بسم الله الرحمن الرحيم ''الرجل المناسب في المكان المناسب'' هي عبارة دائما ما نسمعها في الأحاديث والنقاشات التي تدور حول الإدارة الناجحة والراشدة وما تححقه من الغايات والأهداف المنشودة، وهي في الأصل وخصوصا في هذا العصر حيث إنتشار الفساد والمحسوبية، عبارة تدل مدلولات كثيرة منها: إعطاء المسؤولية لمن هو أهل لها ويناسبها من حيث التأهيل والقدرات والملائمة. وهو أمر مطلوب ومن الضروريات التي لا يمكن تحقيق اي نجاح إداري دونها، لذالك اليوم نجد الكثير من الدول والمجتمعات تعمل جاهدة وبعزيمة على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بإعتماد قدرات الشخص القيادية والعلمية وأهليته لتولى المهام التى ستوكل لشخصه. وجود اي مسؤول في قمة حرم إداري لمؤسسة بلا قدرات ومؤهلات تؤهله لتولى ذالك المنصب قد يكون له السبب الرئيسي والمباشر في إنهيار تلك المؤسسة وذالك لعدم قدرته الى الإتيان بجديد يساعد في تطوير المؤسسة لمواكبة التطورات الخارجية مما يعونها في تحقيق أهدافها المنوطة، كذالك عدم قناعة المرؤسين وأعترافهم بقدرات رئيسهم من الظواهر التي تتمخض عن عدم عملية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب أو التعامل على أساس المحسوبية أو الحزبية إن صح التعبير. كل هذه الظواهر هي عقبات ومعضلات قوية تقف أمام اي مؤسسة أو دولة تريد تحقيق النجاح والإزدهار وتحقيق التنمية والنهضة وإنشاء نظام إداري قوي مبني على أسس الديمقراطية وحقوق المواطنة العادلة. من المدلولات القوية التي يمكن الإستدال بها في تأكيد ما زكر آنفا هي تناسب وتوافق المعجزات التي منحها الله عز وجل لرسله الأفاضل عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث جاء سيدنا موسى عليه السلام في وقت وزمان تفشت فيه ظاهرة السحر وانتشر فيه السحرة، فبعثه الله وأعطاه معجزة العصى الخشبية التى لا روح فيها ولا حركة، إلا إنها حينما يلقيها تلتهم كل ما يأتي به كبار سحرة ذالك الزمان من سحر باطل مما جعلهم يقفون أمام ما برعوا فيه ومعروفون بنباغتهم فيه، وقام به إبن مجتمعهم الذي يعروفون عنه كل شئ، مماجعلهم يدركون الإدراك التام بإن عليه السلام يمتلك قدرة تفوق قدرتهم ومرسل من قبل قدرة إلهية مطلقة جعلته يهزم كبار السحرة أنذءاك. تناسب معجزة سيدنا موسى مع خواص مجتمعه ومخاطبتها له جعلت قومه يؤمنون ويسلمون ومهدت له الطريق لتحقيق هدفه السامي. كما ايضا ونسبة لإنتشار الأطباء وإزدهار الطب وتطوره بعث الله تعالى سيدنا عيسى عليه أفضل السلام وأتم التسليم وهباه معجزة علاج الابرص والأكمة وإحياء الموتى، مماجعل قومه يؤمنون برسالته ويسلكون طريق الهدى، وذالك لوقفهم عاجزين أمام تلك القدرة الإلهية التي أمد الله بها رسله وهي تكمن في ما هم فيه بارعون ومتميزون. معجزة القرأن الكريم التي جاء بها سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، هي أيضا من أقيم العبر التي تحمل في طياتها معاني رشيدة، حيث أعجاز نزول القرأن الكريم باللغة العربية الفصحة وعن طريق رسول أمي لا يجيد القراءة ولا الكتابة متحديا في البلاغة والتريب والبيان وأسرار الفصاحة قوم اشتهروا بفصاحتهم وحسن بلاغتهم في اللغة العربية، كان له الدور في أسلام قومه. جميع ما زكر آنفا من براهين ودلالات يجب أن نعمل بها وتعتبر بها في حياتنا اليومية وإدارة شؤونها. فوضع الرجل المناسب في المكان والزمان المناسب أمر في غاية الأهمية ومعضلة من الضروري إزالتها لتحقيق النجاح والمنوط والا ستكون جميع الجهود المبذولة في هذا الإطار عبارة عن دوران في حلقة مفرغة. [email protected]