أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن، ترشيح جون جودفرى القائم بأعمال مبعوث مكافحة الإرهاب فى وزارة الخارجية، لشغل منصب السفير الأمريكى لدى السودان ومايكل أدلر سفيراً لدى جنوب السودان. وأفاد البيت الأبيض فى بيان، نشره عبر موقعه الإلكترونى، بأن إيدن أعلن عزمه على ترشيح الأفراد التالية أسماؤهم لأدوار دبلوماسية رئيسية فى إدارته : مايكل أدلر مرشح لمنصب السفير فوق العادة والمفوض لدى جمهورية جنوب السودان، وجون جودفرى المرشح لمنصب السفير فوق العادة والمفوض لدى جمهورية السودان".
سيرة ومسيرة
وأوضح البيان أن جودفرى يشغل حالياً منصب القائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب والمبعوث الخاص بالإنابة للتحالف العالمى لمكافحة "داعش" فى مكتب مكافحة الإرهاب فى وزارة الخارجية الأمريكية. كما شغل منصب المستشار السياسى فى سفارة الولاياتالمتحدة فى الرياض، ورئيساً لموظفى نائب وزير الخارجية. وعمل جون جودفرى، بحسب البيان، كمستشار سياسى واقتصادى فى سفارة الولاياتالمتحدة فى عشق آباد، تركمانستان وكمسؤول سياسى قنصلى فى سفارة الولاياتالمتحدة فى دمشق، وهو حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة كاليفورنيا ودرجة الماجستير فى دراسات الشرق الأوسط من جامعة ميشيجان ويتحدث اللغة العربية. ووفقاً لصحيفة فورن بولسى الأمريكية فإن جون جودفري هو ضابط رفيع المستوى في السلك الدبلوماسي ، و شغل غودفري عدة مناصب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الفترة التي قضاها في السلك الخارجي، ومن 2013 إلى 2014، شغل منصب رئيس الموظفين لنائب وزير الخارجية آنذاك ويليام بيرنز ، الذي يشغل الآن منصب مدير وكالة المخابرات المركزية في بايدن.
اختيار ذكى
ووصف أحد المسؤولين الأمريكيين المطلعين على الأمر جودفري بأنه اختيار ذكي لمنصب السفير ، قائلاً إن تجربته في الشرق الأوسط ستكون ميزة بالنظر إلى النفوذ الهائل الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقوى شرق أوسطية أخرى في السودان. لمدة ربع قرن ، لم تتبادل الولاياتالمتحدة والسودان سوى القائمين بالأعمال ، وهم دبلوماسيون أقل مرتبة من السفير ، لرئاسة سفاراتهم ، مما يعكس العلاقات الفاترة بين البلدين وتقول الصحيفة إن جون جودفري ، القائم بأعمال مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب والدبلوماسي المحنك في الشرق الأوسط ، سيكون أول سفير للولايات المتحدة في السودان منذ عام 1996 ، عندما قطعت الولاياتالمتحدة العلاقات الدبلوماسية مع السودان بسبب دعمها للقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية. حيث أعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستطبع العلاقات مع السودان وتتبادل السفراء في أواخر عام 2019 ، بعد ثورة في البلاد أطاحت بالرئيس السوداني آنذاك ، عمر البشير. في ذلك الوقت. وأشاد وزير الخارجية مايك بومبيو بقرار رفع العلاقات الدبلوماسية مع السودان باعتباره "خطوة ذات مغزى إلى الأمام في تعزيز العلاقات الثنائية بين الولاياتالمتحدة والسودان وإيذاناً بعودة الدفء الدبلوماسي بينهما.
استثمار أمريكى
ووفقاً للصحيفة يرى الخبراء أن الغياب الطويل للسفير الأمريكي له تأثير سلبي على العلاقات الأمريكية السودانية. كما أنه يفرض فرصة ضائعة لواشنطن للمساعدة في تشكيل انتقال السودان الهش إلى الديمقراطية وإعادة إدخاله في النظام المالي الدولي بعد 30 عامًا من الحكم الاستبدادي المعزول في ظل حكم البشير. وقالت نيكول ويدرسهايم ، كبيرة مستشاري السياسات في مركز سيمون سكجودت لمنع الإبادة الجماعية في متحف ذكرى الهولوكوست بالولاياتالمتحدة ، إن عدم وجود سفير يرسل إشارة إلى أن الولاياتالمتحدة لا تعطي الأولوية للانتقال الديمقراطي في السودان إلى المستوى الذي ينبغي. وقال جوزيف تاكر ، الخبير في معهد الولاياتالمتحدة للسلام والدبلوماسي الأمريكي السابق ومسؤول الإغاثة المتخصص في السودان: "الولاياتالمتحدة رائدة في الدعم الإنساني والإنمائي لعملية الانتقال وكانت حاسمة في عودة السودان إلى النظام المالي الدولي غير أن عدم وجود سفير يعطي الانطباع بأن الاستثمار السياسي الأمريكي في الانتقال غير متاح.
مابين عُمان والإمارات العربية المتحدة ولندن وفي سبتمبر 2021 قالت وزارة الخارجية الأمريكية مكتب المتحدّث الرسمي في مذكرة صحفية، إن القائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب والمبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش جون غودفري سافر في الفترة من 24 إلى 29 سبتمبر إلى سلطنة عمانوالإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، حيث سيلتقي بمسؤولين حكوميين للتنسيق بشأن الأولويات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الأراضي المحرّرة من داعش في العراق وسوريا ومواجهة التهديدات الإرهابية في أفغانستان. قفزات في العلاقات ونقلت تقارير صحفية مطلع العام 2021 أن العلاقات السودانية الأمريكية تنامت بخطى متسارعة خلال ال6 أشهر الماضية، ومضت نحو التحسن وتعزيز التعاون بين البلدين. وبدأ البلدان تعزيز التعاون العسكري من خلال اللقاءات التي أجراها نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا "أندرو يونغ" مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك في الخرطوم. ووصل "يونغ" إلى الخرطوم مطلع العام الماضي، في أول زيارة لمسؤول عسكري أمريكي منذ إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب. في أكتوبر 2021. وكانت الولاياتالمتحدة، تدرج منذ عام 1993، السودان على قائمة ما تعتبرها "دولا راعية للإرهاب"، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن. تطورات إيجابية بدأت واشنطن خطواتها نحو الخرطوم في 25 أغسطس قبل الماضي، عندما زار وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو، العاصمة الخرطوم في مستهل جولة شملت إسرائيل وأبوظبي محطة التطبيع الإسرائيلية الأولى. وعبر أول رحلة جوية مباشرة بين إسرائيل والسودان وصل بومبيو الخرطوم والتقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء آنذاك عبدالله حمدوك. وأكد بومبيو حينها على دعم واشنطن للفترة الانتقالية في السودان (بدأت في أغسطس 2019) و عملية التحول الديمقراطي بالبلاد.
خطوة ثانية
في 19 سبتمبر من نفس العام ، جاءت الخطوة الثانية عقب اعتماد واشنطن تعيين نور الدين مدني أول سفير للسودان بالولاياتالمتحدة منذ 23 عاماً، وحينها كان السودان لا يزال مدرجاً في قائمة الدول الراعية للإرهاب. في 23 من الشهر ذاته، قال رئيس مجلس السيادة، إن مباحثات أجراها مع مسؤولين أمريكيين في الإمارات، تناولت قضايا، بينها "السلام العربي مع إسرائيل". رفع العقوبات في 10 أكتوبر 2020 وقعت الحكومة الانتقالية اتفاقية في مجال الطاقة الكهربائية، مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ 30 عاماً . ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك قوله عقب مراسم التوقيع التي تمت في العاصمة الخرطوم، إن السودان لم يشهد تفاعلاً من الشركات المهمة منذ ثلاثة عقود. وأضاف: "نرى اليوم فجراً جديداً للشراكات الفعّالة، التي من شأنها أن تساعدنا في دفع عجلة نمو الاقتصاد السوداني وتطوره". وفي 23 من الشهر ذاته، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب عن توقيعه على قرار شطب اسم السودان من اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وجاء التوقيع عقب اتفاق ينص على دفع الخرطوم 350 مليون دولار تعويضات لعائلات ضحايا تفجير سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا في العام 1998، وتفجير المدمرة كول قبالة سواحل اليمن في العام 2000. وكذلك موافقة الحكومة الانتقالية بالسودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلا أن الخرطوم تقول إن مسار رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب منفصل عن التطبيع مع إسرائيل. وعقب إعلان التطبيع، أعلنت قوى سياسية سودانية عدة، رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، من بينها أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم". في 24 من الشهر ذاته ، أعلن بومپيو أن بلاده ستقدم 81 مليون دولار من المساعدات للاستجابة للأزمة الإنسانية في السودان، وآخر يوم في الشهر، أعلن السودان، توقيعه اتفاقية ثنائية مع الإدارة الأمريكية تقر منع رفع دعاوى مستقبلية ضد الخرطوم، والتأكيد على حصانتها السيادية. الطوارىء الوطنية
في 2 نوفمبر 2020، أعلنت الإدارة الأمريكية استمرار حالة الطوارئ الوطنية بشأن السودان (المعلن عنها عام 1997)، وذلك قبل يوم من انتهائها. وأكدت الخارجية الأمريكية، في بيان، حينها أن القرار لا ينعكس سلباً على العلاقات الثنائية الآخذة في التحسن بين البلدين. وقال بومبيو وقتها، إن القرار يتعلق "بتمديد بعض الصلاحيات المتعلقة بالسودان والتي تعتمد عليها الولاياتالمتحدة لتطبيق التزاماتنا الخاصة بالعقوبات في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على خلفية النزاع في إقليم دارفور (غربي السودان)". فيما قالت الخارجية السودانية آنذاك، إنه "لا أثر لهذا التمديد على الخطوات الجارية لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب". والعقوبات المشمولة في قرار مجلس الأمن المذكور، تلك المتعلقة بالحظر المفروض على الأسلحة للسودان وحظر السفر، وتجميد الأصول للأشخاص المتورطين في الصراع الدائر في إقليم دارفور. ويشهد إقليم دارفور، منذ 2003، نزاعًا مسلحًا بين القوات الحكومية وحركات متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأممالمتحدة. استعادة الحصانة :
وفي مطلع ديسمبر 2020، وقع السودان وبرنامج المعونة الأمريكية مذكرة تفاهم لتوفير شراء 67.500 طن من القمح للسودان، بقيمة 20 مليون دولار. وفي 14 من الشهر ذاته، أعلنت السفارة الأمريكية لدى الخرطوم بدء سريان قرار إلغاء تصنيف السودان "دولة راعية للإرهاب". وبعده بنحو أسبوع، صادق الكونغرس الأمريكي، على قانون إعادة الولاياتالمتحدة للحصانة السيادية للسودان. تعزيز التعاون : وفي 5 يناير 2021، أعلن بومبيو، توقيعه على أمر شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وبرعاية أمريكية، وقع السودان، في اليوم التالي، اتفاق التطبيع، لينضم إلى ثلاث دول عربية وقعت في 2020 اتفاقيات لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وهي الإمارات والبحرين والمغرب. وفي نفس اليوم، وقعت الخرطوم، مذكرة تفاهم مع وزارة الخزانة الأمريكية، لتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي، تتيح له الحصول على أزيد من مليار دولار سنوياً ، وذلك خلال زيارة وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشن للخرطوم .
وفي 14من الشهر ذاته، أعلنت وزارة التجارة الأمريكية، رفع قيود عن تصدير منتجات الولاياتالمتحدة إلى السودان وأصبحت الشركات الأمريكية تستطيع التعامل دون موانع قانونية ويشمل القرار رفع حظر برمجيات وأجهزة الكمبيوتر والاتصالات. وفي 25 يناير 2021، وصل نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا اندرو يونغ، في زيارة هي الأولى لمسؤول عسكري رفيع للبلاد، منذ رفع العقوبات. ويمني السودانيون أنفسهم بوداع عهد من التوتر استمر لنحو ربع قرن في العلاقات بين واشنطنوالخرطوم. اليوم التالي