ردً د.محمد على الجزولى الداعية المعروف باعلان انتماؤه وتاييده لداعش ، وبتحريض الشباب للالتحاق بها، ردً على منتقديه الذين طالته اقلامهم، خلال الاسبوع قبل الماضى ، نتيجة لهجومه على الصحفية شمائل النور،وتصريحه، بانه فى سبيل رفع دعوى قضائية ، علىيها بتهمة الردة ، وكان ذلك فى خطبة الجمعة قبل الماضية التى القاه بالمسجد الذى يؤم فيه الناس بالعاصمة الخرطوم . وكانت الصحفية شمائل قد كتبت مقالا بعنوان هوس الفضيلة ،انتقدت فيه تجربة الاسلاميين الفاشلة فى الحكم وتمسكهم بما اسمته الفضائل دون الاهتمام بتاسيس الدولة . جاء رد د.الجزولى فى هيئة بيان صحفى ، اسماه العلمانيون والبول على السراويل)!!! و نشره على صفحته الشخصية فى الفيس بوك ،كما نشر فى بعض المواقع الالكترونية، وكعادة اهل الاسلام السياسى هاجم الذين انتقدوه ، ووصفهم بانهم علمانيون وشموليون وبلا اخلاق ومذ دوجى المعايير، وهى نفس مصفوفة الاوصاف والشتائم التقليدية المكرورة والمعتادة فى خطاب الاسلاميين السياسى ، تجاه كل من ينتقد او يشرح ضحالة فكرهم وماساوية تجاربهم السياسية سواء فى الحكم ام فى المعارضة . ورغم اللغة التى حشرت حشرا، ومحاولات تحميل البيان قدرا من المنطق ، الا ان الجزولى أبى الا ان ياتى بما يؤكد تمام بؤس و فساد وسوء وسوقية هذا الخطاب ، حين وصف الاستاذة الصحفية الفاضلة شمائل النور ب(فتاة الواقى الذكرى) ، فقط لاشارتها فى مقالها السابق ، للمعركة الشهيرة التى جرت فى قبة البرلمان ،بين بعض النواب المتشددين ووزارة التربية والتعليم، التى وزعت او كانت تنوى توزيع الواقى الذكرى على المدارس، فى اطار حملة لمكافحة انتشار الايدز. لا اظن ان رجلا سويا يتخلق بخلق الاسلام، او باى خلق سواه ،يستطيع اطلاق وصف كهذا ، فى الفضاء العام، فى حق امرأة تعيش فى مجتمع شرقى ، مالم يبلغ دركا اسفلا من السقوط وانعدام المروءة . وفى حق من النساء ؟ فى حق امراة عرفت بشجاعة يراعها المصادم ونقاء سيرتها وشجاعة كلمتها الحرة ، فى مجابهة جبروت النظام وكشف اباطيله. كثيرون يدركون أن الجزولى، بانحداره هذا ، يحاول ان يسدد ضربة ضربة مذدوجة، باضافة سلاح الأغتيال الاخلاقى الى سلاح الاتهام بالردة، وهو سلاح تقليدى ايضا لم تخلو منه يوما، جعبة الاسلاميين طوال تاريخ ممارستهم للسياسة فى السودان، ويدركون ايضا ان الامر ليس موجها للنابهة شمائل وحدها، بل هو ياتى فى اطار نهج و توجه عام، من الواضح ان النظام سيلجا اليه بكثافة فى الفترة القادمة ، لدرء اثار الانفتاح الديمقراطى المجتزأ المطلوب امريكيا وغربيا ، وسيتم تعميمه على كافة افراد ومؤسسات علماء السلطان لتفعيله ضد كل من يقف متصديا للمشروع الذى افسد واباد ومزق وفتت بنيان الوطن ولازال ، مستعينا بكتائب تلك السلسة الممتدة من دعاة الضلال المنافقين الفاسدين عديمى الضمير والخلق والانسانية .وما الجزولى الا واحدا كغيره فى الوظيفة والدور ؛ مجرد موظف فى ثوب داعية ،يودى دوره المدفوع الاجر من خلال استثماراته ومراكزه و تلك الوظائف التى شغلها ويشغلها والتى ربما تفوق الاربعة عشر منصبا ووظيفة وماخفى اعظم . الا ان الجزولى لم ينس فى انصع واوضح الادلة على تماهيه المطلق مع النظام وسياساته ان ينفى (داعشيته المفتراة) رغم تسجيلات الفيديو المسجلة له والمنشورة فى كل الاسافير لاحتفائه بانتصارات داعش فى العراق ووصفها لها بدولة الخلافة ودعوته للشباب للالتحاق بها ونصرتها بتفجير المصالح الامريكة فى كل العالم ،ان اعتدت امريكا عليها ، وتجلت ذروة نفيه فى سؤاله الموجه للعلمانيين (هل رأيتم داعشيا يرد بمقالة ويذهب إلى القضاء) . لم يكتف الجزولى فى بيانه هذا ، بنفى انتمائه مطلقا لداعش، ولا بمشاركته فى اول حملات الردة والتشويه، بل عرض امرا جللا وغاية فى الخطورة والكارثية، ان قام النظام بتنفيذه . فقد اورد فى معرض نفيه لانتمائه الداعشى، ان ميدانهم القادم هو الفكر وان سلاحهم هو القلم ، وبالتالى فانهم يخططون لتدريب واعداد ( 10 ألف شاب في دورات فكرية عميقة ومدارسات معمقة عن كيفية نقض العلمانية وبيان بطلانها عقلا ونقلا ومنطقا وواقعا) نعم عشرة الاف شاب!!!، يتم تدريبهم ليكونوا وفقا تسميات العمل السياسى كوادرا خطابية او عناصر دعوية حسب مصطلحات رهط الجزولى !!! ،هذا الرقم لوحده يكفى لنسف كل كل الفكرة السلمية التى حاول الخطاب الالتصاق بها ، فلاأظن ان اى دين او ايدلوجيا او تنظيما بشريا أمتلكه من قبل فى أى عصر من العصور فى حقبة زمنية واحدة اللهم ان كانت الفكرة ان يعد جيش الدعاة للقتال حين تاتى التعليمات . لكن دعونا نتجاوز عن الحديث فى نوايا أستخدام هذا العدد الخرافى لجيش الكوادر الخطابية تلك، وعن الداعشى المسئول عن اعدادهم للمهمة، وهى كما اسلف الجزولى مهام فكرية تعتمد على المقارعة المنطق والحجة. حسنا لننظر ماذ كتب الجزولى عند تفصيله لهذه المهام الموكلة لهذا الجيش من مقارعى العلمانيين بالحجة والرأى ؟ يقول ان دورهم سيكون (كيفية نقض العلمانية وبيان بطلانها عقلا ونقلا ومنطقا وواقعا يتولون حماية شعبنا من خطلكم وحفظ مستقبل أبنائنا وبلادنا من ضلالكم العفن ومنهجكم النتن ببرنامج ثقافي سياسي إجتماعي، عميق الفكر رصين العبارة لطيف الصياغة معتدل الطرح طويل النفس ويمشون في الناس بالحسنى نخاطب به شعبنا المؤمن والموضوعيين منكم) والمضحك والمفارق انه ورغم استثناؤه (للموضوعين) من العلمانيين- ولا ادرى ماهو معياره لتحديد من هو الموضوعى – الا انه لم يستنكف عن رميهم بممارسة (الضلال العفن) واعتناق منهج (نتن) ،هذا عن الموضوعيين، لكن ماذا عن الغلاة والمفترين من العلمانيين ؟ هنا يتحفنا د.الجزولى بكل المخفى والمستتر من اهداف تكوين ذلك الجيش الفكرى فيقول: (أما الغلاة منكم والمفترون الطغاة فليس لهم من العبارة إلا أغلظها ومن الكلام إلا أشده لسانا كسيف الحجاج يمزق باطلكم وقلما كرمح ابن أبي وقاص لا يخطئ هدفه يفقع عين الباطل ويعمق الألم أيها الجرذان من بني علمان سواء كنت إماما للتكفير أو التفجير فهذا السب والشتم والافتراء لن يحلكم فنحن ماضون في سلخكم بالفكر وذبحكم بالقلم ولننظر من الذي سيتألم ؟).فجيش الفكر المراد تكوينه بقيادة د.محمد على الجزولى، سيمارس حملته الفكرية ضد العلمانيين وفق ما ذكره هنا بمنطق (سيف الحجاج) اكبر طاغية فى التاريخ الاسلامى ، و (يفقا عين الباطل) كرمح، ويعمق (الم ) العلمانيين ثم يؤكد ان جيشه المفكر هذا سيكمل مهته هذه بذبح وسلخ العلمانيين ( بافكر وبالقلم) ، اى استعارات مباشرة، واى حديث مخاتل ذاك الذى يحاول به هذاالجزولى ،مخاطبة الراى العام واقناعه بانه يحمل فكرا يدعوالى مواجهات فكرية ، وكلماته المبشرة بهذا الفكر محتشدة بكل العنف الذى تمارسه داعش واقعيا على الارض . كيف يستطيع هذا الداعشى - والذى حرض ودعا و ارسل المقاتلين ليمارسو كل تلك البشاعات المعروفة- ان يقنعنا ان ما احتواه خطابه ليس الا رسائلا مغلفة لاتباعه بذبح وسلخ العلمانيين والذين نزع منهم صفة البشر واسماهم بالجرذان ، او على الاقل تهديدا بذلك ؟ ختاما ان كان الجزولى قد اختار حقا مجبرا ام مختار ميدان الفكر للدفاع عن منهجه، ام بقى على ذات المنهج التكفيرى الداعى لاغتيال الخصوم، فليعلم انه فى ارض وبلد وشعب دفن جميع غزاته على مدار التاريخ فى ترابه، وناضل مثقفيه وطلابه وعماله ضد كل الديكتاتوريات واسقطوها ، ولم يتوقف يوما عن النضال والوقوف ضد نظامه، الذى يحتضنه ويمنحه التمويل ، على حساب علاج وتعليم وصحة الاطفال والامهات والعجزة والمعوزين . ختاما لم يترك اكابرنا موقفا الا وحاكوا له من حكمتهم مثلا يختصر الوصف، ومن امثالهم الشهيرة المتداولة ذلك الذى يقول: (الجواب باين من عنوانو .) ولا اظن مهما امعنت البحث ساجد اصدق ولااوفق من هذا المثل لاختتام هذا الحديث عن المقال المعنون ب العلمانييون والبول على السراويل .