يمكن تشبيه الرغبة في بلوغ الكمال أو التصرف بمثالية بالسعي وراء المستحيل. لا شك في أن هذه الرغبة تودي بأصحابها إلى عواقب وخيمة وتجلب لهم آلاماً، لذلك، إن أردتِ استغلال حياتك إلى أقصى حد، فقد يكون من الأفضل أن تبدأي بتقبل عيوبك ونقائصك. إليك بعض النصائح الفاعلة في هذا المجال. -1 الخروج من الهزيمة منتصرة: لا نتعلم المشي إن لم نسقط أولاً. لذلك، ينصحك الخبراء بأن تكفي عن الهرب من مشاعرك المؤلمة (الخسارة، النقد...) وبأن تتقبليها. اعلمي أن هذا السقوط يمنحك فرصة البدء من جديد، دراسة خطواتك بعناية، وعدم الوقوع في الخطأ عينه مرة أخرى. وما قد يساعدك حقاً تحليل وضع ما واجهت فيه الصعوبات كتابةً، لأنك بذلك ترين المسألة من جوانبها كافة. كذلك، تمنحك هذه الطريقة فرصة تأمل التفاصيل بموضوعية، بعيداً عن الألم والشعور بالفشل، فتتوصلين إلى خلاصات إيجابية وبناءة. -2 لا تحاولي إمساك القمر بيديك: يوضح الخبراء أن مَن تسعى إلى المثالية والكمال تبذل جهوداً تتخطى قدراتها، فتغرق في اليأس والوهم. الحل؟ رسم أهداف أقل عدداً وأكثر موضوعية. هكذا، تتاح أمامك فرص أكبر لبلوغها والشعور بالرضا والاكتفاء، وتحدين من التوتر والإجهاد في حياتك، ما يسمح لك بالاستمتاع بلحظات جميلة. وعوض أن تمضي الوقت في تقريع ذاتك بسبب إخفاقاتك، يمكنك أن تهنئي نفسك على النجاح الذي أصبته، وإن كان محدوداً. عندئذٍ ترسمين طموحات أكثر صعوبة. إلا أن هذه الخطوة يجب أن تكون تدريجية، ومن الضروري أن تعي حدود قدراتك، وألا تعاودي وضع أهداف تتطلب معجزة. -3 طلب مساعدة الآخرين: تحاول مَن تطلب الكمال من نفسها إتقان الأمور كافة، وقد تصل رغبتها هذه إلى حد الهوس أحياناً. لكن عوض إرجاء مهمة ما إلى الغد لأنك لا تستطيعين اليوم إنجازها على نحو مثالي، تقبلي أن يمد إليك الآخرون يد المساعدة. تخلصي من هوسك هذا بالاعتماد على المحيطين بك. كذلك، من الضروري أن تتقبلي النتائج وإن لم تكن ممتازة. صحيح أن تطبيق هذه النصائح ليس بالأمر السهل، لكنك ستنجحين إن لم تستسلمي.