المعلمين لدعم المؤتمر الوطني ( هكذا مباشرة ودون حياء أو خجل ) .. بالأضافة لذلك فقد فشلت هذه الولايات في تقديم أي خدمات للمواطنين وفشلت في تحسين البيئة وتنمية هذه الولايات إنما إستمرت في الرضاعة من ثدي المركز والأعتماد عليه في كل صغيرة وكبيرة .. وكانت في الأيام الجميلة هذه الولايات عندما كانت تسمي محافظات كانتعلي سبيل المثال محافظة النيل الأزرق تمتد من الكرمك وحتي بتري علي مشارف الخرطوم كان يديرها محافظ واحد بدرجة وزير ويعمل تحته مجموعة من الضباط الأداريين تتركز جهودهم في تسهيل تقديم الخدمات للمواطنين من صحة وتعليم وخدمات أخري كان يحس بها المواطن (فهل يحس المواطن اليوم بهؤلاء رغم الجيوش الجرارة من التنفيذيين والسياسيين والمشرعين ) .. الفشل صاحب الأنقاذ في كل خطواتها ومسيرتها ومابني علي باطل فهو باطل ولكن الفشل في مايسمي بالحكم الولائي فهو أوضح وأثره أعمق علي البلاد والعباد فنتمني أن يكون أول مايراجع بعد زوال هذا النظام البغيض الحكم الولائي .. [email protected]