عندما كتبت عن ام حمد لم افعل ذلك ابتقاء مرضاة احد او حزب اوجهة بعينها ولم أكتب ارجو تقريظ من الناس لكن ده كله عشان جمايل فاطمة ووفائها وهما اللّذان دفعاني ان افعل ذلك..ففاطمة لم ولن تطلب من احد ابدا ان يتحدث عنها فهي قد تركت إرثا ضخمامن العمل النضالي مايجعلنا نتصور انها بذلك تريد ان تقول لنا هاؤم اقرأوا كتابيا وليس في الامر ففي هذه السيدة صفات اهل الخير من يعطون ولايمنون، للسائل والمحروم.. نشأت فاطمة (التجريد من الألقاب لزوم التوثيق) مابين الخرطوم وامدرمان وتربت في بيت في بيت علم ديني ودنيوي فقد تخريج ابوها كلية غوردون وجدها فقد كان المسجد وكان يقوم ايضا بتحفيظ القران وام تعلمت في مدرسة الخرطوم شرق الاولية وكانت هي وأختها الفتاتين الوحيدتين وسط الصبية في تلك المدرسة حيث لم تكن توجد مدرسة لتعليم البنات الا في رفاعة وفِي بيت رائد تعليم المرأة في السودان الشيخ بابكر بدري..عاشت فاطمة في هذا الجو العلمي والتنويري وأخذت الجدية والصرامة وحب العلم بل وحب الوطن وقد بدأت حياتها متنقلة بين العديد من المدن السودانية بحكم عمل والدها الي وصلت للمرحلة الثانوية لتعود الي امدرمان الي لدراسة المرحلة الثانوية ومن هناك بدأت شخصيتها السياسية وتمردها على الواقع الذي كانت تعيش فيه تتبلور وكان كل ذلك تحت ظل ظروف استعمارية متشددة، كما وأنها بدأت تحس بحاجة مجتمعها الملح الي الوعي والتنوير وذلك من خلال الحث على تعليم الفتيات وبالعلم يرقى الانسان وتاخذ الخرافة والعادات بتلابيب المجتمع وتسود الخرافة والدجل باطنابه في المجتمع..وهنا فكرت في عمل جمعية لنهضة المرأة الي ان توجت مجهوداتها الي تأسيس اول اتحاد نسائي رائد في المنطقة كما وان كانت ناشطة في في مجال الصحافة فقد وقفت خلف صدور اول مجلة نسائية متخصصة (صوت المرأة) تفوقت ام احمد في دراستها الثانوية وكان من الممكن ان تلتحق بجامعة الخرطوم (غردون سابقا) ولكن كان اعتراض والدها وقف في طريقها لتختار مهنة التدريس وهي المهنة التي كان يمارسها معظم بنات جيلها.. كان لأستاذة فاطمة دورا مهم لا تخطإه العين في عملية تنويرالمرأة في السودان وقد شاركت بقلمها وصوتها في محاربة العادات الضارة واعتقد انها وصاحباتها وهن كثر شكلنا البذرة للمرأة المصلحة اجتماعيا..هذا جيل وضع أساس متين قامت عليه نهضة ثقافية وفكرية قوية انه جيل الرائدات.. التحية لام احمد رائدة العمل النسوي عثمان يوسف خليل المملكة المتحدة [email protected]