الفلول وتحالف الموز يقولون ان قوى الحرية والتغيير تخشى الانتخابات!! ينسى هؤلاء السذج ان قوى الحرية والتغيير تضم حزب الأمة القومي، الحزب الذي اكتسح جميع الانتخابات العامة بعد الثورات، فاز بها بعد ثورة أكتوبر 1964، وفاز بها بعد ثورة ابريل 1985، وفي الوقت الراهن هو الحزب الوحيد الذي يملك اجسام حزبية مكتملة ومقرات حزب في كل ولايات السودان. لذلك فاحزاب قوى الحرية والتغيير لا تخشى الانتخابات اطلاقا، وإذا أقيمت الانتخابات اليوم او بعد عشرة سنوات سوف تكتسحها، لسبب بسيط لأن منافسيهم من احزاب الفلول الذين اسقطتهم الثورة ولفظهم الشعب، لن يصوت لهم احد. تأجيل الانتخابات لحين انتهاء الفترة الانتقالية ليس خوفا من الانتخابات، وانما لأسباب موضوعية أهمها إيقاف الحرب وتحقيق السلام، تفكيك تمكين حزب المؤتمر الوطني، إصلاح الأجهزة القضائية، توحيد الجيش، إكمال إصلاح الأجهزة المدنية القومية، قيام المؤتمر الدستوري، وتطوير وتجذير الوعي الديمقراطي في الجماهير، وهي قضايا بدا العمل فيها والأفضل أن تكتمل معالجتها في ظل الفترة الانتقالية حتى لا تكون قيودا تكبل الحكومة المنتخبة. سقطت الديمقراطيات السابقة بالانقلابات لانها استهلكت في معالجة آثار النظام الشمولي، وفي مواجهة فلوله المكونة من شرائح متنفذة وقوى مسيطرة، تنتشر في كل القطاعات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والإدارات الأهلية. مارست هذه القوى هجوما عنيفا على الحكم الديمقراطي بغرض اضعافه واسقاطه، ليس من أجل الوطن، وإنما من أجل حماية امتيازاتها التي نالتها بطرق غير مشروعة عبر النظام الدكتاتوري. الانتخابات تفرز حزبا واحدا فائزا بالحكم، أو حزبين فقط مؤتلفين، وتتحول بقية الأحزاب للمعارضة، لهذا تقع تركة النظام الشمولي كلها على عاتق حزب واحد او حزبين، مما يزيد من فرص فشل الحكومة في معالجة الإشكاليات امام معارضة سياسية ودولة عميقة يعملان مع بعض للنيل من الحكومة. وهذا بالضبط ما يحدث الان، تركة الدولة العميقة من أحزاب فكة وإدارات أهلية وقطاعات عسكرية وأمنية واقتصادية جميعهم ينشطون ضد الحكومة الانتقالية، ويمثلهم بامتياز تحالف الموز، ولكن الفرق ان هذا التحالف يواجه الآن تحالفا سياسيا وليس حزبا واحدا، كما يواجه شارعا منضبطا بأهداف الثورة، الجميع يشعرون بانهم مسؤولين كثوار عن نجاح الفترة الانتقالية، لذلك يدافعون عنها في وجه الفلول، ولكن في اللحظة التي تقام فيها الانتخابات العامة ويفوز فيها حزب واحد، سيتخلي جميع الثوار عن احساس الثورة ويتحولون إلى معارضين. من مصلحة الديمقراطية ان تستمر الفترة الانتقالية حتى نهايتها، وأن تقام الانتخابات بعد معالجة آثار النظام السابق وتنظيف الحياة السياسية من تركته، ليدخل الجميع إلى الانتخابات بهدف تطبيق برنامج جديد وليس الغرق في معالجة آثار الماضي. [email protected]