نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    الرئيس التركي يستقبل رئيس مجلس السيادة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    عملية منظار لكردمان وإصابة لجبريل    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    «غوغل» توقف تطبيق بودكاستس 23 يونيو    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نعمات مالك : مايحدث الآن لا يمكن أن نسميه انقطاع، وهبة سبتمبر إحدى أوجه هذا الرفض..
نشر في الراكوبة يوم 08 - 04 - 2015

عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي والمكتب السياسي الأستاذة نعمات مالك على شرف انتفاضة ابريل:
* الأحزاب لم تكن غائبة بل كانت ضعيفة.. وهذه أخطاء أرتكبتها الأحزاب والنقابات..
* الإنتفاضة أُجهضت.. لتتم سرقتها بعد ذلك.. وهؤلاء سرقوا الإنتفاضة..
* النضال مستمر.. والمراهنة على الشعب السوداني قائمة..
* موضوع الدين والدولة لو ما حسم ستظل البلاد في مشكلة كبيرة جدًا..
* مايحدث الآن لا يمكن أن نسميه انقطاع، وهبة سبتمبر إحدى أوجه هذا الرفض..
حوار: ماجد القوني – نضال عثمان
من أوائل اللذين احتضنتهم سجون النظام المايوي، وجودها في الحزب الشيوعي السوداني، ونقابة المهن الصحية، والإتحاد النسائي السوداني، جعلها تحت أضواء جهاز أمن الدولة في ذلك الوقت.. شاركت وأخريات في تشكيل ما حدث..
الأستاذة نعمات أحمد مالك من مواليد 1939م.. وحينما كانت التحضيرات تجري لإنطلاقة ثورة أكتوبر إنضمت للحزب في العام1964م.. هي الآن عضوة باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، وعضوة بالمكتب السياسي ومسؤولة مكتب العمل النسوي. والدتها فاطمة بابكر بدري، درست في الكُتاب ومدارس حكومية والراهبات، درست الوسطى والثانوي في الأحفاد، وكانت ضمن أخريات أول دفعة في مدرسة رائد تعليم البنات بابكر بدري، اختارت دراسة التمريض بسبب وفاة أختها الكبرى نتيجة لخطأ تمريض، تعرضت للفصل بسبب نشاطها السياسي عدة مرات من القطاعين العام والخاص.. تعرضت في فترة النميري ل(13) اعتقالاً، وسجنت (4) مرات.. تثق في الشعب السوداني وقدرته على التغيير، وتؤمن بأن الوطن سيكون بخير بشبابه المتوثب الناضج.. وأن المرأة السودانية لن تعود مرة أخرى لعصر الحريم..
* ماذا حدث في العام 1985م..؟
- من المهم جداً الحديث عن انتفاضة مارس ابريل للشعب السوداني وخاصة الأجيال التي تم تغييبها في ظل الإنقاذ والمؤتمر الوطني.. عقب انقلاب 30 يونيو، حيث تم تغييب الناس تمامًا عما حدث في مارس أبريل، وكأنما أرادت الإنقاذ أن يبدأ التاريخ في 30 يونيو 1989م، لذلك من المهم جداً الحديث عنها.. وكل سنة والشعب السوداني بخير.. "وأبريل بجي بالتأكيد". .
* كيف يمكن وصف الجو العام في ذلك الوقت..؟
- الجو العام كان معبئاً خاصًة بعد قوانين سبتمبر ( التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير) . واستطاعت النقابات بنضالها المستمر والمستميت أن تسترد قانونيتها وشرعيتها والتي تتيح لها الفرصة لعمل نقابات حقيقية تستند الي جماهير الوزارة أو المؤسسة أوالإتحادات الطلابية. الأحزاب السياسية كانت مواكبة وكانت النقابات تضم جزء من الأحزاب السياسية والمستقلين، ويجب القول أن النقابات والإتحادات الطلابية لعبت دورًا مهمًا ،أهمها اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وبعض الإتحادات الأخرى كإتحاد جامعة امدرمان الأهلية أما اتحاد جامعة امدرمان الإسلامية جاء متأخرًا لكنه أيضًا شارك، الطلاب كانوا وقود الإنتفاضة. الظروف الاقتصادية مهدت لخروج الانتفاضة، ومن الشعب لأنه يحس بالألم والجوع والفقر أكثر من الفئات الأخرى لأنه (ممغوس). لذلك بدأت الإضرابات والإحتجاجات الشعبية في منطقة السوق العربي وعندها اطلق على هذه الحركة الإحتجاجية (الشماسة ) وهذا المسمى ظهر في تلك الفترة، وبدأ القاء القبض عليهم ولم تكن الجهات الأمنية حينها على دراية أن هناك تنسيق سري بين الحركات الإحتجاجية والنقابات والإتحادات الطلابية والأحزاب السياسية .
* سلاح الإضراب السياسي العام والعصيان المدني، معاول هدمت أنظمة دكتاتورية.. هل يمكن استخدام ذات الوسائل لإحداث تغيير ما؟
- سلاح الإضراب يمكن استخدامه، والنقابات يمكن أن تُسترد، والنضال مستمر والمراهنة على الشعب السوداني قائمة.. لو عدنا لأكتوبر الناس ابتدعو الإضراب السياسي والقضاة كانو مشاركين فيه ومنهم - رحمه الله - عبد المجيد إمام كان قائداً للموكب وتقدم للضابط الذي كان ينوي اطلاق الرصاص قائلاً "أنا قاضي وآمرك أن لاتطلق الرصاص" . و في أكتوبر أُجبر الجيش للإنحياز للشعب. في مارس أبريل، سقط النظام وبقي الشعب السوداني. والعصيان المدني له اشكاله المختلفة والمتعددة أبسطها؛الناس تقفل بيوتها عليها والحياة تقيف،ويمكن نستخدم العصيان المدني ويمكن ابتداع وخلق آليات وأساليب مختلفة وجديدة.. الشعب السوداني خلاق..
* مقاطعة.. الشعب السوداني أصبح مهموماً برزقه.. وتهزمه الإجابة على تساؤل: ماذا ستأكل إذا أضعت يومك في الثورة؟
- هو حتى لو طلع حياكل شنو أو يشربو شنو؟ مع الغلاء الحاصل حاليًا.. غير التعب والزهج.الأوضاع حاليًا فيها الكثير من المتغيرات (الغلاء النهب والسرقة كثيرة والفساد)، والإنقاذ ابتدعت أشياء جديدة والأمور توسعت وأخذت طابع التستر بالدين واستخدم ( الإسلامويين) الدين كدروع لهم. لكن بمقارنة الأوضاع سابقًا والآن،نعم يمكن استخدام الأسلحة والأدوات التي استخدمت وابتداع أخرى بديلة.
ووصل الناس لقصة الإضراب السياسي خاصة بعد استرداد النقابات لشرعيتها وعضويتها.. ووجهت النقابات والأحزاب لتحشد جماهيرها.. وتستمر الإنتفاضة الشعبية بأشكالها المختلفة (شعارات ملصقات كتابة في الحيط).. نعم يمكن إستخدام الأسلحة التي استخدمت مع ابتداع اسلحة أخرى وارد استعمالها..
* تمكن الشعب السوداني من الإطاحة بنظامين دكتاتوريين في أكتوبر 1964 ثم في مارس/ أبريل 1985، أي بعد 21 سنة.. لماذا الإنقطاع الذي يحدث الآن؟
- ما يحدث الآن لا يمكن أن نسميه انقطاع، لأن هنالك بوادر رفض تبدو هنا وهناك، وهبة سبتمبر إحدى أوجه هذا الرفض وقبلها من الأحداث في الخرطوم وفي الولايات، وهذا الرفض نجده حتى على مستوى المعسكرات في أطراف الخرطوم، نعم هم لا يحملون السلاح، لكن تحمل دواخلهم كثيراً من السخط الناتج عن احساسهم بالظلم.. لذا تقوم بعض الهبات هنا وهناك، وفي هذه الأيام احتجاجات بشأن الأراضي وانعدام الخدمات في الأحياء السكنية والغلاء. في السابق لم يكن هنالك من يتحدث عن الغلاء وتجاوزات الحكومة، الآن لا قضية يتحدث عنها الناس في الطرقات أو في المركبات العامة سوى تجاوزات النظام. لم يحدث انقطاع لكن تخبو الإحتجاجات لتعود من جديد، بأشكال متعددة جميعها تصب في اتجاه إسقاط النظام.. والشعب السوداني لديه عزة وكرامة ويرفض الظلم.. والتغيير سيأتي حتى وإن طال الوقت.
* من الذي سرق الإنتفاضة؟
- فعلاً الانتفاضة أُجهضت وسُرقت.. المجلس العسكري والإسلامويون هم من سرق الإنتفاضة، من خلال تآمرهم مع آخرين من النقابات وأحزاب سياسية، والخطأ الذي ارتكبناه كقوى إنتفاضة هو قبولنا بوجود مجلس عسكري من الأساس، لأنه ليس من المنطقي أن نثور على نظام عسكري لنأتي بعسكري آخر. سيظل العسكري هو ذاته ولن يتغيّر، الخطأ الثاني قبولنا بقرار المجلس العسكري برفع الإضراب، كان يجب أن يصّر الشعب على الإضراب السياسي والمظاهرات في الشوارع، حتى يتم تنفيذ ما جاء في الميثاق الذي تم التوقيع عليه.. ليكتمل إجهاض الانتفاضة لتتم سرقتها فيما بعد.
وأتذكر الإجتماع بدار المهندس الذي كان من المفترض أن يتم فيه تقديم مجلس الوزراء، وتم الاتفاق بأن كل من يكون في لجنة نقابة لن يدخل الوزارة، حتى لا يقول الناس أن النقابات قامت بهذه الأحداث لمصلحتها للحصول على المقاعد، وأن يتم اجتماع للتجمع الوطني الديمقراطي الذي يجمع الأحزاب والنقابات لأختيار ممثليها في الحكومة، وأتفق الجميع على أن تأتي حكومة (تكنوقراط) –كفاءات- وأستمر الاجتماع لساعات طويلة حيث كان يتم استعراض الأسماء والحضور يؤيدون أو يرفضون، وكان الاختيار يتم بصورة ديمقراطية، أثناء الاجتماع وصلتنا رسالة من المجلس العسكري، مفادها أننا إذا لم نحسم أمر الحكومة قبل الفجر، سيقوم بتشكيلها المجلس العسكري، ومن هنا بدأت سرقة الإنتفاضة، وبناءاً على الرسالة تمت (كلفتت) الموضوع، مما أدى لخروج نقابيين من الإجتماع، وهو خطأ كبير وقعت فيه النقابات، وأعتقد أن من ينادي بالتغيير يجب أن لا (يحّرد) وأن يستمر حتى يكتمل التغيير.. خروجهم مثلّ ضربة كبيرة لنا لتتم (الكلفتة) بعد ذلك.. وكل ما حدث بعد ذلك كان مؤشراً لما سيحدث من سرقة.
* الفترة الإنتقالية هل كانت كافية للخروج من تجربة الحكم المايوي؟
- الفترة الإنتقالية كانت صغيرة جداً، ولو كانت أطول قليلاً كنا استفدنا من الجذوة التي كانت مشتعلة في النقابات ، ثم أتت الانتخابات وتعلمنا منها، ليدب الخلاف بعد ذلك بين حزبي الأمة والإتحادي، وتكونت مجموعة من الحكومات، ولم نستفد من المكاسب التي جاء بها الشعب السوداني، وانتهينا بإنقلاب 30 يونيو..
* كيف استطاع السودانيون تجاوز خلافاتهم الفكرية والأيديولوجية في ذلك الوقت؟
- كان الناس يداً واحدة رغم اختلافهم السياسي.. وكانو في النهاية يصلون لنتائج موحدة ورأي موحد بعد النقاشات المطولة رغم هذا الإختلاف. اعتقد أنها كانت فرصة سعيدة وكنت محظوظة جدًا أن الظروف أتت بي في التجمع الوطني الديمقراطي،لأنك تشعر بأنك تعلمت كثيرًا من القيم ( الإنتماء للوطن ، الوطنية،الإستماع للرأي الآخر واحترامه والإقتناع به إذا كان صوابًا حتى لو اختلفت معه). وكل الأحزاب السياسية كانت رؤيتها واضحة حول قوانين سبتمبر، وأنها لا تساوي الحبر الذ كُتبت به..
- بعد أن قررالناس الإضراب السياسي وكتب الخطاب الذي سيقرأ في الموكب، بدأ النقاش لتحديد من الذي سيقرأه وأخذ هذا(وقتًا طويلاً) وذلك لتعدد الجهات واختلاف توجهاتها في اليمين وفي اليسار وفي الوسط.. ولذلك كان يجب أن تتفق كلها على الحد الأدنى لشخصية متفق عليها وأخيرًا وقع الإختيار على المحامي عمر عبد العاطي (وكنت أنا في السجن حينها لكن سردت لنا لاحقًا في تقرير تفاصيل ما حدث).
* يرى البعض أن غياب القوى السياسية، كان له علاقة بالبطش الذي مارسه النميري خاصة اليسارية منها؟
- هو ليس غياباً بل ضعفاً في المعارضة، ولم تكن بمستوى تطلعات الشعب السوداني، العمل السياسي يحتاج لوقت وجهد ومال، النميري بدأ بالفصل وتشريد العمال لكن بشكل أقل سوءًا مما يحدث الآن، وجود الناس داخل البلد في ذلك الوقت منحهم الفرصة للعمل في النقابات وتقويتها، النقابيون والشباب المفترض أن يقوموا بهذه المهمة أكثرهم خارج البلد مقاطعًا الأحزاب لم تكن غائبة، ولم تأت بعد أن تحركت النقابات، هذا الحديث غير صحيح.. طبعًا أن الدور الأكبر والأعظم كان للنقابات، لكن الإجتماعات كانت مشتركة بين الأحزاب والنقابات والشخصيات المستقلة الوطنية ..
* كيف يمكن وصف مشاركة المرأة وتفاعلها مع ما حدث..؟
- دائماً موازين النجاح والفشل نقطة الإرتكاز فيها هي المرأة، حتى الانتخابات الفوز فيها يرتبط بالمرأة، لذلك يركز المؤتمر الوطني على النساء، مشاركة المرأة السودانية في أكتوبر وانتفاضة مارس كانت كبيرة جداً وبعضوية متميزة وشجاعة.. المرأة السودانية خطت خطوات متقدمة ولا يمكن أن ترجع للوراء مهما حدث ولن ترجع لعصر الحريم.. المرأة السودانية امتلكت وعياً متقدمًا على مستوى الحقوق والمواطنة والمشاركة الفعالة على مستوى حل القضايا.. مشاركة المرأة في الإنتفاضة كانت من خلال وجودها في الأحزاب والاتحاد النسائي..
* تجربة السجن كيف يمكن وصفها..؟
- القي القبض علينا ونحن في طريقنا لإجتماع في جامعة الخرطوم.. وكنا من اوائل الذين تم اعتقالهم ( اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وأنا، نقابة المهن الصحية (منهم عبد الله موسى من الأشعة وصلاح من المعامل) وكان الأمن يردد بأنهم القو القبض على خلية شيوعية خطيرة.. وبعد فترة من اعتقالنا بدأنا نسمع أصوات المعتقلين الآخرين عوض الكريم محمد أحمد، د. الجزولي وغيرهم ، حيث كنت بحكم عملنا سويًا واحتكاكنا أستطيع التعرف عليهم من أصواتهم.. وبعد أيام من أعتقالنا تم ترحيلنا للسجن.. وأيام نميري كان الإعتقال السياسي للنساء غير وارد لذلك كان يرحلون لسجن النساء أمدرمان.. وتم وضعنا مع السجينات الأخريات بمختلف جرائمهم وخلقنا علاقة جيدة مع المسجونات.. وكنت في السجن ومعي الشابة سكرتيرة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وقتها ناهد جبر الله وأختها آمال ( جابوها من مدني ) وكانت تجربة السجن جديدة بالنسبة لهما. من داخل السجن أكتشفت أن الهادئات والمهذبات هن القاتلات وخاصة قاتلات أزواجهن دفاعًا عن النفس.. ونحن في السجن كنا بنسمع المظاهرات داوية والهتافات حول قوانين سبتمبر باعتبارها من أسخن القضايا حينها ومنعطفاً سيئاً مرت به البلاد. لأنه لا يمكن أن يوضع نظام حكم أو دستور على أساس ديني أي كان نوع هذا الدين، في بلد متعدد الأديان والعادات والممارسات مثل السودان، لذلك موضوع الدين والدولة إذا لم يحسم ستظل البلاد في مشكلة كبيرة جدًا. "الدين لله والوطن للجميع "ربينا على هذا العبارة وليس هناك من هو مفوض نيابة عن الله في الأرض.. والحساب عند الله.
* ما الذي عجّل برحيل نظام النميري؟
- عجّل برحيله الظلم والقهر الذي مارسه على الشعب السوداني، والدكتاتورية وقوانين سبتمبر.
* هل نجحت القوى السياسية في تحقيق شعارات ما بعد الانتفاضة وتصفية آثار مايو.. وعلى رأسها قوانين سبتمبر والمؤسسات المايوية..
- لم تنجح.. وبالرغم من أن إلغاء قوانين سبتمبر كانت قضية أساسية إلا أنه لم يتم الغاؤها، آثار مايو من شدة مايو ما صفوها حتى الآن قاعدين في السلطة وأبو القاسم محمد إبراهيم قاعد في البرلمان، مؤسسات مايو لم يتم تصفيتها حتى الآن.. لم نكن جادين في تنفيذ مواثيق الانتفاضة..
* ماهو تقييمك لإنتفاضة مارس/ أبريل..؟
- هناك كثير من الحديث حول أبريل.. هل هي ثورة أم انتفاضة؟. هي انتفاضة للشعب على نواة صغيرة تمثل الحكومة وفي شخص نميري، تقييمي لها أنها كانت تفكير جميل وضربة معلم لإسقاط نظام فاشي ودكتاتوري، استطاعت فئآت الشعب السوداني بكل أشكالها أن تبتدع أدوات نضال أدهشت بها العالم.. وحتى الآن أنا مؤمنة بأن الشعب السوداني يمتلك القدرة على التغيير.. لكن يجب الإستفادة من الأخطاء التي حدثت إذا كانت في أكتوبر أو الإنتفاضة. ينقصنا تقييم التجربة ومناقشتها. وهذا لم يحدث ليؤسس بعد ذلك لقيام انقلاب الإنقاذ، لكن الوقت لم يفت بعد يجب الجلوس لتقييم الانتفاضة على كافة مستوياتها.
* ماهي الهموم التي تحملها الأستاذة نعمات؟
- أحمل هم هذا الشباب ومهتمة لأمره كثيراً. تدريب الشباب الآن مفقود و(الجيل الحالي) حين أتى لم يجد الديمقراطية بأشكالها المختلفة؛ في السابق أي حي نجد فيه النادي الإجتماعي الثقافي يحتوي على الأدب، الكورة ، السياسة ، المجلات، أو حتى الملاقاة الإجتماعية.ورغم ذلك أنا مبسوطة جداً وسعيدة ومطمئنة لأن البلد في أيدي أمينة بشبابها الشايفاهو ده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.