هل عشت الخمسينيات أو جزءا من ستينيات القرن الماضى فى الخرطوم من لم يعش تلك الفترة فى الخرطوم يجب ألا يوكل له أى منصب فى الدولة كنت فيما بين 1952م الى 1957م أعيش فى حى العرب بأمدرمان ، جيراننا عمنا عوض والد الفنان الذرى ابراهيم عوض ، وجارنا الشاعر الملهم عبد الرحمن الريح وكثير من مبدعي بلادى كانوا جيراننا وكنت طفل جميلا محبوبا جاء من منطقة الرباطاب أحمل براءة وطيبة ابناء الريف ، فى إمرأة تسكن بيت جميل مختلف عن بيتنا كثيرا علمت منها ان زوجها طيار وليس لها اطفال ، كانت حين تحتاج لشىء من دكان الحى تنادينى بإسمى من بين جميع الأطفال – سلمان تعال – وترسلنى للدكان ولو فى باقى تعريفه او قرشه تدينى له ، وما أن أحضر ما طلب منى كانت تدخلنى لبيتها وتقدم لى طعام أمى القادمة من الرباطاب كانت التعده لنا ، ربما يعود ذلك لعدم معرفتها به ، كان زوج هذه المرأة يحضر لها السينما فى البيت فيوضع الروجكتر فى شباك الصالون وتوضع الشاشة فى صدر الصالون ، كانت تمنع دخول اى طفل لمنزلها من اطفال الحلة عدا سلمان وكان الصالون يمتلى بنساء جميلات من كل الطبقات وكانت تخصص لى كرسى صغير فى مقدمة الصف الأول بالقرب من الشاشة وكان الهواء القادم من الشباب ينقل لى رائحة العطر التى تفوح من كل الحضور فنساء بلدى كن جميلات وانيقات ومتعطرات وكن يلبس فستان فوق الركبة مع حملات شريط على الكتف وتوب توتال سويسرى يشف ويصف الحال كما يفترض ، حى العرب لمن عاش معنا فى تلك الفترة – أوائل الخمسينيات – كان غالبية بيوته عبارة عن حيشان كبيرة بداخلها اكثر من اربعة اسر من جنسيات مختلفة سودانية وغير سودانية – كان هو حى الغناء والطرب والجمال – كانت بنات الحى كثيرا ما يتجمعن فى منزل عمنا عوض خاصة عندما يكون ابنه الفنان ابراهيم يجرى بروفه فى الديوان .. أيام مضت ولن تعود – الله يجازى الكان السبب – نمرة (1) نميرى نمرة (2) البشير ) نمرة (3) قادم لو لم نعمل حسابنا … كنت أخى دكتور حمدوك وأنا عائد من مدرسة الهداية الأولية والمعروفة بمدرسة شيخ الطاهر أمر على سوق الخضار بأمدرمان حيث دكان إبن عمنا الخضرجى الرباطابى عبد الخالق فرح من ابناء أبو هشيم كان يعرف مواعيد حضورى ويجهز لى رزمة كبيرة جدا من البصل الأخضر الذى كانت تجود به مزارع توتى والمناطق القريبة من أمدرمان ، كان يتم قلع البصل من حوض روي بالمياه ليسهل عملية القلع مع الطين وكانت مهمتى عندما احضر ان أخلع جالبيتى وأضعها بعيدا مع شنطة المدرسة عن البصل واجلس خلف عبد الخالق انظف البصل من الطين واربط كل 6 بصالت بسعف جريد النخل ، ألآن كل 6 بصلات كانت تباع بقرش يعنى الجنية يا حمدوك فيه 600 بصلة خضراء ، أنهى عملى ، أغسلى يدي وألبس جالبيتى واشيل شنطتى فيتكرم ابن عمى عبد الخالق بإحضار كيس صنع من ورق كيس الأسمنت يمأله لى سلطة وكيس خضار ويعطينى أبقرشين ، ابقرشين دا عملة معدنية تساوى قرشين فيها واحد مخروم من النص (يكفى أن أشترى به فطور بكره بالمدرسة ، نص عيشه دبل ملآنه فول مصلح غرقان بزيت السمسم ، لكن دولة الرئيس كان جار المدرسة مباشرة منزل دولة الرئيس ) برضو (عبدالله بك خليل وكان عنده ولد اصغر مننا بسنة سنتين اسمه امير مربى قرد نسناس فى البيت ، القرد دا على ذكاء شديد أول من نقيف فى طابور الصباح فى الحوش يجى يدخل الفصل ويأكل من فطورنا وبما أنى جايى من الرباطاب وعرفنا بشدة الحرص ونسميه النجاض كنت أدخل الساندوتش فى جيبى وامشى الطابور لذا كانت امى تسالنى عن سبب هذا الزيت فى جيب الجلابية كنا نتعلق فى الترماج من المحطة الوسطى أمدرمان للمحطة الوسطى الخرطوم ملح يعنى بدون ندفع تذكرة وكنا فى المحطة الوسطى الخرطوم نمر على محلات التجار الجانب التى تحمل كل ماركات العالم التى لاتوجد الآن بكل الدول العربية وبعض الكثير من الدول الأجنبية وكنا اول ماننزل فى المحطة الوسطى نشتم رائحة خبز بابا كوستا فلا نمتلك أنفسنا ونذهب بشارع الجمهورية حتى نصل تقاطع عطبرة مع شارع الجمهورية ونشترى عيشه بقرش ونقرضها قروضه ساكت فقط اود أن ارجع بك الايام اسواق الخرطوم التى تشبه باسواق لندن الآن ، ايام ناس مهرج وشاشاتى وقرنفلى جاء نميرى مدفوعا بالفكر الشيوعى وشرد كل هؤلاء تحت شعار التطهير والتأميم طبعا المجموعة الرأسمالية دى من شوام وارمن عندما شردهم نميرى حمار جبيت كما يسميه الشيوعيون انفسهم عندما اعدم لجنتهم المركزية بعد انقالب هاشم العطا خرجوا بجزء كبير مما يملكونه واعادوا بناء انفسهم ، كنت أجلس فى إجتماع ضمن مجموعة بقاعة اجتماعات وزارة المياه والكهرباء وكان ذلك تقريبا فى عام 2014م او 2015م لا أذكر بالضبط يجلس بجانبى مهندس بدرجة مهندس تنفيذى CEO لشركة يوكسول التركية التى تنفذ مشاريع سدود للوزارة سلمنى الكرت حقه قرأت الاسم مين كده قرنفلى وبصوت مرتفع سمعه الجميع أن قرنفلى قال لى نعم جنسيتك ايه رد على وقال سودانى ومولود فى الخرطوم يعنى سودانى بالميلاد ، كدت أبكى من القهر وما فعله نميرى والحزب الشيوعى بهذا الوطن . كان كلما يأتى للوزارة يأتى ويسجل لى زيارة بمكتبى أحكى له عن السودان قال لى الا يوجد بديل للسودان الا السودان وأن جميع افراد اسرته مازالوا يذكرون ايام السودان هذا المهندس ال CEO خرج وهو مابين الشام وتركيا ولم ينسى السودان وقال لى انه اختار الكرسى بجوارى انه يعرف انى سودانى . جاء الشيوعيون فى عهدكم سيدى حمدوك وهذه المرة سيمارسون سياسة التطهير واجب وطنى التى كلنا نذكرها جيدا وسيخرج كل رجال الرأسمالية أيمن المأمون، حازم مصطفى، ووجدي ميرغني ولن يبقى بالخرطوم الا من يخطفون الشنطة والموبايل ويسرقون ويقتلون وستتوقف مشاريع وجدى ميرغنى الزراعية . دخلت السعودية عام 1974م وانا ابن 25 اليوم انا ابن 74 ابنائى وبناتى اكملوا تعليمهم الجامعى وفوق الجامعى والحمد والشكر لله رب العالمين قلت ارجع للسودان عشان لمان أموت بنات عمى يمشن يبكن وراء عنقريبى ما اموت هنا يختونى فى تلاجه اقابل ربى وانا تحت الصفر هنا تدخل الاولاد والبنات وقالوا ما ممكن يا ابوى أنت وأمى عمركم فوق السبعبن وتمشوا السودان الكورونا وكل الساسيات ما متوفره تقعد إن شاء الله ما تشتغل نحن بنتكفل بكل شىء والمهم الضغوط كترت على ورضخت لأمر اولادى لأن الحكومة كانت معهم – طبعا لكل رجل حكومة معلقة فى رقبته تسمى الزوجة – يا حمدوك ماتجنيه من تصرفات وجدى صالح ومناع سوف تخسر اضعاف اضعافه والدليل آللووولو بس بذكر بخروج ناس سركيس ازمرليان وشاشاتى وقرنفلى ومرهج وعاوزك تكلم بت الصادق تمشى تمر على جميع هذه الأسر عشان ترجع السودان وتعطيهم ضمانات للعودة ونعيد لهم كل ممتلكاتهم لكى يحركوا الاقتصاد وما نتوقع من القادمون الجدد من حركات مسلحة اى خير فهؤلاء يحملون فى رقابهم دماء مسلمين قتلوا ظلما وقهرا وانا شايف اردول بيقول ماشلنا جنيه من زول واشترينا 14 بوكس و18 حافلة ، يعنى يا اردول لو شلتو جنيه من زول كنتو اشتريتو طياره أو يخت قال جلال عامر اذا اردت أن تضيع شعبا أشغله بنقص انابيب الغاز وغياب البنزين ثم غيب عقله واخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة وهذا ماتفعلوه حاليا انتم أخى العزيز حمدوك . عليك أن تعيد النظر فى سياسة الدولة من جديد نتصل بالكيزان ، فأى كوز يعلن براءته من أفعال الكيزان فهو معنا أنتم الأن تحاكمون الكيزان فى إنقالب 30 يونيو 1989م ، فماذا أنتم فاعلون مع مدبري انقالب 17 نوفمير 1958م ومدبري أنقالب 25 مايو 1969م ، هل هذين الانقالبين يسقطان بالتقادم وقد ارتكبت فيهما جرائم قتل ولو كان المخلوع قد فصل الجنوب فإن عبود قد أغرق حلفا التراث والتاريخ والحضارة وحلفا اكبر شأنا من كل الجنوب ، حلفا خليل فرح ، حلفا محمد ورى وحلفا وما أدراك ما حلفا ….