دويلة الجنوب الواليدة ، والتي لم يزل عودها غضاً وهي كطفل لم يزل في مرحلة الرضاع ، ما لم يعي قادتها الدور الوطني المنوط بهم لبناء دولة المؤسسات والقانون بعيداً عن ذهنية الحرب وهم الذين صنعتهم الحرب حتى حققوا هذا الانفصال المقيت بسند ودعم من قوى الغرب التي ظلت تسعي لتحقيق هذا الهدف ولم تستطع تحقيقة إلا في ظل نظام حكم الفرد في السودان الذي ظلّ يعمل بذهنية اللاوطني المنتمي للمتحزب باسم الدين ، نظام ظل يحقق يحقق أسباب استمراروجوده عبر الكثير من التنازلات متجاوزاً المبادئ والقيم لتحقيق الاستمرار في السلطة في انتهازية مقيتة هي سمة الأنظمة الديكتاتورية . وما جرى ولم يزل يجري في الجنوب بداء كصراع على السلطة ، وإن لم يحسم باكراً قبل ان يتحول الى صراع قبلي يؤدي الى انزلاق الدولة في براثن حرب أهلية قد تذهب بسببها الدولة ادراج الرياح ولن تعود الا أشلاء قبلية متناحرة ، ذلك أنّ القبليةف ي جنوب السودان لم تزل دمائها حارة ،والحركة الشعبية التي حملت السلاح من اجل تحرير السودان انتهت وللأسف الى تقسيمة وبهذا الشكل الضعيف البنية لأنها تخلت عن مبادئها الفكرية لأولى التي قامت عليها وانتهجت ذهنية القبيلة ، لهذا جاءت تركيبتها الى ما عليه الآن هشة ، ما أدى الى هذا الواقع المرير الذي تعيشه أحدث دولة في التاريخ المعاصر ، ولأنها دولة كانت صنيعة الأجنبي الذي ظلّ ولم يزل يعول عليها الكثير من اجل تحقيق مطامعه في المنطقة وقد وجد ضالته في نظام الانقاذ اللا وطني والحركة الشعبية ذات التركيبة الهشة بحكم تكوينها الذي انحرف بها عن أسباب قيامها كحركة طرحت مبدأ التحرير القومي ، ولما كان الغرب يرى ان أهدافه لن تتحقق في ظل مثل ذلك الطرح ذهب بالحركة مذهب افراغها من محتواها الفكري والقومي ولم يكن له من ملاذ الإ باغتيالها واحلال محلها ما يعيشه واقع الحركة بعد استشهاد قائدها الوحدوي الدكتور جون قرنق حيث حلت من بعده قيادات كان سهلاً على الغرب تطويعها لما يرمي إليه من اهداف ، وكان الانفصال الذي ظلّ عصياً تحقيقه على مر الزمان الذي اختزل في لحظة غفلة او بالأحرى مقابل صفقة نالها نظام الإنقاذ ليحدث صفعةّ قوية في خد الشعب ، صفعة لم تزل وستظل وصمة سياسية في جبين الإسلاميين الذين لم يزلوا يحكمون البلاد بعقلية البصيرة أم حمد . ومما شك في ان الغرب ه يعي تماماً أهمية المحافظة على ما انجزه من هدف غالي بتحقيق انفصال الجنوب انفصال الجنوب الذي يعتبر اهم خطوة من اجل الهيمنة على المنطقة ومن ثم تحقيق مصالحه دون أي عكننه من احد ، ولتحقيق ذلك آثر الغرب ان يكون في سدة الحكم قيادات هشه توجهها عقلية الماضي لكي تظل ضعيفة المبنى الفكري حتى يسهل التمكن من السيطرة عليها وهاهو الآن يسعى الى لملمة أطراف هذا الصراع الذي سينتهي به قريباً الى ما يحقق له مآربه التي من اجلها أنجز انشطار السودان الى دولتين ، حتى ولو اضطر للتدخل المباشر بما قد يؤدي الى ضياع السلطة الوطنية للبلاد نهائياً واحلال محلها سلطة الوصاية الدولية باسم المحافظة على الأمن ، وما دخول القوات الدولية وتسارع ازديادها الا مؤشر لذلك . ذلك لرسم واقع جديد لا يستبيعد انه يستهدف اخراج اصدقاء الماضي من المنطقة واحلال محلهم اصدقاء اليوم والصينيون ليسوا ببعيدين عن مرمى الهدف في هكذا تخطيط .واجارنا الله فيك يا جارة ........... .... علي احمد جارالنبي .... [email protected]