لم تناقش أي جهة، بما فيها الجيش، خطر وضعية الدعم السريع كجيش اخر في البلاد، الا قحت وقوى الاتفاق الاطاريء. هذه القوى السياسية (طبزت عين الشيطان) وناقشت علنا قضية وجود جيش وقوات دعم سريع موازية، وسمت ذلك تعدد الجيوش في السودان، وطرحتها كمشكلة حقيقية مهددة لسلام واستقرار البلد، ووضعت لها علاج هو دمج الدعم السريع في الجيش بطريقة سلمية وودية ضمن اطار اتفاق شامل لازمات البلد هو (الاتفاق الاطاريء). حذرت هذه القوى الشعب بأن الدمج اذا لم يتم بطريقة سلمية فان وقوع الحرب بين هذين الجيشين سيكون امرا حتميا، صحيفة الكيزان الانتباهة (وتستحق إسم الغفلة وليس الانتباهة) لمؤسسها الكوز الانفصالي الطيب مصطفى، حرفت كل ذلك لمانشيت عريض خبيث هو (الاطاريء او الحرب)!! قحت وقوى الاتفاق الاطاريء واجهوا مشكلة تعدد الجيوش ووضعوا لها اطار زمني هو اكتمال الدمج في مدة لا تتجاوز العشرة سنوات. والدمج عملية فنية عسكرية وليست سياسية، القضية السياسية هي فكرة توحيد الجيش نفسها كفكرة لازمة لاستقرار الدولة، اما تفاصيل الدمج فهي قضية فنية، وهناك لجنة مشتركة بين الجيش والدعم السريع كونها الاتفاق الاطاريء، هي من تضطلع بتحديد تلك التفاصيل وتوقيتاتها بحيث ان لا تتجاوز عملية الدمج سقف العشرة سنوات. وهذه اللجنة الفنية تم دعمها برؤى الفنيين العسكريين والخبراء من الاممالمتحدة والشركاء المتخصصين في عمليات الدمج والتسريح. بالمختصر، الإتفاق الاطاريء كان حلا سلميا يمنع الحرب، لكنه هدد ايضا وجود عناصر النظام البائد في الجيش والاجهزة الأمنية، ووجود الكيزان كقوى سياسية في السودان، لذلك أعلنوا رفضهم لهذا الاتفاق، وقالوا ان الاتفاق الاطاريء لن يتم توقيعه ولو يحرقوا السودان كله، وبالفعل أطلقوا الحرب وها هم يحرقون السودان. اندلعت الحرب، ولم تتاح الفرصة للاتفاق الاطاريء لكي يمنع وقوعها، فماذا فعلت القوى السياسية؟ سعت القوى السياسية لإيقاف الحرب، عبر مخاطبة طرفي الحرب ومخاطبة العالم، وكونت تنسيقية مدنية لمواجهة الحرب هي (تقدم)، تنسيقية تقدم اصدرت خارطة طريقة لإيقاف الحرب (هل اطلعت عليها يا من تقرأ هذا المقال؟)، ومن هذه الخارطة انبثق الإعلان السياسي الذي وقعته تقدم مع الدعم السريع (هل اطلعت على هذا الإعلان عزيزي القاريء وبحثت ما فيه؟)، ثم طلبت ملاقاة الجيش فوافق لكنه مازال يتمنع. ما يحمد للقوى السياسية انها وضعت حلا سلميا للمشكلة قبل الحرب، ثم بعد ان قامت الحرب وضعت خارطة سلمية لايقافها. وهذا هو بالضبط المطلوب من القوى السياسية، ان تواجه ازمات البلد وأن تقدم الحلول. طال الزمن ام قصر ستسطع شمس الحقيقة، وسيصل الجميع الى ان القوى السياسية فعلت ما عليها وان انصار النظام البائد الذين أطلقوا الحرب ورفضوا ايقافها هم المسؤولون عن الحرب وجرائمها وعن تدمير السودان، وسيلاقون عقابهم الذي يستحقون لا محالة. [email protected]