هذه سانحة أطالب فيها مجلس الأمن بإصدار قرار فورى يحظر الطيران حتى يكن هنالك حوار .. وأن تتبنى الأحزاب المعارضه وحركات المقاومة ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى هذه الدعوة المخلصة. رغم عدم قناعتى (بالتحاور) مع نظام منهجه وفكره يرفض الحوار ولا يعترف بالديمقراطيه والتبادل السلمى للسلطة، فهو يعترف فقط (بالجهاد) وضد من ؟ ضد شعبه لا ضد عدو خارجى أو محتل أجنبى. والحوار عنده يعنى إضاعة المزيد من الوقت وكسب الزمن ومحاولة لإضعاف الطرف الآخر وارباكه وشق صفوفه. لكنننا نقول دون – إقتناع – الكذاب أوصله حتى باب بيته ولا بأس من ذلك (الحوار) حتى لو كان شكليا، طالما أنه لا يؤدى الى (إستسلام) .. وطالما أنه يكشف ويعرى حقيقة (النظام) للبسطاء والسذج .. وطالما (يمكن) أن يقلل ولو بالقدر القليل من معاناة الشعب السودانى خاصة فى المناطق التى يستهدفها النظام أكثر من غيرها ويعمل على تجريفها من أهلها وإبادتهم بشتى الوسائل والطرق ومن ضمنها رفضه لوصول الإغاثة والأدوية بمبرررات واهية. ومن ثم نقول .. (للمواهيم) بأن الحوار الجاد الذى يؤدى الى (تفكيك) مؤسسات النظام والتقليل من غطرسته لن يكون مثل – حوار الوثبة - أو الذى يقوده المدعو (أمبيكى)، وهو أما مشترى من قبل النظام أو هو لا يعرف منهج وفكر تنظيم (الإخوان المسلمين) وفى الحالتين الشعب السودانى هو الضائع. وعلى النظام الأرعن المتغطرس أن يعلم بأنه لن يستطيع الإنتصار فى كآفة المناطق التى يقاتل أهلها لأن من له قضية قد يخسر معركة أو معركتين لكنه لن ينهزم، خاصة فى مناطق الصمود والصلابه مثل (جبال النوبه) لأن أهلها وعلى مدى التاريخ كانوا أفضل أجناد الأرض وافضل مقاتلى السودان وهم احفاد السودانيين الذين اجبروا العرب (المسلمين) على توقيع إتفاقية سلام مهما كانت فيها شروط غير مقنعة - بحسابات اليوم – وقبل أرض السودان ما عرفوا غير الفتح والإستسلام وفرض الشروط على البلدان المنهزمه وأن يلبى أهلها وقادتها على شروطهم تلك طائعبن وصاغرين لكنهم حينما واجهوا هذه السلاله السودانيه قالوا مايلى : (حدثنا ابراهيم بن جعفر عن عمرابن الحارث عن أبى قبيل حيى بن هاني المعافرى، عن شيخ من حمير قال: "شهدت النوبة مرتين في ولاية عمر بن الخطاب، فلم أر قومًا أحد في حرب منهم). واضاف: "لقد رأيت أحدهم يقول للمسلم: أين تحب أن أضع سهمي منك؟ فربما عبث الفتى منا فقال: في مكان كذا، فلا يخطئه، كانوا يكثرون الرمى بالنبل فما يكاد يرى من نبلهم في الأرض شيء. فخرجوا إلينا ذات يوم فصافونا ونحن نريد أن نجعلها حملة واحدة بالسيوف، فما قدرنا على معالجتهم. رمونا حتى ذهبت الأعين فعدت مئة وخمسون عينًا مفقوءة. فقلنا: ما لهؤلاء خير من الصلح، إن سلبهم لقليل وإن نكابتهم لشديدة" . أولئك الأعراب كان ايمانهم اقوى من أئمان (عمر البشير) وجماعته وما عرفوا (التمكين) والفساد والكذب والقصور الشاهقة والسيارات ذات الدفع (الرباعى)، رغم كل ذلك لم يستطيعوا (الإنتصار) الحاسم على (النوبة) السودانيين رماة الحدق. المعارك الأخيره كشفت تماما الفرق بين الجندى الذى يخوض معركة من أجل قضيه عادلة، مقارنة بمن يقود معركة فقط لكى يحصل على راتب آخر الشهر أو هو (مغرر) به بإسم (الجهاد) الزائف أو أنه (مرتزقة) يعمل ضمن مليشيات لأنه لا يجيد خلاف ذلك العمل الذى يوفر له مالا. الذى يؤسف له أن الضحايا فى قوات النظام العدوانى تكتشف أن اغلبهم ينتمون لذات المناطق التى يستهدفها النظام بطائراته وآلياته ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ فيها. هذا النظام لن يرعوى ولن يقبل بحوار حقيقى وبحلول ناجعة للأزمه السودانيه كلها دفعة واحدة والتى لن تتحقق الا بتفكيك مؤسساته وبإستصدار قانون يجرم (التمكين) والواسطة والمحسوبيه والتمييز العنصرى والجهوى و(الإقتصادى) .. أنظر لمن يعملون فى التجارة اليوم إذا كانت منظمة أو تجارة (شنطة) أنهم سدنة النظام وأتباعه حتى لو كان ذلك بالشكل والمظهر ، أما بقية اهل السودان وشبابه خاصة، فغاية أمانيهم (الهجرة) والإغتراب حتى لو يركبوا البحر ويعبروا المحيطات ويواجهوا المخاطر. هذا النظام لن يستجيب الا إذا اضعفت (قوته) لأنه لا يفهم غير منطق القوه ولهذا السب يخشى كل قوى من دول العالم الأول والثانى بل وحتى الثالث. تخيل لو سرب أوراق الإمتحانات سودانى ينتمى الى أى جهة يعاديها النظام أو ألى أى حزب غير (إسلاموى) هل يطلق سراحهم بتلك السرعة التى تابعناها؟ لذلك ولكى تتعادل الكفتان (كفة) النظام مع (كفة) من يواجهونه بالسلاح (مضطرين) ولكى يتاسس حوار (خارج) السودان متكافئ، لابد من فرض (حظر) طيران عسكرى على كآفة الآراضى السودانيه وعلى وجه السرعة. وهذا القرار لا يمكن أن يصدر الا من مجلس الأمن وأن يستبعد (أمبيكى) لأنه وسيط غير نزيه وغير محائد. وللقوى السياسيه المعارضه، أحزاب وحركات ومنظمات المجتمع المدنى خاصة التى تعمل فى الخارج دور مهم، فى إستصدار مثل هذا القرار، فالحديث الذى يردد فى غير أمانه بأن (المعارضة) عجزت عن إسقاط النظام، وللأسف يردده أحيانا ساسة كبار وقادة أحزاب وهم يعلمون بان عدم توازن الكفة وصمت العالم عن إرهاب وجرائم النظام وإبادته لشعبه كما حدث فى مظاهرات سبتمبر 2013 خلال ساعات هو الذى جعل النظام باق حتى اليوم ومنذ 30 يونيو 1989. لابد من حظر الطيران العسكرى والتحليق فوق الأراضى السودانيه كلها حتى يتوقف قتل الأطفال والنساء والشيوخ. تغريد خارج السرب .. امنعوا وأرفضوا بيع مبانى (جامعة الخرطوم) فإنها اثر تاريخى وحضارى وإنسانى ووطنى. تاج السر حسين – [email protected]