خلال سنة واحدة من ديسمبر 2017 وإلى ديسمبر 2018 ازداد عرض النقود من 3.203 مليار جنيه إلي 3.394 مليار جنيه بنسبة %94، وهذه الأرقام لا تشمل الزيادة الجديدة في عرض النقود خلال يناير وفيراير 2019 والتي نتجت عن طباعة الفئات الورقية الجديدة (200/100 (وفي الطريق الورقة (500..(والأرقام أعلاه تؤكد أن معدل التضخم في حده الأدني بنهاية 2018 شارف ال%100 وأن الأرقام الرسمية التي يعلنها بنك السودان في نهاية العام هي مضروبة وكذا أرقام الجهاز المركزي للإحصاء ..وأن التضخم حتي نهاية فبراير سيقفز للسماء السابع وكذا الأسعار والجنيه سيهبط للحضيض من واقع قوته الشرائية ومن واقع سعره أمام العملات الأجنبية .. وليت المصيبة عند هذا الحد ..فالصفوف أمام الصرافات تستمر لأن البنوك سرقت أموال المودعين ..والدليل بالأرقام التي تقول أن جملة الودائع عند الطلب بنهاية 2018 في كل البنوك بلغت 1.106 مليار جنيه فيما بلغ حجم التمويل المصرفي (للمحاسيب طبعا) 4.147 مليار جنيه،ولهذا أفرغت البنوك أموال الناس بما فيها المواهي والمعاشات في جيوب الطفيلية شي مرابحات وشي قروض حسنة ..وهلم جرا ..يعني سرقة ونص وخمسة .. وعليه فإن ما يقوله البنك المركزي عن تغذية الصرافات ..وتوفير السيولة محض أكاذيب تكشفها خفايا ما يدور في الجهاز المصرفي .. وما خفي أعظم لهذا يبقي تقرير المراجع العام عن مخالفات المصارف بعيدا عن الأعين .. ومع ذلك فالنظام لا زال يهدد بتعميم وسائل الدفع الإلكتروني بالقوة ..والكاش في بعض الجهات ينقل قسرا للمصارف ..حتي يستمر تغذية النشاط الطفيلي .. الأرقام تقول أنه بنهاية 2017)حيث لم تعلن بعد إحصائيات 2018 (أن %5.67 من جملة 125 مليار جنيه هي حجم التمويل المصرفي ذهبت للتجارة والأنشطة الطفيلية فيما خصص فقط %5.32 للزراعة والصناعة .. وعليه فإن نظام الرأسمالية الطفيلية يواصل سلب أموال الفقراء لصالح الأغنياء .. ولا يهم أن يقف الناس بالأيام للحصول على بعض مرتباتهم،كما لا يهم الحرامية أن يموت الناس جوعاً .. مثلما لا يهمهم انحطاط قيمة الجنيه لأن أموالهم التي سرقوها محفوظة بالدولار. الوضع الاقتصادي كما يعبر عنه ميزان المدفوعات بنهاية الربع الثالث لعام 2018 يقول :أن عجز الحساب الجاري وصل إلي 3.3 مليار دولار وهو حاصل جمع العجز في الميزان التجاري وحساب الخدمات والدخل والتحويلات ..ولا تسأل عن دولارات الذهب أو حصائل الصادر فدمها يتفرق على نثريات السفر وتذاكر طيران المسؤولين ..لهذا فالدواء معدوم والبترول في أزمة ..والقمح بالشحدة .. الأزمة الاقتصادية أزمة نظام …تسقط بس