سايمون دينق من بين اسوأ الاشياء التي أتسم بها (بعض الجنوبيون ) انهم سخروا كل قدراتهم، علمهم وموهلاتهم ومهاراتهم الفكرية والاكاديمية، وجميع حواسهم الخمس كأدوات للكراهية والبغض والتعرض للآخرين بالاساءة او السباب، او التحقير والتجريح، وتصل الامور في بعض الاحايين الي مرحلة الغدر متى ما سنحت الفرصة ليقوموا ذلك، والمؤسف في هذا الموضوع ان اغلب ممارسي هذه الافعال المشؤومة هم من يفترض ان يكونوا نموذجا جميلا وقدوةً يحتذي بها في أوساط مجتمعاتهم القبلية، لان اغلبهم من حملة الشهادات الاكاديمية المرموقة وكانت الأمال معقودة عليهم ليساهموا بقسط كبير وبشكل إيجابي في تصحيح إعوجاج (خبثاء أقوامهم) بعلمهم الوفير وثقافتهم المكتسبة بفضل ما تلقوه من علم، وليس شحن نفوس البسطاء بالحقد والكراهية!! وقد إنطبق عليهم المثل القائل (القلم ما بزيل بلم). مما لا شك فيه ان لكل كاره اسبابه التي دفعت به لتبني الكراهية منهجا له وسلوكاً في حياته وغالبا مرد ذلك يعود لاسباب (قبلية او مناطقية) والجدير بالاشارة له هنا انه في خضم ثورة الكراهة الموجهة التي باتت تتصدر عناوينها منشورات بعض النشطاء في وسائط التواصل الاجتماعي وتؤلف لها الكتب هذه الايام تحت مسميات ودعاوي مختلفة، نسى الكثيرون او قل تنكر الجميع عامدين لحقيقة ان (الازمة السياسية) التي نتج عنها الصراع المميت وكل الماسي التي يكتوى بها الشعب الجنوبي يتحمل وزرها كاملة (حزب الحركة الشعبية) المنقسم على نفسه الي تيارات واجنحة متناحرة متصارعة بل ومميتة، ولا توجد علاقة مباشرة للقبائل الجنوب سودانية بهذا الصراع، وقد ظللنا نقول ان اي اتجاه لتحوير اساس المشكلة ومحاولة ربطها بقبيلة بعينها مثل (الدينكا او النوير) وغيرهما يعتبر تعميق اكبر واسوأ للأزمة التي لا تزال البلاد تعاني من ويلاتها حتى الان وهو سلوك لن يقود الي اي نوع من الاستقرار في البلاد سوى انتاج المزيد من الكيانات القبلية المنغلقة على نفسها اسوأ بكثير من نموذج (مجلس جيينق كانسل) الذي يعرفه الجميع. لا خلاف حول ان اتباع الحركة الشعبية هم من ورطوا القبائل التي ينحدرون منها في صراعاتهم المجنونة وهذا يٌحسب من تجليات الصراع نفسه، حتى تلك الحروبات التي خاضها (رفاق الشعبية) ضد بعضهم البعض عندما كانوا في الاحراش قبل انفصال جنوب السودان ايضا تندرج تحت اطار (صراع السلطة) وكان استخدام القبائل ياتي في المرحلة الثانوية. حينما يجمع الكارهون هذه الايام (الشر والحكومة وحزب الحركة الشعبية) و(قبيلة الدينكا) في كفة واحدة حيث لا تنفصل اياً منها دون ذكر الاخرى، فهم بذلك اي الكارهين يؤطرون لصراع على نهج اللونين (الابيض والاسود) وسيجد ابناء القبيلة (المغضوب عليها) حتى ولو كانوا (معدمين الحبة) ولا يربطهم شيء بالحكومة ويبغضون الحركة الشعبية، سيجدون انفسهم مجبرين على الوقوف الي جانب اللون الذي يمثل قبيلتهم لعدم توفر خيارات اخرى تبقيهم خارج الكراهية القبلية الموجهة.. وسيزدات المتطرفين تطرفا من الجانبين.. والنتيجة الحتمية معررفة لكل العاقلين. في الختام لست معنيا بتقديم اي نصائح لاي جهة على الاطلاق لانني لست موهلا لذلك، فقط احببت تذكير هؤلاء بان من كان يعتقد ان محنته التي يعيشها سببها قبيلة بعينها! فليعلم ايضا بان الكراهية لا تقود الي العدالة التي يتوهمها، لان العدالة والكراهية نقيضان لا يلتقيان.. ألقاكم 11 يونيو 2021م جوبا/ صحيفة الموقف