في شمال نيجيريا تصطف نساء في طابور أمام أحد الأبنية وهن عازمات على المشاركة في برنامج الزيجات المدبرة من قبل الشرطة الدينية والهدف منها تشكيل عائلات مستقرة والترويج للسلام في هذه المنطقة المضطربة. أما الحب فقد يأتي لاحقا فالآن ينبغي تأمين عائلات مستقرة للأطفال من خلال تزويج ربات منازل أرامل أو مطلقات برجال في كانو كبرى مدن الشمال النيجيري الذي تسكنه غالبية مسلمة. أتى الآن دور أمينة ادمو وراحت تتقدم حاملة حقيبة اليد تحت ذراعها باتجاه شرطي ملتح جالس وراء طاولة طويلة نادى باسمها للتو. يطرح عليها مجموعة من الأسئلة من اسمها ومصدر عائداتها وعدد الأطفال في حين ينادي زملاء له على نساء أخريات. أمينة (38 عاما) هي من أولى النساء العازبات اللواتي لبين نداء الحسبة وهي الشرطة الدينية في كانو. فهذه الهيئة المكلفة بالإشراف على احترام الأخلاق بثت إعلانات عبر الإذاعة خصوصا، اعتبارا من فبراير. وقد تزوج أول مائة ثنائي في مراسم جماعية الثلاثاء في كانو. وقال امينو دوراواة رئيس شرطة الحسبة بعد المراسم «سنواصل تنظيم الزيجات الجماعية وسنقوم قريبا بالاحتفال بزواج مائة امرأة تم اختيارهن». وأمام موجة أعمال العنف القاتلة المتواصلة والمنسوبة إلى جماعة بوكو حرام الإسلامية، تأمل السلطات بحل مشاكل اجتماعية مختلفة لاسيما من خلال توفير أجواء عائلية مستقرة لأطفال فقدوا الأب. ويقول نبهاني عثمان المدير المساعد للحسبة «مع الوضع الأمني الراهن في كانو قد يتأثر الأطفال الذين لا ينعمون ببيئة عائلية حاضنة، كثيرا بالتيارات المتطرفة». ويضيف «من المهم جدا أن تتم حمايتهم من العناصر المدمرة من خلال برنامج يوفر لهم حياة مستقرة ويلقون الاهتمام من الأم وزوجها».