تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في أنحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم، الإثنين، الذي كان اليوم الأخير للهدنة قصيرة المدى المعلنة بين الجانبين، فيما لا يبدو واضحاً ما إذا كان طرفا القتال سيوقعان على اتفاق جديد لتمديد الهدنة الإنسانية. وبالتزامن، التقى وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية، سلطان بن سعد المريخي، السفير دفع الله الحاج علي، مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان. وذكرت الخارجية القطرية في بيان، بأن المريخي اجتمع مع علي الذي يزور البلاد حاليا». وأشارت إلى أنه «جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وتطورات الأوضاع في السودان». في وقت قالت فيه المملكة العربية السعودية إنها تبذل جهوداً حثيثة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية عبر مباحثات جدة، التي انطلقت بوساطة من الرياض وواشنطن في السادس من شهر مايو/ أيار الجاري. تقريب وجهات النظر وناقش وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أمس، خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية المملكة المتحدة جيمس كليفرلي، الجهود الهادفة إلى دعم الحلول السياسية في السودا،. إضافة إلى «مناقشة ما تبذله المملكة من جهودٍ حثيثة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية من خلال استضافتهم في مفاوضات جدة، وما نتج عن ذلك من اتفاقيات حول وقف إطلاق نار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية». فيما طالب المجلس المركزي ل«الحرية والتغيير» قيادتي الجيش و«الدعم السريع» بتجديد وقف إطلاق النار قصير الأمد الذي انتهى مساء الإثنين، والالتزام به، من أجل إعطاء فرصة لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور بشدة. وقالت إن «الهدنة المنقضية شهدت تحسناً طفيفاً تمثل في انخفاض حدة المواجهات، إلا أنها شهدت تجاوزات مثل استخدام الطيران واستمرار الوجود المسلح في المنازل والمرافق الخدمية والتعدي على المدنيين وحدوث اشتباكات مسلحة، وتأخر وصول المساعدات الإنسانية» مشددة على إدانتها لكل تلك الانتهاكات ومرتكبيها والدعوة لوقفها فوراً ومحاسبة مقترفيها وإعادة الممتلكات المنهوبة، مع التزام الطرفين بالتعاون لإعادة الخدمات الضرورية. وأكدت رفضها لدعوات التسليح الأهلي والزج بالمدنيين في أتون الصراع المسلح، محذرة من أن ذلك سيجر البلاد لحرب أهلية شاملة. ودعت، ل«اعتزال دعوات الفتنة ومحاصرة الخطاب الذي يدعو لها والتصدي له، وتفعيل مبادرات السلام الاجتماعي التي تتصدى لخطابات الكراهية وتمنع تمدد نطاق الحرب». وقالت إنها ستواصل الجهود ل«الإسهام الإيجابي في وقف الحرب، وذلك من خلال العمل المشترك مع كل القوى الوطنية لتمتين وتوسيع الجبهة المناهضة للحرب، والتواصل الإقليمي والدولي من أجل وقف القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وأنها ستستمر في حث قيادة الجيش والدعم السريع على الجنوح للحلول السلمية وتحكيم صوت الحكمة وتجنيب البلاد ويلات الانزلاق للانهيار الشامل». تبادل القصف ميدانياً، قال شهود عيان تحدثوا ل«القدس العربي» إن مدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم، شهدت تبادلاً للقصف الجوي ومضادات الطائرات، خاصة في منطقة جسر الحلفايا المؤدي إلى مدينة أمدرمان حيث يوجد عدد من المرافق العسكرية الاستراتيجية التابعة للجيش السوداني، بما في ذلك قاعدة وادي سيدنا الجوية. وقال الجيش إن جنوده خاضوا معركة كبيرة في منطقة حمد النيل في مدينة أمدرمان، لكنه لم يعط مزيداً من التفاصيل. فيما نشر فيديو أظهر انتشار عناصره في محيط منطقة السوق العربي القريب من القصر الرئاسي وسط الخرطوم. منظمة تناشد طرفي القتال عدم استهداف الأطباء والمرافق الصحية وفي سياق تحركات قوات «الدعم السريع» السياسية، ألغيت ندوة في العاصمة الفرنسية باريس كان من المنتظر أن يتحدث فيها مستشار قائد قوات الدعم، يوسف عزت، الذي وصل إلى هناك بعد جولة لعدة عواصم أفريقية. في حين قالت حكومة ولاية البحر الأحمر، شرق السودان، إن الأجهزة الأمنية اعتقلت خلايا نائمة تابعة للدعم السريع» مشيرة إلى أن كافة أجهزتها تعمل بتنسيق وانسجام كامل وتام في وضع الخطة الأمنية وتنفيذها منذ بداية الأحداث حتى الآن بصورة دقيقة ومحكمة، وأن ذلك انعكس على الأمن والاستقرار في الولاية. وتابعت: «تم وضع خطة أمنية محكمة لتفكيك والقبض على كل الخلايا النائمة التي ولجت للولاية متسللة» مشيرة إلى أن ذلك «بفضل يقظة الأجهزة الأمنية، وتم القبض على عدد من هذه الخلايا». وأكدت أن « الخطة الأمنية المحكمة لتأمين الولاية تسير بصورة دقيقة وستنفذ بحيث يتم القبض على كل العناصر المتمردة التي تأتي للولاية لتنفيذ بعض الأعمال» مشيرة إلى هناك إجراءات أمنية محكمة لفرض حظر التجوال في فترة معينة، وزيادة نقاط التفتيش وإحكام القبضه الأمنية، حتى يتم تفويت الفرصة على كل المرتزقة والعملاء. وأعلنت أن الأجهزة الأمنية على يقظة تامة في رصد هذه العناصر، وأن لديها المعلومات التامة والكاملة عن تحركات هذه العناصر وأماكن وجودها ويتم القبض عليها وتنفيذ كل الإجراءات القانونية المعروفة وفق قانون الطوارئ. إنسانياً، تحدث برنامج الغذاء العالمي عن أن انعدام الأمن الغذائي في بلدان بينها السودان، أصبح الآن يتسبب في «أعلى مستويات القلق». ووفقا له، البلدان في هذا المستوى لديها سكان «يواجهون أو يتوقع أن يواجهوا المجاعة» أو «معرضون لخطر التدهور نحو ظروف كارثية». وأشار في تقرير بعنوان «نقاط الجوع الساخنة: الإنذارات المبكرة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي بشأن انعدام الأمن الغذائي الحاد» إلى أن هناك ثلاثة دوافع حالية وراء اتجاهات انعدام الأمن الغذائي، وهي: «العنف المنظم، ومخاطر الصراع» و«المخاطر الاقتصادية» و«المخاطر الطبيعية». وتم إدراج العنف المنظم والنزاع، كسبب رئيسي لنقل هاييتي والسودان وبوركينا فاسو ومالي إلى أعلى مستويات القلق. ويذكر التقرير أن الصراع في السودان من المرجح أن «يدفع اتجاهات الصراع العالمي في فترة التوقعات ويؤثر على العديد من الدول المجاورة». وأضاف أن استخدام الألغام الأرضية والمتفجرات في هذا الصراع، أدى إلى تدمير الأراضي الزراعية والبنية التحتية للمياه. وأكد أن حوالى 123 ألف شخص يواجهون الجوع أو الموت أو العوز أو سوء التغذية الحاد للغاية في جميع أنحاء هاييتي والسودان وبوركينا فاسو ومالي. وقال إن «المساعدة العاجلة والمعززة» مطلوبة من أجل «حماية سبل العيش، وزيادة فرص الحصول على الغذاء». وأضاف: «هذا ضروري لتجنب المزيد من التدهور في انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية». مستشفيات صارت ثكنات وعلى المستوى الصحي، ناشدت منظمة «أطباء حول العالم» طرفي القتال في السودان بعدم استهداف الأطباء والمرافق الصحية. وقالت إنها رصدت مقتل طبيب واختطاف 3 آخرين إلى جهة غير معلومة، بالإضافة إلى تحويل 3 مستشفيات وهي (مدينة المعلم الطبية، ومستشفى يونيفرسال والمجمع الطبي بجامعة الخرطوم) إلى ثكنات عسكرية لتضاف إلى قائمة 29 مستشفى قبلها، الأمر الذي أضر ب 8 ملايين مواطن في حاجة إلى الرعاية الصحية. ودعت إلى «رفض تسييس الصحة باعتبارها قضية إنسانية» وطالبت وزارة الصحة الاتحادية ووزارة الصحة ولاية الخرطوم، ونقابة أطباء السودان، والجمعيات الطبية، بالاضطلاع بدورهم كاملاً تجاه قضية الصحة. في سياق الانتهاكات، أعلن حزب الأمة القومي مقتل أحد قياداته في العاصمة الخرطوم على يد قوات «الدعم السريع». وقال في بيان إن «رصاصات الحرب اللعينة اغتالت القيادي في الحزب، عبد العزيز الشيخ محمد الشيخ». وزاد: « الشيخ سقط على يد قوات الدعم السريع عندما كان يحاول التهدئة بينهم وبين المواطنين في منطقة الحاج يوسف في ولاية الخرطوم». ولفت إلى أنه كان آخر مرشح للحزب للدائرة القومية الحاج يوسف وأم دوم في آخر انتخابات شارك فيها الحزب قبل الانسحاب منها في اعام 2010