الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يهن بسهل الهوان عليه
نشر في الراكوبة يوم 05 - 08 - 2015

تربطني علاقة صداقة قوية مع شقيقتي الصغري . وهي امرأة حديدية يصفها صديقي معتصم قرشي بالالمانية . لانها حازمة وحاسمة . وانا في اتصال شبه يومي معها . ذهبت الي القاهرة لقضاء شهر رمضان ومقابلة احفادها وامهم من سكان النرويج . ويجتمع مجموعة من نساء اهلنا المقيمين في بريطانيا ودول ا اخري منذ عقود ، في القاهرة .
وبسبب مشاكل السودان ومضايقاته ابتاع الكثير من نسائنا شققا في مصر لمقابلة الاهل والاتصال بالابناء والاحفاد . وتفتق ذهنهن عن فكرة انشاء معهد لتعليم اللغة الانجليزية في القاهرة . والقاهرة تحتاج لمعاهد لتعليم اللغة الانجليزية . واذا لم يلتحق بها المصريون . فهنالك كثير من السودانيات والسودانيين يحتاجون لهذه الخدمة بعد ان صارت اللغة الانجليزية محاربة بغباء في السودان . ويحتاج طالبي اللجوء او الطامعين في الهجرة او العمل في شركات عالمية لاجادة اللغة الانجليزية بصورة جيدة . يكفي ان الاخ المسلم وصديق الصادق عبد الله محمد احمد ومن جند الصادق بتوصية من بابكر كرار ، كما زعم . قد قال في ايام حكومة الصادق بانه اذا ,, كتر الانجليز كلامهم ,, فسيعلمون السودانيين لغة الهوسة بدلا عن الانجليزية .. ومع احترامنا وحبنا لاهلنا الهوسة الا ان الهوسة يتسارعون في كل افريقيا لتعلم اللغة الانجليزية . والغريب انني شاهدت الوزير عبد الله محمد احمد يتضرع في شارع ادجوار رود في لندن في صيف 1999 بعد ان تحصل علي اللجوء في لندن . ولم اتمكن من سؤاله عن استخدامه للغة الهوسة في هايد بارك .
شقيقتي عاشت خارج السودان منذ منتصف السبعينات وابنها الدكتور محمد صلاح مولود في قلب لندن وستمنستر . واذكر ابنتها في بداية الثمانينات وهي تغني اغاني الاطفال التي تعلمتها في رياض الاطفال في لندن . وابنتها الصغيرة متزوجة من ابن خالتها ويحمل الجنسية البريطانية . وبقيه السيدات منهن من يحملن شهادة الدكتوراة وشهادات عليا من جامعات بريطانية وقمن بالتدريس والعمل لعشرات السنين في بريطانيا والاحفاد والامم الامتحدة واماكن اخري . والغرض من الفكرة هو تقديم خدمة صادقة بدون التفكير في الربح السريع وعملية سلق بيض واكل فلوس الناس .
ماحفذهن اكثر ان منظمة اس في بي . وهي منظمة غير ربحية يرأسها انجليزي لطيف اسمه ديفيد ،كانت ترسل متطوعين للعمل في السودان من بريطانيا وكان اغلبهم من الشابات . ويعملن بصدق في التعليم وكل ما يطلبون هو مسكن معقول . وبالنسبة لهم فالامر هو اكتساب الخبرة والتعرف علي طريقة حياة جديدة وتوسيع افقهم .وبعضهم كانمستشرقا . وقد درس العربية في الجامعات البريطانية . ولكن كما يقولون العضا الدبيب بخاف من جر الحبل . الانقاذ قفلت كل ابواب المتطوعين من بريطانيا حتي ولو لنسج الفراد . ويكفي ما حدث مع جامعة مامون حميدة بسبب داعش .وفكرت اختي والسيدات السودانيات في اعطاء المتطوعين فرصة في مصر . بعد انشاء المعهد . وقديما كان هنالك مدرسين انجليز يعملون في السودان . وكان السودانيون يستغربون لحال البريطانيين الجعانين الذين كانوا يمتلكون قميصين وردائين يلبسونهم حتي في الشتاء . وكانوا اكثر المدرسين انتاجا . فالمتطوع عادة يعمل اكثر من المكري .
عادة السودانيين انهم ,, ولوفون ,, ولايغيرون سجائرهم او امواس الناست او الجيليت ومعجون السيقنال والكولجيت . ارتبطت تلك المجموعة بسائق تاكسي ابن ناس ومعقول .صار يقضي كل مشاويرهم . واعتبروه اخ او صديق .طلبت منه اختي ان يصلها بمحامي معقول. لانها في حياتها في باريس والنرويج والسويد والامارات عرفت ان كل شئ يحدث بنظام وباستشارة المحامي .
اتي تلفون من محامي قدم نفسه بالاستاذ ... المتخصص في قضايا .... وفي محاكم الاستئناف والنقض والحل والعزم .. والربط والفك ... الخ والسؤال كان ماهو المطلوب قانونيا لانشاء معهد لتعليم اللغة الانجليزية في مصر ؟
وافتي المحامي بأن عليهم الحصول علي مصري يمتلك 51 في المئة. وان يستخدموا العمالة المصرية . وهذا يعني ان السوداني يحتاج لكفيل في القاهرة . اين ذهبت الحريات الاربعة ؟ ولكن عندما اصر المحامي علي المدير المصري . اعترضت شقيقتي . وكان رد المحامي ,, هو انتو سودانية وحتعلموا المصريين ؟ ,, وقالت اختي ليه لا ؟ كان الرد ازاي ؟مش معقول . وبما ان اختي رباطابية ولها شخصية قوية . فلقد قالت للمحامي ,, ليه لا ؟ انا مش عاوزه افتح سيرك ولا كبريه . فقام الاستاذ بقفل الخط . فاتصلت شقيقتي بالرقم . ولكن رد عليها سائق التاكسي الذي لا مها لان الاستاذ كان يقول,, دي قبل ما انا استلم منها مليم او اشوف خيرها بتشخط في ,, وسائق التاكسي كان يقول بس يا مدام مش معقول انتو السودانية تعلموا المصريين ... ؟ ده مش ممكن .
السودان اليوم مفتوح لكل من هب ودب . كل المقاهي والمطاعم والمخابز في ايدي العرب والاجانب . حتي الصينيين صاروا يتاجرون في كل شئ زيمكن مشاطات وعواسات . من الذي يكفلهم . نحن لا نلوم الآخرين بل نلوم حكومة الانقاذ ونلوم انفسنا .
البارحة قالت لي شقيقتي انهم عندما كانوا في عربة تاكسي ومعها ابنتها واحفادها الصغار الذين يعيشون في اسكندنافية . سمعت في الراديو برنامجا فكاهيا . وفي مقطع معين ضحك الجمهور وضحك سائق التاكسي . احد المهرجين كان يحكي نكتة تنتهي بجملة ده دماغ مافي حد حيشتريه ده دماغ سوداني . وعندما شخطت اختي في السائق الضاحك كان يقول ,, دي بس نكتة ما فيهاش حاجة .,. لا فيها كل حاجة وقالت له اخني بعد ان شخطت وطلبت قفل الراديو . ان السوداني الذي يحضر للسكن في مصر يساعد مجموعة من الاسر المصرية بداية من الشغالة . وانهم يأتون بعمله صعبة لمصر .
قديما كان المصريون يستهزئون بالصعايدة الذين هم اشجع وانبل المصريين . وكما انتقلت هوليوود من الهنود الحمر الي الآسيويين واهل لاتين امريكا انتقلوا الي العرب كرمز للشر والوحشية . الآن انتقل المصريون للسودانيين . والغريبة ان اهل الخليخ لا يجلسون الا تبدأ التريقة علي المصريين . التي نرفضها وندينها . انا لا اشمت علي شقيقتي والبقية. ولكن ماذا كانوا يتوقعون من المصريين اليوم . وحكومتنا لا بهمها امر المواطن السوداني . انا شخصيا قد نسيت ان هنالك بلد اسمها مصر . وقديما نسيت سوريا ولبنان ودول اخري.فساصرف فلوسي في بلاد تحترمني . في تانزانيا وكينيا وشاد ودول اخري. يخلقون بعض المشاكل ثم يستجدون بعض المال ولكن بدون احتقار واستخفاف .
عدم مقدرة المصريين لاستيعاب ان الآخرين قد يعرفون خيرا منهم متأصلة في ادمغة اغلب المصريين . وهذا احد اسباب تخلف المصريين و فعندما تقتنع ان كل حاجة ,,الاصطا ,,. فلن تتطور .
عندما فازت السعودية في الكرة علي مصر ومسحت بها الارض قبل عقد من الزمان انزعج المصريون اكثر من صدمة هزيمة الجيش المصري في سيناء . وكانوا يقولون ازاي دول انحنا علمناهم ومدناهم . علمناهم حتي الكلام . اذكر ان الاخ الصحفي ابراهيم موسي الخير طيب الله ثراه ، يقول لاحد المصريين في كوبنهاجن . العالم بيتغير . وبعدين كيف علمتوهم الكلام ؟ اللغة العربية دي مش جاتكم من الجزيرة العربية ؟ الدين الاسلامي مش جاكم من الحجاز ؟
عندما عين بابكر بدري في سنة 1919 مفتشا للغة العربية في وزارة المعارف كاول سوداني بعد ان كانت حصرا علي المصريين وبعض الشوام .
اقتباس
زرت عبد المجيد بك فابدي استهزاءه بتعييني مفتشا ولكن عزوته لمرضه فلم ازده علي قولي ان لم انجح فيها فسأربح حفظها لاحد اولادي الوطنيين وحجرها علي الاجانب فقال لي مصطفي السيد الذي وجدته معة ستندم علي مجيئك للخرطوم وفقدانك رفاعة قلت لا انا لا اكون اقل من المصريين والانجليز واليونان وغيرهم من الاجانب الذين تركوا اوطانهم البعيدة وارتكبوا مشاق السفر برا وبحرا اتري حضرتك ان المنفعة الشخصية فوق المنفعة الوطنية انا والله لا اري ذلك فسكت وودعتهما وانصرفت .
ويواصل بابكر بدري تحت باب المعلمون المصريون يسخرون مني .... كان رئيس المفتشين المستر هيس فاول جدول عمله لي تفتيش مدرستي الخرطوم وامدرمان ثم شطب مدرسة الخرطوم واظن ان مصطفي السيد ناظرها وقتئذ عارض في تفتيشي ولما ذهبت لمدرسة امدرمان قوبلت ببرود من المعلمين المصريين ومرسي افندي فهمي الناظر ولما دخلت فصل ثالثة ابتدائي وجدت به الشيخ احمد حزين الذي حييته فلم يرد علي ثم انه جلس علي الكرسي الموجود بالفصل وتركني واقفا ولما لم يثر عمله غضبي ولم اعره اهمية لانني اعتبرت عمله مقدمة لمشاغبة معي ويبني عليها عدم كفاءتي لوظيفتي فقرب مني وقال ,, تفتش ايه وانت عارف حاجة ,, قلت له وانا باسم ,, وجه هذا السؤال للمصلحة التي تعرفني اكثر منك ,,ولم يعن بامري فقلت لاحد التلاميذ ناولني كراسك في العربي كان التلميذ ابن صديق لي ففتح الدرج واعطاني الكراس وفي الوقت نفسه دخل الناظر فقمت له اجلالا لانه علمني الكسور المركبة في سنة 1903 . فعبس لي وظللت واقفا افتش في كراسة الاملاء فغلطها في صحيفة واحدة خمس غلطات املائية فقال لي مرسي افندي هذا الغلط صحيح قلت نعم يا مولاي فضحك وأومأ للشيخ حزين الذي جاءني مغضبا ومسح الخط الذي وضعته تحت الكلمان باستيكة كانت بيده وجذب الكراسة مني بعنف فلم اكلمه ولم اضمن التقرير اي شئ من سوء معاملتهم لي ولكن ذكرت تغليطة وتغليطي وطلبت تعيين محكمين بيننا فكتبت المصلحة بذلك ووجد هو الغلطان فحكيت للمستر هس شفويا ماحصل من الاستاذ حزين فطلبه وسأله ايكما الغلطان فاعترف ولكنه ظهر بجبن كبير فلما خرج دعوته لمكتبي وطلبت له ليمونادة وللشيخ احمد امين مفتش العربي الاول ولباقي المحكمين ومن ذلك اليوم بدأ المصريون يعترفون ولاكنهم لا يرضون بتفتيشي الا بعد سنتين . ظهرت لهم فيها معلوماتي ومعاملتي .
ارجو ملاحظة ان بابكر بدري الشاعر والمتمكن من اللغة العربية قد كتب بدون تقعر وبساطة ولغة اقرب الي العامية . وواصل البروفسر يوسف بدري الطريق وكتب مذكراته قدر جيل كما اوصانا . ,, اكتبو ببساطة ذي ما بتتكلمو ,, .
يواصل يابكر بدري ... كان محمد افندي حلمي صديقنا انا ويوسف اخي دعاني اتغدي معه فلما حضر الاكل قال لي انتهز هذه الفرصة بانفرادنا واسألك لماذا يكره السودانيون المصريين
... قلت كل محكوم يكره حاكمه الستم تكرهون الانجليز في بلدكم ولكني انا الذي اسألك لماذا يكره المصري السودانية قال لي لا يكرهونهم ولكنهم يحتقرونهم فقط فقلت وهل هنالك مسوغ لهذا الاحتقار؟ قال لماذا ؟ قلت لا يجوز للمحتقر ان يحتقر قال لي المصري محتقر ؟ قلت رأيت احمد باشا المتيني وهو لواء رافع تعظيما لبكباشي انجليزي في المحطة العمومية . فامسك عن الاكل فقال لي كل فقلت وانت قال لا نفس لي وقلت وانا ايضا فرفع الطعام وبعد شرابنا للقهوة خرج مودعا لي فقال لي انا كما تعلم لي اصدقاء كثير في السودان وارجوك ان تكتم عني هذه المحادثة وخصوصا ,,يحتقرونهم ,, قلت لك علي لا اذكر اسمك ما دمت في السودان ويجب ان احكيها لكل من يفهم قيمتها .
ملحوظة اللواء احمد باشا هو الرجل الجبان الذي ورط السودانيين ووعدهم انهم اذا تحركوا في 1924 فانه سيدك مواقع الجيس البريطاني لان عنده المدفعية الثقيلة . وكما اورد المصري الشريف حسين صبري ذو الفقار في كتابه سيادة السودان بينما كان السودانيون يخوضون المركة ضد الانجليز كان الجنود المصريون يشترون الاناتيك ويحزمون اسلحتهم التي كان من المفروض ان يخوضوا بها المعركة بجانب السودانيين ...... انا احفظ كلمات حسين صبري الذي كان قائد جناح وله عدة كتب منها استقلال السودان . .... ويواصل فلو دخل الجيش المصري بجانب السودانيين في المعركة بغض النظر عن النتيجة لالتحم الشعبان برباط قوي ... ولكن الخيانة المصرية ........ يمكن كذلك الرجوع لكتاب المؤرخ السوداني الاستاذ محمد عبد الرحيم عن 1924 . فيه وصف كامل للمعركة وخيانة المصريين .
يواصل بابكر بدري
برجوعي من كردفان اجتمعت صدفة في القطار بحسين بك سري ,, صار رئيسا للوزراء ... شوقي ,, ومعه حبيب بك بغرفتهما فدخل اولا حبيب بك فحياني وجلس ثم جاء حسين بك سري فقال لي من غير تحية يا استاذ هذه الدرجة الاولي قلت اعرفها فسكت فلما جاء الكمساري اعطيته تذكرتي فرآها حسين بك قال حضرتك قاضي اي مديرية قلت انا مفتش بالمعارف فسكت قليلا ثم قال لي انا فلان وهذا فلان أبنا من البحيرات الاستوائية في مامورة هندسية فقلت اهلا وسهلا والدك مشهور عالمي وقد رأيته في المحطة العمومية في الخرطوم وكنت لسماعي اتصوره شخصا بدينا فاذا هو معتدل يميل للنحافة علامة النشاط البدني والتوقد الذهني ثم قال اريد شيئا احمله لمصر لا سيما من رجل مثلك . قلت لا مانع عندي قال لي الوفد سافر لانجلترة لاي سبب فلم ارد عليه فكرر لي العبارة بنفسها مرتين فقلت له انت شريك في السودان بحكم علمك الخافق عليه والوفد مر بمصر فلم لم تسأل شريكك الذي ارسله هذا السؤال الذي سألته بعد اربعة سنوات ؟,, المقصود الوفد السوداني الذي ذهب في 1919 لتهنئة بريطانيا بالنصر في الحرب العالمية الاولي . وضم الوفد الميرغني والسيد عبد الرحمن والهندي واعيان السودان , وكان سفر الولاء الذي اعلن فيه هؤلاء وآخرون ولاءهم لبريطانيا ومطالبتها بالانفراد بحكم السودان . ... شوقي ,,
ضحك صاحبه وانتبه لي بعد هنية وقال لي حسين بك لماذا تحبون الانجليز اكثر من المصريين وهم احق بمحبتكم قومية ولغة ودينا قلت هل تسألني عن نفسي ومن في سني ام من الشبيبة المتعلمة قال اسالك عن الجميع قلت اما كبارنا فهم يعرفون للمصريين في حكومتهم التي استقلو فيها بثورة عامة ودعوة رجل واحد مهما تعتقدون نوعها وسببها ما يفيد جوابك عن سؤالك هذا اما الشبيبة فهم يعتبرون الانجليز بحكم مباشرتهم للادارة هم السبب فيما وصلوا اليه من حضارة وحرية ,, وان كانت حرية جزئية ,, ويرون كل علامات الحضارة من مؤسسات غير الحكومية من مدارس وشركات ومستشفيات هي انجليزية ولا يرون اثرا بينها للمصريين الا جامع الخرطوم الذي لم يزل ناقصا في كمالياته وبعض اركانه فلذا يقدمونهم عليكم قال كيف تحبونهم لهذه الاشياء التافهة وهم يعلمون انا لو اردنتا عمل مثل هذه المؤسسات يمنعوننا من عملها قلت ان النيل الي فرس وادنداد لك فيه التصرف الكامل فلو ارسلتم اسبتالية كاملة باثاثها ورجالها او مدرسة كاملة بادواتهاومعلميها الي حدودكم السياسية وهم ارجعوا كليهما لعذرناكم ولكنكم لم تفعلوا فقال له حبيب بك اسأله اسأله فسكت قليلا وقال لي حسين بك انا اعرف ان المآمير الذين باشروا الحكم في اول دخول هذه الحكومة هم الذين اساءوا سمعة المصريين عند الشعب السوداني وانهم يعملون ما يسوئكم تحت ضغط الانجليز ليصلوا الي هذه النتيجة قلت نحن اعلم منك بذلك ولكنا اذا وافقت عزتكم علي الكراهية المزعومة عندكم فسببها ,, ان كانت ,, نعزوه للوزارات المصرية وللمؤثرين من الشعب المصري فالتفت نحوي حبيب بك مع صاحبه وقالا بصوت واحد كيف ذلك ؟ قلت اما الوزارة فعندما قال الانجليز نريد ان نعمل في السودان ريا كنا ننتظر من كل وزارة مصرية تعلم جهل اخوانهم في السودان بالسياسة ادارة واقتصادا ان تقول للانجليز باموال من وتحت اشراف من وبأي فائدة في المئة شفقة علي اخوانهم القاصرين ولكنهم قالوا ري السودان يضر في ,,الوقت الحاضر ,, بري مصر فهل هذا يدل دلالة حقيقية علي ما يدعيه المصري من الاخ الاكبر لاخيه اليتيم فسكتا قليلا ثم قال حسين بك هل غير هذه حادث مثلها قلت نعم واكبر منها وقال وما هي ؟ بعناية وشوق لسماعها قلت انهم في ستة 1911 عندما تعدي الطليلت علي افريقيا ارسلتم للمغاربة مئات الالوف من الجنيهات اعانة وفي سنة 1912 حصلت حرب البللقان ارسلتم مئات الالوف وجندكم اعانة وللاشتراك وفي سنة 1913 بدأت المجاعة في السودان وبلغت اشدها في 1914 حتي بدأ الموت جوعا من الفقراء واستمرت المجاعة الي ان جلب الانجليز الغلال من الهند والدقيق من استراليا فانفرجت الازمة ولم يصلنا من مصر اعانة حكومية او شعبية ,, في ايام ازمة السويس ارسل دينكا نقوك من ابيي 500 ثور من احسن قطعانهم لمصر . ولم يقف السودانيون مكتوفي الايدي . ونحن من زغب الحواصل ذهبنا الي السفارة المصرية يارجلنا ورجعنا مشيا يقتلنا العطش والتعب وكنا سعداء ... شوقي ,, فقال حسين بك لم نسمع بهذه المجاعة فقلت عجبا ... الاخ الصغير يموت جوعا ولم يسمع به اخوه الكبير فخرج حبيب بك وهو يمسح دموعه بمنديله . يمكن ملاحظة ما ورد في هذا الجزء اولا ,,,اعتراف سري بك والذي صار سري باشا ورئيس وزراء مصر بان الموظفين المصريين يقومون بما يسئ للشعب السوداني السوداني وان الحدود السياسية هي فرس وادنداد. ولقد احتل المصريون حلايب وسفكوا دم الجنود السودانيين بدون اعلان حرب فيما يتعارض مع القوانين الدولية . وركعوا لامريكا واسرائيل لاستعادة سيناء بسيادة غير مكتملة . واليابانيون سلموا اعلان الحرب لامريكا في وم السبت في نهاية اليوم وكانوا يعلمون ان موظفي الخارجية لن يفتحوا الوثيقة قبل يوم الاثنين . وقاموا بتحطيم بيرل هاربور. وتفادوا جريمة الحرب .
يقول بابكر بدري
بوصولي الخرطوم قصدت مكتب فريد بك عطية لاسلم عليه فوجدته يكتب فلما رآني مد لي يده اليسري . للسلام فمددت له رجلي بنعلها فلما امسكها وهو مطأطئ احس بخشونة النعل فرفع راسه وفي الحال وضع قلمه ودخل علي المدير شاكيا فلما سألني المدير وفريد بجانبي اخبرته بأني صعدت له من مكتبي الارضي المنزوي في آخر جناح الكلية الشرقي في غرفة واحدة ونحن اربعة مفتشين وطنيين صعدت له في مكتبه الرفيع الواسع المنفرد فيه فما رضي الا ان يمد لي يده اليسري تمجيدا لنفسه واذدراء لي فرجلي بنعلها في هذه الحالة اشرف من شماله . فرفع المدير راسه لفريد خاطبه بالانجليزية ثم التفت الي وقال ... تفضل . نتيجة لهذه المحادثة او لسبب لا ادريه نقل الشيخ عمر اسحق لمكتب فريد بك حيث وضعت له تربيزة مقابلة لتربيزة فريد بك فسررت لهذه المحازاة السريعة ووضع وطني معة .
نحن لا يمكن ان نكره الشعب المصري لانه لا يصح لاي انسان بذرة من العقل ان يكره او يحتقر شعبا . ولكننا نهدي لمصر عيوبها . سنقابل المصريين بالاحضان وسنقتسم معهم اللقمة . ولكن لن نتركهم ابدا يدوسون علينا او يبلطجون علينا .
سيقول البعض ان بابكر بدري كان يكره ويحقد علي المصريين، لانهم ذهبوب لمصر مع ود النجومي وكانوا يتوقعون ان المصريين سيحاربون بجانبهم . وتلك كانت الخيانة الاولي . ولكن حدث العكس .ومات بعض الاسرة بالجوع والقنابل. ووقع بابكر وامه وكل اهله رجالا ونساء اسري في مصر . وذاقوا الويل ولكن لم يحقد بابكر بدري او انا علي المصريين . والذي كتب المقدمة لذكريات بابكر بدري هو صديقه الاديب المصري الدكتور محمد فريد ابو حديد .
التحية
ع . س . شوقي بدري
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.