1- فى خلال الربع - قرن المنصرم وهو العمر المشئوم فى تاريخ السودان، تجاوزت تحويلاتكم أكثر من 3 تريليون دولار (د. كرار التُهامى رئيس جهاز السودلنيين العاملين بالخارج، الراكوبة 8/12/2010)، خاصةً إذا أضفنا لها تحويلات الأربع سنوات اللاحقة. 2- الأخوانوية حينما قرَّرت إنقلابها عام 1989، هرَّبت جلَّ أموالها للخارج مخافة أن يفشل الإنقلاب ويتم مصادرتها. وقد ساهم هروب الرساميل فى النصف الأول من عقد التسعينات إلى الضائقة الإقتصادية المعروفة لدى البعض منكم، والتى كان لابد من التغطية عليها بأيديوجيا جهادية مهووسة، لإجبار الناس على ربط الحزام حتى يتم تعويض إنعدام الشرعية السياسية بحدث إقتصادى (البترول) يجبر الكسر السياسى. 3- كان هناك خيارٌ واحدٌ لعمل ذلك الحدث الإقتصادى/إستخراج البترول المعوِّض للشرعية السياسية المغتصبة فى ظل الحصار الإقتصادى المفروض على البلد حتى الآن؛ وهو الإعتماد على تحويلات السودانيين العاملين بالخارج واستقطاع الأموال المخصصة لتمويل الخدمات الإجتماعية. 4- تمَّ بالفعل إستقطاع أكثر من 50% من خدمات التعليم والصحة (تقرير البنك الدولى ووزارة المالية لسنة 2003) وبدأ التنادى على المغتربين لاستقطاب تحويلاتهم وفرض الضرائب عليهم، والكل يعلم الحملات المحمومة التى قام بها الإعلام وجهاز السودانيين العاملين بالخارج لذلك الغرض. 5- المحصلة، أنَّ الشعب السودانى (فى الداخل والخارج) هو المُمَوِّل الوحيد للبترول فى السودان. 6- أما عائدات البترول، والتى بلغت 100 مليار دولار (يدخل ضمن هذا الرقم عائدات المعادن النفيسة) فقد كان جلُّها خارج الدورة الإقتصادية لحكومة السودان (حسين أحمد حسين، كلية الدراسات العليا جامعة الخرطوم،2001)، وقد تمَّ توزيعها حصراً على 5% من الشعب السودانى هم أفراد تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان وغير السودان (وللمعلومية هذه الفئة قد أفلحت إلى حد كبير فىى تسريب أموالها خارج البلد، مسجلة بأسماء أبنائهم وأقاربهم، والذى لم يستطيعوا تهريبه منها موجود فى حِزَن تحت الأرض داخل بيوتهم/خارج النظام المصرفى؛ كما أفاد بذلك بعض المهندسين الذين نفذوا مبانيهم). أما ال 95% من الشعب السودانى فقد تمَّتْ خديعتهم بعمل كبارى وسدود، وُجِدَ أنَّها ممولة كلها بالإستدانة من العالم الخارجى حتى بلغت ديون السودان أكثر من 40 مليار دولار. 7- الآن البترول الذى تحت إمرة الحكومة لا يروى عطشها، وهو أيضاً خارج الدورة الإقتصادية، ولن يراه الشعب السودان إلاَّ بإنقلاب الموازين. وقد صرح وزير المالية أبّان توقيع إتفاق تمرير بترول الجنوب عبر السودان الشمالى، بما يدعم ذلك. 8- المؤتمر المزمع عقده بشأن المغتربين فى النصف الثانى من أغسطس الجارى، هو ليس لخدمة المغتربين كما تقول أيديولوجيا النظام وآلتها الإعلامية، ولكن لتوظيف تلك الأموال فى إستخراج مزيد من البترول الجديد (وما أكثره فى السودان) وتوزيعها بذات القسمة الضيزى السابقة. 9- تحويلات السودانيين العاملين بالخارج لها قيمة إقتصادية/سياسية واجتماعية من وجهة نظر الإقتصاد السياسى، فلا تَدَعُوا الأخوانوية تسرقكم وتسرق أهلكم، وتجهض أحلامكم. ولابد أن يكون نصيبكم من عائدات المشروعات التى سوف توظف فيها أموالكم مجزية لكم وعادلة (مناصفة بينكم وبين الشعب الذى إستقطعت أموال خدماته الإجتماعية بالتمام). وإذا لم تجدوا ضمانات لذلك فأجعلوا تحويلاتكم لذويكم خارج الدورة الإقتصادية لدولة الأخوان المسلمين (وهذه بتلك)؛ عن طريق تجار من الرأسمالية الوطنية المساهمة فى التغيير. 10- يجب أن ينتفع أهلُكُم السودانيون من المشروعات التى تمولها تحويلاتكم، لا أفراد تنظيم الأخوان المسلمين العالمى. ويجب أن تكون لكم الكلمة العليا (وأنتم أصحاب اليد العليا، لا الدولة) فى توجيه سياسات الدولة نحو مصالحكم الخلاقة فى الداخل والخارج، التى عليها أن تعزِّز الوحدة الوطنية وتحترم التنوع، وتهزم المشروع الأخوانوى - الصهيوصفوى المُدَمِّر للسودان. نرجو أن نناقش القضايا بعمق، وألاَّ ننخدع بفخاخ الدولة المكرِّسة لحلقات فسادها اللَّولبى المركب، الذى (أى الفساد) يوشك أن يتحول إلى ظاهرة ثقافية، مع تزيين علماء السلطان لإجتهادات الأخوانوية المرجوسة، وفى أحسن الأحوال السكوت عنها. [email protected]