(ليس فقط الحكومة) ماذا وراء تعيين بكري لمجلس الوزراء ولماذا؟ اليوم اطلعت على عدة مقالات ومنشورات كلها تقريبا تحمل مضمون احدى مانشيتات صحيفة الراكوبة الإلكترونية وهو: البشير يطلق رصاصة الرحمة على الحوار الوطني "الوثبة". وذلك إشارة إلى تعيين نائبه بكرى رئيسا للوزراء. لا توجد رصاصة ولا يحزنون!. كل ما حدث أن ما جرى من تعيين لبكري وما سيحدث في غضون الساعات او الايام المقبلة من اعلان لبقية أسماء القيادات التنفيذية الجديدة لم يتمخض عن حوار (الحوار كان ضروري بس في النص حدثت متغيرات من أهمها على التوالي فوز ترامب والحرب في اليمن ودخول روسيا إلى سوريا) إذ ان التغيير المحتمل في تركيبة السلطة وعمقه تحدده في حسباني أربع عوامل/جهات ليس من ضمنها الأحزاب والكيانات المتحاورة وهذه العوامل/الجهات الاربعة هي: 1. الإمارات والسعودية (الموازنات الاقليمية الجديدة) والحرب = الدولة هذه الأيام معتمدة بشكل شبه كلي على الهبات والمنح والاستثمارات الاماراتية والسعودية في ظل انهيار كبير للاقتصاد السوداني وهي أول مرة في التاريخ ان يكون للسعودية والامارات دور حاسم في إعادة تشكيل النظام السوداني. 2. ترامب (الموازنات العالمية الجديدة) والإرهاب والهجرة = الأمل في تخفيف الإجراءات والحظر والعقوبات والمحاكم الدولية 3. المؤسسة العسكرية والامن = ديمومة السلطة وضمان عدم إختلال التوازنات الداخلية 4. القوة الشبابية الصاعدة وحركة المعارضة غير المشاركة بالحوار السلمية والمسلحة (أداة ضغط شديدة الوقع على النظام وعندنا هبة سبتمبر 2013 والعصيان كمثال كما أن العمل المسلح إنهك النظام اقتصاديا وما يزال وهو سبب الحظر والمحاكم الدولية ) = هناك خطة لاستيعاب واحتواء هؤلاء الفاعلين المزعجين عبر تهيئة الأجواء وسواعد العالم المشكل والمستفيد من التركيبة الجديدة. ودون ذلك لا شيء!.. هذا امر تقول به قرائن الاحوال وما جرى وما تشيء به القراءات.. جميع القوة المشاركة في الحوار لا وزن لها كي تنال المنصب الارفع وهو رئاسة الوزراء وبالتالي يكون بكري (العسكري) هو الخيار الأسلم للموازنات الجديدة الداخلية والأقليمية والعالمية مع أخذ مساحة ابتعاد جديدة عن فلول حركات الإخوان المسلمين (هذا حتمي وقسري) لأن تيارات الإخوان أصبحت مكروهة حتى من الذين كانو يرعونها في السابق (الخليج) فهي معطلة للبيزنس و لا فائدة استراتيجية منها لا شعبية ولا إقليمية (مصر عهد السيسي مثال) ولا عالمية (هناك مقترح أمريكي لضمها إلى قائمة الجماعات الارهابية) كما أن النظام لا يحتاجها حتى في الحماية فهو بالاضافة للجيش يستأجر مليشيات قبلية.. إذن ليه الإزعاج! . تلك محاولة سريعة مني لقراءة ما جرى وما سياتي دون أن أقول بعد برؤيتي القيمية الكلية ولو أنني مبدئيا أراها خطوة جيدة أجبرت النظام عوامل داخلية وإقليمية وعالمية على إجرائها. محمد جمال الدين [email protected]