* مدخل يحكي أن رساما" عجوز عاش في قرية وكان يرسم لوحات في غاية الجمال ويبيعها بسعر جيد حتى أصبح من الأثرياء. في يوم من الأيام أتاه فقير من أهل القريه وقال له " أنت تكسب مالا" كثيرا" من أعمالك، لماذا لا تساعد الفقراء "؟ أنظر إلى الجزار الذي لا يملك مالا" كثيرا" ومع ذلك يوزع قطع من اللحم على الفقراء وأنظر إلى الخباز يوزع جزء من الخبز مجانا" وكذلك يفعل بائع الخضار كل منهم يجود بما يستطيع. لم يرد عليه الرسام وإبتسم بهدوء. خرج الفقير منزعجا" من عند الرسام وأشاع في القرية بأن الرسام ثري ولكنه بخيل فنال ما نال من السخط. بعد مدة مرض الرسام العجوز ولم يعره أحد إهتمام ومات وحيدا"… ومرت الأيام ولاحظ أهل القريه بأن الجزار لم يعد يرسل للفقراء اللحم مجانا" وتوقف كذلك الخباز وبائع الخضار وعندما سألوهم عن السبب كانت إجابتهم جميعا" واحده بأن الرسام العجوز هو الذي كان يعطينا قدر من المال لندعم به الفقراء وبموته توقف ذلك الدعم. * نص "طالبت الصحافيه سهير عبد الرحيم المغتربين بالعودة إلى الوطن هم وأبنائهم والخروج في المواكب بدلا" من العيش في دعة وأكل الطيبات وتحريض الآخرين للخروج عبر وسائل التواصل الإجتماعي وتعريض حياتهم للخطر " * يبدو أن الكاتبة تعيش في كوكب آخر ولا تعرف شيئا عن الثورة ولم تكلف نفسها بتقليب دفاتر الشهداء لتعرف إن كان بينهم أبناء مغتربين أم لا؟ لا تدرك أن التاج محجوب كان يعيش في غربة ليوفر لقمة العيش لأبنائه حينما جاءه نبأ إستشهاد إبنه محجوب الطالب بكلية الطب. هل تعرفين محجوب لا أظن أنك تعرفينه، هل سمعت يا سهير بالشهيد محمد هاشم مطر أو الشهيد عثمان بدر الدين وغيرهم من الشهداء الكرام من أبناء المغتربين الذين قدموا أرواحهم مهرا" لهذه الثورة ؟ هل وضعت نفسك يوما مكان أم مكلومة تعيش في الغربه ويأتيها نبأ إستشهاد إبنها الذي بعثته للدراسه في السودان. ؟ * نحن من رحم هذا الوطن ياسهير لنا فيه أبناء وبنات وأسر ممتده نتألم لألمهم ونعاني كما يعانون ولسنا دخلاء أو نبت شيطاني كأولياء نعمتك الذين تمجدين. * أتدري لماذا نحرض أبنائنا وأبناء أخواتنا وأخواننا للخروج حتى تظل جذوة الثوره مشتعلة؟ لأننا لا نريد لهم أن يجابوه نفس مصيرنا بالعيش في الغربه والمنافي بعد أن ضاق علينا الوطن بما رحب بفضل السياسات الفاشله للأنظمه المتعاقبه على حكم البلاد. * عندما تم التعتيم على المجازر والمذابح التي ترتكب في حق شعبنا بقطع سبل التواصل كان صوت أبناء الوطن بالخارج هو الصدى الذي يعكس تلك الجرائم ويفضحها لذلك يبغضنا الإنقلابيون ويظنون أننا عدوهم الأول لأننا نكشف سوئاتهم ونعري إدعائهم وكذبهم. * الثورة السودانيه عرفت بالثورة التي لا تغيب عنها الشمس يا سهير ونالت أعجاب العالم أجمع بفضل هؤلاء المحرضين الذين تتحدثين عنهم لأن مواكبهم خرجت في كل أرجاء المعمورة تنادي بوطن الحريه والسلام والعداله، أجسادهم في الغربه ولكن قلوبهم كانت هناك في شارع الستين والكلاكلات وبحري وأمدرمان والأبيض وعطبره وكل مدن السودان. * نحن لسنا كذلك الرسام العجوز الذي الذي يرسم لوحات جميله ليتصدق بثمنها في الخفاء ولكننا نرسم لوحات جميلة للوطن الذي نتمنى أن يكون وندفع ثمن ذلك من صحتنا وأعمارنا وأولادنا، دعمنا للثوره فرض عين وواجب وطني، مناشيرنا في صفحات التواصل الإجتماعي هي حناجرنا التي نهتف بها ضد الطغيان ووقفاتنا الإحتجاجيه أمام السفارات هي مواكبنا التي نخرج فيها ولا أحسب أن ذلك تحريض لأن هذا الجيل أوعى من أن يساق كالقطيع فهم يدركون تماما ماذا يريدون ولماذا خرجوا ويؤمنون بأهداف الثوره وماضين في الطريق حتى النصر. وتلك معاني لا تدركها الأقلام المأجوره من عبدة السلطان ولاعقي البوت . * لحن الختام لو أمطرت السماء حريه لرأيت بعض العبيد يحملون مظلات. ( إفلاطون ) وسلام يا وطن.