صارت أزمة المواصلات في الخرطوم ، وتحويل المواقف من وقت لاخت ،كمسلسل مكسيكي يمكن أن تشاهده أول حلقة وحتى اخر وأحدة منه ، ولا تفهم فحوى الموضوع وما ذا يريد كاتب السيناريو ان يقول للمشاهد،فقط تتحصل في نهاية الامر انك استنزفت وقتا ثمينا و مشاعر شلالية في التفاعل مع فسيفساء درامية خارج اطار مفاهمك وقناعاتك الإجتماعية و الثقافية ولا تقدم لك اية حلول لما انت فيه على نحو جازم،فالبحث عن الحلول لاي مشكلة كما تعلمون مشقة كبيرة وجهد مضن خاصة اذا كانت لمسالة عامة تخص الملايين كالمواصلات ،لقد حملت صفحات الصحف ووسائل الاعلام المختلفة تصريحا لاحد المسئولين بولاية الخرطوم بمناسبة تحول موقف المواصلات من" كركر" الي "شروني " افاد فيها ان مشكلة النقل في الولاية ستحل بادخل (4) الف بص للنقل العام ،يتخيلوا معي القراء الاعزاء ان هذه الخطة الضخمة نفذت وأن ستة عشر الف إطار تدك طرقات الخرطوم في جوانبها دكا دكا ،طرق ضيقة وغير ممهمدة متآكلة جنباتها ترصعها الحفر وكأنها ديكور هندسي يتطلب مهارة فائقة لتفاديها ،فهذا الكم الهائل في المركبات ليس حلا جذريا لمشكلة المواصلات في الخرطوم ،ومن الخطأ بمكان الاعتقاد بان الحل يكمن في الكم ،لا يا عزيزي المسئول المواصلات في الخرطوم بنسبة معظمة جدا تتجسد في اعادة و احياء خطوط الترام القديمة و فتح خطوط جديدة تربط اطراف العاصمة بعضها بعضا بكل يسر و سلاسة ،فكل العواصم الاروبية و العالمية يوجد بها ترام فضلا عن قطار الإنفاق "المترو "، فاذا قارنا الاربعة الف بص المقترحة كحل سحري لمشكلة المواصلات في الخرطوم مع خطوط الترام نجد ان البصات سوف تنقل 200 الف راكب يوميا بواقع 50 راكب في كل بص افتراضا ،بينما ينقل الترام 2مليون راكب يوميا بواقع 20 خط وفي كل خط 500 عربة ترام تقل 200 راكب المحصلة 2 مليون راكب ،اذن من الواضح ان المشكلة تحتاج لتفكير نوعي بعيد المدي لوضع الحال النهائي لاكثر المشاكل المؤرقة للموطن بشكل يومي ولها تأثيرها الفعل في معادلة دولاب العمل ووالاقتصاد وحركة المرور بشكل عام ،فالزحام الناتج عن الربكة و والعشوائية في معالجة هذا الموضوع تهدر زمن الطلاب و الموظفين في العديد من القطاعات المختلفة فضلا عن التلوث السمعي والبيئي للعدد الكبير من السيارات المحتشدة في شارع ضيق مما يتسبب في حوادث كان بالامكان تفاديها بالتخطيط السليم القائم على الدراسات العلمية التي تنظر في المستقبل وتغلب المصلحة العامة فوق اي اعتبارات اخري. فكل هذه المعطيات تؤكد لنا بجلاء بان هذه المشكلة في الخرطوم لا يمكن حلها بجلب المزيد من البصات ،وكفي تجربة ما تسمي (بصات الوالي) ،الحل في الترام وتوسيع الطرق وليس اربعة الف بص ! [email protected]